أسعد كثيراً كخليجي عندما أرى تطورات الدول المجاورة لنا، مثل قطر والإمارات، لكنني أحزن حينما أسأل نفسي لماذا لم تحصل هذه التطورات في كويتنا الحبيبة؟ وإلى متى تقفز الدول المجاورة بتطورات هائلة، ونحن ما زلنا نؤجل تطوراتنا ومشاريعنا ونحتفل بآثار التطورات القديمة؟ فعندما أرى مطاري قطر ودبي أتذكر تأخر مطارنا المفجع ومواقف السيارات المخزية فيه، فأكثر من مرةٍ ندخل المواقف ولا نجد مكانا في جميع الطوابق! حتى تنسيقات بعض أفراد الشرطة غير موفقة، بحيث يسدون جميع مداخل المطار ويجبرون المواطن على دخول مواقف السيارات مع أنهم يعرفون أنها ممتلئة ولا وجود لموقف سيارة واحدة فيها!
وإذا ذهبنا إلى القطاع الخاص فحدث ولا حرج؛ فالجامعات الخاصة يرفع المستثمرون فيها رسوم التسجيل على الطلاب ويرغمونهم على شراء كتب في جامعاتهم بأسعارٍ عالية، فضلا عن أن زيادة الأسعار التي تحصل في بلادنا الحبيبة ترجع إلى طمع التجار، وذلك لتقييد راحة المواطنين، ولكي يستفيدوا هم بزيادة الأسعار في كل النواحي: الطبية، والترفيهية والمهنية، والتسويقية.فإذا قارنا من الناحية الطبية بين أسعار الأدوية في المملكة العربية السعودية الحبيبة والكويت، نجد أن الدواء الذي يباع عندهم بما يعادل خمسة دنانير كويتية ثمنه عندنا عشرون دينارا، وقس على ذلك في قطر وباقي الدول مع وجود الفارق البسيط. صحيح أن التطور في دول الخليج يسعدني لكنه يحزنني لعدم حصول هذه التطورات في كويتنا الحبيبة، فالمشاريع الكبيرة لديهم، كالجسور والمجمعات وأماكن استجمام المواطنين تناسب جميع الأعمار، أما عندنا في الكويت فإن طمع التجار وجشعهم وإهمالهم لحقوق الناس وشراهتهم اللا محدودة هي المسيطرة للأسف على الموقف. فتقييد الراحة لدى المواطنين جعلهم ينتقدون التجار بقوة في هذه الآونة متسائلين: إلى متى يستنزف التجار بلدنا الحبيب؟ فنحن كمواطنين لا نريد رفع رواتب الموظفين، بل نريد أن نجعل الأسعار مناسبة أكثر لرواتبنا، لكي نعيش مطمئنين ونهنأ في ديرتنا الحبيبة، وكفى يا تجار احتكارا ورفعا للأسعار وتقييدا لحياتنا... ربي اجعل الكويت بلدا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
مقالات - اضافات
إلى أين يأخذنا التجار؟
17-09-2016