بعد يوم على المفاجأة المدوية التي أحدثها القضاء اللبناني بتوجيه اتهامات إلى إسرائيل وأشخاص على علاقة بالنظام السوري، وآخرين بالمعارضة السورية بالتخطيط لمحاولة اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، بقي الأخير أمس في الأضواء بتصريح قاس، اعتبر فيه أن زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يضعف بشكل مطرد.

وفي حديث مطول في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، أسف جنبلاط لما يمر به الحريري من صعوبات، وقال: «لا أعرف أسباب ذلك، لكن حليفي الأقوى يزداد ضعفاً باطراد. هذا محزنٌ. محزنٌ جدّاً»، مشيراً إلى أنه لا يرى رئيساً للبلاد في المستقبل المنظور.

Ad

وأكد جنبلاط، وهو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ونائب في البرلمان اللبناني، أنه «لا مستقبل لديّ في لبنان، وهدفي الوحيد هو الحفاظ على البقاء. آمل أن أكون قد نقلت هذه الرسالة إلى نجلي. عندما تنتمي إلى طائفة صغيرة، يكون هدفك الوحيد حمايتها والحفاظ على البقاء. البقاء هنا يعني إقامة علاقات جيّدة مع مختلف مكوّنات البلاد، وعلى رأسها حزب الله. هذا هو السبيل الأسلم ليتمكّن الدروز من البقاء والحفاظ على ما تبقّى لهم سياسياً وديموغرافياً»، كاشفاً أن «الطائفة الدرزية في تضاؤل مستمر. هذا واقعٌ علينا القبول به، في حين أن طوائف أخرى تزداد حجماً باطّراد. لكن مسيحيي لبنان ليسوا أفضل حالاً منّا».

وقال إن «مَن يبتّ في الموضوع الرئاسي هما إيران وسورية»، مضيفاً أنه «لا ينبغي التقليل من شأن النفوذ الذي يتمتع به (الرئيس السوري بشار الأسد) وقدرته على إفساد الأمور. هدفهم إخضاع المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سورية، فعندما ينجحون في تحقيق ذلك، وهم يعملون على تحقيقه بصورة تدريجية إنما مقابل ثمن باهظ جدّاً، يمكنهم أن يفرضوا على لبنان وصاية جديدة، ربما مع شروط جديدة.

وفي هذا الصدد، بعض المسيحيين أو بعض الزعماء في الطائفة المارونية غافلون عن أنه قد يتم تعديل الدستور بما يتعارض مع مصالحهم. ربما البعض مستعدّون لقبول هذا الأمر، على غرار ميشال عون. لكن ذلك يتوقّف على المكاسب العسكرية للجيش السوري وحلفائه».

وعن إمكانية تأمين أغلبية الثلثين في مجلس النواب لتعديل الدستور، رأى وليد جنبلاط اننا «في مأزق، إنها حرب استنزاف. وفي حرب الاستنزاف هذه، هم أقوى منّا وأكثر قدرة على الصمود. نحن لسنا موحّدين؛ على المستوى الاقتصادي، تشهد البلاد تراجعاً كبيراً، وتعاني هشاشة شديدة. من يدري ما قد يحدث بعد سنة؟ في الوقت الراهن، نحن قادرون على الاستمرار، لكن من يدري ما قد يطرأ بعد عام من الآن. والفريق الآخر لا يأبه، ويملك سيطرة مطلقة داخل طوائف بكاملها. أقصد، لا تقولوا لي إنهم لا يفيدون من الانقسامات في صفوف المسيحيين. بلى يفيدون. حتى في صفوف السنّة، لديهم ميليشياتهم ونفوذهم. وفي صفوف الدروز أيضاً».

ورداً على سؤال حول ان كان سيضطر إلى عقد مصالحة مع الأسد، في حال بقائه في السلطة، جزم جنبلاط قائلاً إنه لن يفعل ذلك «فهذا يعني نهايتي السياسية. أفضّل الانتحار بشروطي أنا بدلاً من الذهاب إلى سورية ومصافحة بشار».

وعن الأوضاع الإقليمية والدولية، رأى جنبلاط أن «سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوجّهاته العدوانية من أوكرانيا إلى القرم فسورية، قد ترسي نظاماً جديداً، وحدوداً جديدة، بالتشارُك مع الأميركيين وبتقاسم النفوذ معهم».

وعن سورية، قال: «نحن لانزال في بداية تغيير ديموغرافي كبير في سورية، على حساب السنّة الذين يُطرَدون إلى لبنان والأردن وتركيا وأوروبا. أما الباقون فقد يصبحون محاصَرين داخل سورية»، مشيراً إلى أن «ما نراه في سورية أسوأ مما حلّ بالفلسطينيين في عام 1948».

واعتبر أنه «لا يستطيع أحد أن يتكهّن كيف ستبدو سورية الجديدة، لكنني أستطيع أن أرى المشهد داخل سورية الجديدة. سيبقى اسمها سورية، إنما مع تغييرات ديموغرافية كبيرة ونزوح للأشخاص. هذه العملية لمّا تكتمل فصولها بعد».

في سياق آخر، نفى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري في تغريدة له عبر «تويتر» حصول أي اتصال من قبل القيادي في تيار «المستقبل» نادر الحريري برئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون.

وأكد حوري أن «موقف تيار المستقبل من رئاسة الجمهورية لم يتغير وهو لايزال يدعم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية»، مشدداً على أن «القوي هو في بيئته وقبوله من قبل الآخرين وإقناعهم بشخصه والتواصل مع الجميع، والعماد عون لديه مشكلة مع البيئات الأخرى».

في السياق، رأى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي أن الحريري قد يصدر قراراً فيما خص الرئاسة لدى عودته إلى بيروت.

وعن قانون الانتخاب، قال الرياشي: «إذا وصلنا إلى نوفمبر من دون قانون انتخاب فسيكون لنا موقف والتيار الوطني الحر غير تقليدي».