كلينتون تحاول وقف «صعود» ترامب

حاولت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون استعادة الزخم الذي خسرته امام منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي يتقدم في استطلاعات الرأي، مع استئناف حملتها بعد ايام من وعكتها الصحية.

وهاجمت كلينتون ترامب خلال تجمع في نورث كارولاينا أمس الأول حضره أكثر من 1500 من مناصريها، ولاحقا في واشنطن، خلال احتفال بمناسبة شهر التراث اللاتيني.

واستأنفت كلينتون الحملة في لحظة حرجة، إذ بينت استطلاعات للرأي تقاربا في النتائج مع ترامب، حتى ان احد الاستطلاعات اعطاها فارقا بنقطتين فقط.

وقالت كلينتون لأنصارها في غرينسبورو بكارولاينا الشمالية، إحدى الولايات المهمة، إن "العودة الى مسار الحملة يمنحني شعورا بالارتياح. إن آخر ما أرغب فيه قبل شهرين من الانتخابات هو البقاء في المنزل. لقد استعدنا الزخم".

وذكرت أنها ستتوقف خلال الاسبوع المقبل في الولايات التي بدأ ترامب يتقدم فيها على حسابها، وبينها فلوريدا التي تعتبر حاسمة. وبدا انها تعافت لكنها كانت تعاني بحة من حين لآخر.

والرهان الرئيسي لدى كلينتون (68 عاما) هو استعادة التقدم على دونالد ترامب، والذي سجلته بعد مؤتمري التنصيب الحزبيين في يوليو.

ولكن ترامب لم يفوت الفرصة في رد الهجوم، مستهدفا حصيلتها الاقتصادية وحصيلة الرئيس باراك اوباما، عبر نشر تقرير طبي جديد أكد ان المرشح السبعيني في "صحة ممتازة".

ويتوقع ان تتواصل الهجمات بينهما حتى مناظرة 26 سبتمبر في نيويورك.

وأصيبت كلينتون الأحد الماضي بوعكة صحية خلال حفل في ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر في نيويورك، الأمر الذي أثار تساؤلات حول اهليتها للحكم وحول مدى شفافية حملتها.

ومع تصدر صحة المرشحين الحملة، نشرت كلينتون بيانا صحيا مفصلا الاربعاء يؤكد انها "مؤهلة" لتولي مهام الرئيس. وبالمثل اكد الملياردير الاميركي لمحطة "فوكس نيوز" صباح الخميس، خلال برنامج صباحي دائما ما يتحدث فيه: "اشعر كما لو اني في الثلاثين من عمري".

ثم عرض ترامب في برنامج "الدكتور اوز" الطبي، نتائج كشفه الطبي الذي بين ان كل فحوصاته طبيعية.

ورغم ان ترامب بدا يعاني وزنا قليلا زائدا، قال طبيبه هارولد بورنشتاين انه "في صحة ممتازة".

ولكن كلينتون فقدت على ما يبدو اعصابها مع هذا العرض الدرامي بقولها في غرينسبورو: "انظروا الى العرض الذي فبركه مع دكتور أوز اليوم. لن ألعب الدور الاستعراضي الذي يقوم به خصمي".

مع ان ترامب احجم عن توجيه انتقادات لاذعة لكلينتون بسبب مرضها لكنهما سرعان ما استأنفا الهجمات مع عودتها.

وفي كلمة امام اعضاء نادي نيويورك الاقتصادي هاجم ترامب سياسات كلينتون واوباما بعد زيادة الدين العام مرتين، ووعد بأن فترة رئاسته ستشهد انتعاشا اقتصاديا.

وقال انه سيكون هناك نمو "غير محدود" في الوظائف اذا قامت الحكومة بخفض الضرائب وإلغاء القيود المدمرة وأطلقت العنان لقطاع الطاقة، محذرا من ان البلاد لن تعرف الازدهار وسيحتاج مزيد من الناس للمعونات الحكومية اذا فازت كلينتون.

وأوضح ان "الشيء الوحيد الذي يمكنها حقا تقديمه هو شيك المعونة الاجتماعية".

وفي تراجع واضح عما كان عليه الوضع قبل اسابيع، بعدما كان متوسط الفارق بينهما من ست نقاط في منتصف اغسطس، بين استطلاع لحساب شبكة "سي بي اس" ومجلة "نيويورك تايمز" ان كلينتون تتقدم بنقطتين فقط على ترامب، محققة 46 نقطة مقابل 44.

ولكن عندما ادرج المرشحان غاري جونسون وجيل شتاين في السباق حصل كل من كلينتون وترامب على 42 نقطة.

ويبدو أن ترامب تقدم في كل الولايات المهمة، حتى ان استطلاعا لوكالة بلومبرغ بين انه يتقدم بخمس نقاط على كلينتون في اوهايو، في حين بين استطلاع لمحطة "سي ان ان" انه يتقدم عليها بثلاث نقاط في فلوريدا.

وأمس الأول نشرت حملة ترامب بيانا قال فيه انه يعتقد ان اوباما مولود في الولايات المتحدة بعدما ظل ينكر ذلك سنوات.

ونشر البيان بعد مقابلة مع "واشنطن بوست" رفض فيها الاقرار بذلك. وقال حينها: "سأجيب على هذا السؤال في الوقت المناسب. كل ما هنالك انني لا اريد ان اجيب الان".