• تواترت أنباء عن مفاوضات بين فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، والمشير خليفة حفتر برعاية مصرية... ما أجندة هذه المحادثات؟

Ad

ـ وصل بالفعل ظهر الخميس رئيس حكومة الوفاق فائز السراج إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع الأشقاء في مصر تستغرق عدة أيام، لبحث آخر تطورات الوضع في ليبيا، وسبل تحقيق اتفاق بين كل الأطراف من أجل تحقيق الاستقرار، وتمكين الحكومة الجديدة من ممارسة عملها، بعد حصولها على موافقة مجلس النواب، وتمكينها من القضاء على الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والحفاظ على وحدة التراب الوطني الليبي.

ومن المقرر أن يلتقي السراج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للضغط على الأطراف الليبية، للدخول في مفاوضات تنهي الخلافات، ومصر لها دور كبير في إقناع المشير خليفة حفتر، وإقناع أطراف ليبية أخرى، للتوصل إلى حلول للمسائل الخلافية، لمنع خطر يهدِّد البلاد بالتقسيم.

ليبيا تمر بظروف غاية في الخطورة، ولمصر دور في الحفاظ على سلامة أراضيها، ولها تأثير كبير دولياً وإقليمياً، وقادرة على إقناع المشير خليفة حفتر بالدخول في مفاوضات، بعد تسليمه موانئ النفط التي سيطرت عليها قواته لقوات حكومة الوفاق، عقب جهود واتصالات مباشرة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وللرئيس السيسي الفضل في اتفاق حكومة الوفاق الوطني ورئيس البرلمان عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر، لتسليم موانئ النفط للحكومة، حفاظاً على وحدة الأراضي الليبية، وتجنباً لذرائع التدخل الأجنبي، ومواجهات تقود ليبيا إلى المجهول.

• اشتكى المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر إلى مجلس الأمن رفض خليفة حفتر الالتقاء به والتواصل معه لتشجيعه على الحوار... هل تنجح القاهرة برأيك؟

ـ حرص مصر على وحدة الأراضي الليبية ووطنية المشير حفتر وعلاقته القوية بالرئيس السيسي وثقل مصر سيدفع إلى الحوار وحل الخلافات، بما يحافظ على وحدة الأراضي الليبية، خاصة بعد اتفاق عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي والمشير حفتر على تسليم الموانئ النفطية بما يقطع الطريق على التدخل الدولي.

ومصر ملتزمة باتفاقها مع الجميع على أنه لا بديل عن الحوار والتوافق لمعالجة الأزمة الليبية، فالحروب واستمرار الصراع لن تجلب إلا مزيدا من الدمار والخراب للدولة الليبية، وأن مصر وليبيا مصيرهما واحد، وما يهدد إحداهما يهدد الآخرى.

• لماذا لم تحصل حكومة الوفاق على ثقة مجلس النواب حتى الآن؟

ـ لاعتبارات يراها مجلس النواب تخدم المصلحة العامة للدولة الليبية، وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق باق في منصبه، وسيُقدم تشكيلة وزارية جديدة خلال أيام، حكومة مُصغرة تتكون من 8 - 12 وزيراً، ومجلس النواب حدّد مهام تلك الحكومة وقال إنها تُدير الدولة، وتعمل على إخراج البلاد من الأزمة الحالية، والمجلس الرئاسي سيحترم أية قرارات صادرة عن المجلس عندما تكون في الأطر القانونية والدستورية الصحيحة.

• لكن حكومة السراج تواجه اتهامات بفتح الباب أمام تدخلات خارجية.

ـ هذه الاتهامات غير صحيحة، لأن المجلس الرئاسي ورئيس حكومة الوفاق لا يخفيان شيئا عن الليبيين، وجبهة القتال مفتوحة لزيارة وسائل الإعلام لتغطية أجواء المعارك، ربما لم يصدق البعض أو لا يريد أن يصدق أن قواتنا تمكنت من الانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي، وعندما احتاجت الحكومة إلى مساعدة جوية أعلنت ذلك على الملأ، والمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق يرحبان بكل دعم يقدم من الأشقاء والأصدقاء إلى قواتنا المسلحة، باستثناء التدخل البري.

•هل لك أن تُطلعنا على تفاصيل لقاء وفد البرلمان الليبي مع رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي؟

ـ الفريق حجازي هو المكلف بإدارة الملف الليبي في الحكومة المصرية، واللقاء تكملة لجولة المباحثات الأولى في القاهرة، والتي جرت في أول أغسطس الماضي، وشهدت اجتماعات بين أعضاء مجلس النواب الليبي الداعمين للاتفاق السياسي، والسلطات المصرية ممثلة في وزارة الخارجية والبرلمان المصري واللجنة المعنية بالملف الليبي، ناقشت العديد من الملفات والقضايا التي تهم البلدين، وتعرضت للمشاكل والصعوبات التي تواجه الجالية الليبية في مصر من حيث التنقل والإقامة وصعوبات السفر.

• ما نتائج هذه المباحثات في شقيها السياسي والعسكري؟

ـ الاتفاق على أنه لا بديل عن الحوار والتوافق، وتعهد الجميع بالالتزام بـ"اتفاق الصخيرات"، مع التزام مصر بالمساعدة في بذل الجهود لتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية وتقويتها لبسط الأمن والاستقرار في ليبيا، مع العلم أن تحرير مدينة سرت ودحر تنظيم "داعش" بات قريباً.