أغلق القضاء المصري ملف مقتل الفنانة سعاد حسني على أنها سقطت من شرفة منزلها في الطابق السادس بعاصمة الضباب لندن، ولم تتوصل تحقيقات الشرطة الإنكليزية والسلطات المصرية في القاهرة إلى أية معلومات حول وجود أشخاص مع «السندريلا» في الشقة قبل وفاتها، مع تأكيد الجيران الاستماع إلى أصوات مرتفعة قبل سقوطها من الشرفة.

كذلك رفض القضاء المصري أكثر من دعوى وتحرك قضائي في هذا المجال قامت به جنجاه لإعادة تشريح جثة شقيقتها وكتابة تقرير طبي جديد عن سبب الوفاة، فيما تقدمت بأكثر من بلاغ للنائب العام المصري عامي 2005 و2012 لإعادة فتح التحقيق في ملف القضية... ووجهت اتهامات إلى عدد من المسؤولين السابقين من بينهم وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف الذي ذكرت اسمه صراحة باعتباره متهماً بالتحريض على قتلها... وهي طلبات حُفظت بسبب عدم كفاية الأدلة المقدمة.

Ad

ومن بين الدعاوى القضائية التي تولاها المحامي عصام قنديل ورفضها القضاء المصري دعوى باختصام رئيس الجمهورية ومسؤولين بالنيابة في ما يتعلق بقرار حفظ أوراق القضية ووقف التحقيق فيها لتعذر الوصول إلى دليل مادي، فضلاً عن مرور وقت طويل على الواقعة من دون ظهور أية خيوط في القضية.

اللافت في تصريحات جنجاه حسني التي استغرقت نحو 14 عاماً في تأليف كتاب يرصد مسيرة حياة «السندريلا»، ويفترض أن يزيح الستار عن كثير من أسرار حياتها، أنها ربطت بين الوفاة الغامضة لشقيقتها والتي تصفها بالقتل وزواجها السري من العندليب الأسمر. فهي تنشر ضمن الكتاب صورة من وثيقة الزواج السري عام 1960، وسط تشكيك في مصداقية الوثيقة وتقول إن الورقة التي في حوزتها هي نسخة أصلية حصلت عليها سعاد بعد كتابة العقد العرفي، إذ حُرر في نسختين حصل كل منهما على واحدة منها.

تلفت الأخت غير الشقيقة للسندريلا إلى وجود مفاجآت ومستندات خاصة وأوراق كثيرة كتبتها سعاد حسني في حياتها وبخط يدها وأوردتها هي ضمن الكتاب، مؤكدة أن إرجاء الكشف عن ورقة زواجها من عبد الحليم حافظ كان مقصوداً لكونه أمراً غير مهم بالنسبة إليها، إذ كانت تسعى إلى الوصول إلى أسباب قتلها وليس كشف تفاصيل حياتها الشخصية فحسب.

تصريحات جنجاه عن وجود مشاكل في إصدار الكتاب تعبّر عن احتمالية تعرضها للمسؤولية القانونية في ما يتعلق بنشر أسماء فنانين ومسؤولين في أنظمة مختلفة، وهو ما يجعل من حقهم أو من حق ورثتهم مقاضاتها إذا لم تثبت صدق ما كتبته بالمستندات والأوراق الرسمية، علماً أنها لم توضح ما إذا كانت ستستخدم الرموز في كتابة أسماء الشخصيات، مع تأكيدها أن الكتاب ليس هدفه الربح، وأنها قد تنشره بأية وسيلة للوصول إلى الجمهور.

ومن بين الشخصيات التي يتطرق إليها الكتاب الفنانة زيزي مصطفى التي تحدثت إلى سعاد حسني قبل يومين من وفاتها، وتتهمها جنجاه بأنها ادعت بعض الأمور غير الحقيقية عن «السندريلا»، من بينها دعوتها إلى أداء فريضة الحج على نفقتها، واجتماعهما في لقاء. كذلك تكيل الاتهامات لنادية يسري، صديقة الراحلة في لندن، وكانت اتهمتها سابقاً بالتورط في قتلها وسرقة ما كانت تملكه.

وحاول الفنان القدير سمير صبري بعد وفاة سعاد حسني التحقيق في واقعة مقتلها بحكم علاقة الصداقة القوية التي كانت تجمعهما، فسافر إلى لندن وصوّر وسجّل فيديوهات مع جميع معارفها وجيرانها، بالإضافة إلى الشرطة الإنكليزية، فأكد جميع من التقاهم أنها لم تكن تفكر في الانتحار وكانت مقبلة على الحياة بشكل كبير وترغب في العودة إلى التمثيل بعد غيابها الطويل.

جنجاه الأكثر إثارة للجدال

تعتبر جنجاه حسني، الأخت غير الشقيقة للفنانة سعاد حسني، الأكثر إثارة للجدال بين أشقاء السندريلا وشقيقاتها. رغم الفارق العمري الكبير بينهما، تقول إنها كانت الأقرب إلى شقيقتها ولديها أسرارها، فيما تظهر إعلامياً من وقت إلى آخر بتصريحات مثيرة للجدل.

لم تتوقف جنجاه على مدار 15 عاماً عن الحديث حول تورط مسؤولين كبار في التحريض على قتل سعاد حسني، على العكس من شقيقتها الفنانة نجاة الصغيرة التي تحفظت على الحديث في الأمر، ولم تخرج بتصريح حول القضية التي تعتبر أحد أكبر الألغاز في حياة «سندريلا» السينما المصرية.