سجن «خمس نجوم»... ولم لا؟

نشر في 18-09-2016
آخر تحديث 18-09-2016 | 00:09
 مظفّر عبدالله أول العمود:

دراسة وزارة الكهرباء والماء حول وفر الطاقة بمعدل ٩٠٠ مليون دينار سنويا باستعمال تقنية إضاءة LED تتطلب تطبيقا فوريا ففيها تغيير للسلوك الاستهلاكي.

***

في مقابلة صحافية مع المسؤول الأول عن المؤسسات الإصلاحية وتنفيذ الأحكام اللواء خالد الديين تطرق خلالها الصحافي المحاور معه للعديد من الممارسات التي تحدث في السجن المركزي ومراكز التوقيف وأشهرها "طلحة".

ما لفت الانتباه، خصوصا مع كثرة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وصف اللواء الديين للمبنى الجديد للسجن بأنه من فئة «خمس نجوم»، والذي قوبل بنوع من التهكم أو الهجوم على إدارة السجن بعد استرجاع المعلقين العديد من الحوادث السابقة والمتكررة المخالفة لقانون السجون.

شخصيا أجد في وصف "الخمس نجوم" وصفا مفرحا ولائقا لأن هدف السجن الإصلاح لا الانتقام، ونتمنى أن يكون المبنى كذلك بحجره وبشره، لكن المقابلة كشفت الكثير من القصور الذي سينتقل إلى المبنى الجديد ليخفض من تصنيفه!

لا شك أن أحوال السجن المركزي تطورت عن فترة ما قبل الغزو، ويرجع ذلك في جزء من الأسباب للنشاط المحموم الذي بذله أعضاء لجنة حقوق الإنسان البرلمانية في المجالس التي تشكلت في تسعينيات القرن الماضي، ونذكر هنا النواب محمد المرشد وأحمد النصار وعبدالمحسن جمال وآخرين، إضافة إلى جهود من تعاقبوا على إدارة السجن. لكن- ومع الأسف- يبدو أن ما يحدث اجتماعيا يفوق قدرة إدارة السجن على تحقيق الهدف من القانون، فالكويت صارت مكانا لتجارة المخدرات وتداولها ونقلها، إضافة إلى انتشار الرشا وضعف الذمم.

لم ينف اللواء الديين في المقابلة خروج بعض السجناء بسلوكيات إجرامية جديدة اكتسبوها من السجن، ونسبة عودة المطلق سراحهم بالجرائم نفسها، وتسرب المخدرات والهواتف وكل ما هو ممنوع قانونا على السجناء، وعدم إيجاد حل لمشكلة التوظيف بعد قضاء المدد القانونية! وهذه مشاكل مزمنة راقبناها بحكم عملنا الصحافي منذ بداية التسعينيات ولا تزال موجودة؛ مما يعني ضعف تطوير إدارة السجن، ولا يزال ما يقال عن سجن طلحة كمركز توقيف مؤقت مستمر لأكثر من عقدين من الزمن، ومنها بقاء بعض المبعدين لأكثر من شهر، وضعف عناصر الترفيه وغياب قنوات الشكوى، وعدم توفير المترجمين للمبعدين غير العرب.

أن يكون لدينا «سجن خمس» نجوم فهذا إيجابي للدولة تماما، مثلما تفخر دول أخرى بالرفاهية التي تقدمها لسجنائها، لكن المشكلة تكمن دائما في من يديرون المؤسسة ومدى مواكبتهم للتقنيات الحديثة والعلوم الأمنية المستجدة التي تحول أي سجن إلى مكان للإصلاح الاجتماعي.

back to top