تعقيباً على اتهام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) بالتورط في التخطيط لاغتيال الزعيم الدرزي السياسي اللبناني وليد جنبلاط، أكد مسؤول درزي بارز أن قياديين في الطائفة الدرزية بإسرائيل استفسروا عن علاقة الحكومة الإسرائيلية بمندي الصفدي، وهو درزي ورد اسمه في الاتهامات التي وجهها القضاء اللبناني إلى عدد من الأشخاص، بمحاولة اغتيال جنبلاط قبل أيام.

وقال هذا المسؤول، لـ«الجريدة»، إن الرد جاء من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ذكر أن الصفدي لا يحمل أي صفة رسمية في إسرائيل، ولا يشغل أي منصب، ولم يكن يوماً مستشاراً لرئيس الحكومة، فهو عمل بين السنوات 2009 و2012 مستشاراً لنائب وزير التطوير الإقليمي أيوب القرا، وبعد الانتخابات في 2012 أنهى عمله وهو يملك شركة خاصة.

Ad

وأضاف أن دروز إسرائيل يكنون الاحترام والتقدير لجنبلاط، وأنه

لا يتصور أن تكون إسرائيل تخطط لاغتيال الأخير، لأنه لا يشكل أي خطر عليها، ولا تريد أن تتواجه مع الدروز في الداخل، الذين لديهم علاقة خاصة بالدولة ومؤسساتها، خصوصاً بعد فرض التجنيد عليهم.

يذكر أن مندي الصفدي، وهو من سكان هضبة الجولان المحتلة، يحمل الجنسية الإسرائيلية، ومتزوج من رومانية، حيث درس هناك ويتنقل بين الهند ورومانيا وتركيا وإسرائيل، ويعمل في التجارة، ويدعي أنه خبير في مكافحة الإرهاب، وأنه مقرب من رجالات الدولة في إسرائيل، الأمر الذي اتضح أنه لا أساس له من الصحة، إذ إن مصدراً كبيراً في المؤسسة الإسرائيلية أبلغ القيادات الدرزية بإسرائيل أن الصفدي يضر بهم كثيراً لتصرفاته الشخصية، وغالباً ما تكون من خارج إسرائيل.

وكان أفراد عائلة الصفدي المصغرة في الثمانينيات يتغنون بالوطنية والقومية العربية السورية.

وقال القيادي الدرزي إن الصفدي اختلق قصة تعامله مع إسرائيل للتغطية على عمله مع المخابرات السورية، على ما يبدو، حيث تم تحذيره أكثر من مرة على يد إسرائيل من التدخل في أمور لا علاقة له بها.

وأضاف أن الصفدي سبب للدروز، في إسرائيل وسورية والجولان، أضراراً كثيرة، وأن عمله في الشأن السوري لا علاقة لطائفة الدروز به، وإذا صحت الشبهات بأنه ضالع في محاولة اغتيال جنبلاط فإن ذلك خطير جداً، ويتطلب رداً قاسياً تجاهه وتجاه من يتعامل معه ويغطي عليه.