بعدما حرمهم الحصار من المحروقات.. أهالي حلب يصنعون المازوت من البلاستيك

نشر في 18-09-2016 | 12:28
آخر تحديث 18-09-2016 | 12:28
No Image Caption
يجمع أبو أحمد وجاره محمد البلاستيك بين حطام الأبنية المدمرة في أحياء حلب الشرقية، فبعد حصار حرمهم من المحروقات وجد الرجلان في المازوت المصنع يدوياً من البلاستيك حلا يساعدهم على توفير الوقود الضروري للمولدات الكهربائية.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس قبل وفاته أثناء عمله، قال أبو أحمد (40 عاماً)، «لقد فقدت من الأسواق جميع أنواع المحروقات من مازوت وبنزين وغاز، وكونها مواد ضرورية، قررنا البحث عن حلول بديلة».

تحاصر قوات النظام السوري منذ أكثر من شهرين وبشكل متقطع الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب.

وأدت المعارك العنيفة جنوب المدينة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الأحياء الشرقية قبل أكثر من شهرين نتيجة تضرر المحطة التي يجري اعتمادها منذ حوالي عامين لتوليد الكهرباء إلى تلك المنطقة.

ودفع انقطاع الكهرباء الدائم بأبو أحمد وجاره محمد ابراهيم إلى استخراج المازوت من البلاستيك لاستخدامه في المولدات الكهربائية في حي الصاخور حيث يسكنان.

وفي شارع ترابي غطاه ركام الأبنية المدمرة في حي الصاخور، يملأ ثلاثة عمال براميل سوداء اللون بالبلاستيك، يغلقونها جيداً قبل أن يضعوها فوق موقد حجري يحرقون تحته الأخشاب والقماش.

تقتصر تقنية استخراج المازوت المصنع يدوياً، وفق أبو أحمد، على وضع البلاستيك في براميل يتم تعريضها لحرارة عالية حتى الغليان، ومن ثم يصعد البخار الناتج عنه في أنبوب مثبت على البرميل يمر عبر حوض من المياه ليتم تبريده، ويخرج من الطرف الآخر مادة صفراء اللون، هي المازوت المصنع يدوياً.

وتعتمد مناطق محاصرة أخرى في سورية على احراق البلاستيك لاستخراج المازوت المصنع يدوياً، وخصوصاً في المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وقال أبو أحمد «بعد البحث على الانترنت، رأينا ما يقومون به في الغوطة (الشرقية) لتأمين المحروقات، وصنعنا الشبكة ذاتها».

إلا أن هذه التقنية محفوفة بالمخاطر، إذا بعد أيام على اجراء وكالة فرانس برس المقابلة معه، وأثناء قيامه بعمله انفجر أحد البراميل بأبو أحمد ما أدى إلى إصابته وأحد العاملين معه بحروق بالغة، توفيا على إثرها.

فرعي

ويعد نقص الوقود من أبرز المشكلات التي يواجهها سكان أحياء حلب الشرقية حالياً، فلا تعمل المولدات الكهربائية حالياً سوى ثلاث ساعات يومياً في بعض الأحياء، حتى إنها لا تعمل أبداً في أحياء أخرى.

وبالإضافة إلى انقطاع الكهرباء الدائم، فقد غابت بشكل شبه كامل السيارات عن شوارع الأحياء الشرقية، وبات السكان يتنقلون مشياً على الأقدام فلا سيارات أجرة متوفرة ولا حافلات نقل.

وفي حال توفر المازوت فإن سعره مرتفع جداً، فقد بلغ سعر الليتر الواحد 1200 ليرة سورية (2,3 دولار) مقابل 350 في السابق، والأمر ذاته ينطبق على البنزين، فقد بلغ سعر الليتر خمسة آلاف ليرة مقابل 500 في السابق.

وبحسب أبو أحمد «من الصعب على المواطن أن يشتري المازوت في هذه الظروف، ونحن استطعنا توفيره بنصف القيمة تقريباً».

وتمكن أبو أحمد والعاملين معهم نتيجة عملهم «من استخراج قرابة 70 أو 80 ليتراً من المازوت يومياً»، وتستخدم هذه الكمية أساساً في المولدات الكهربائية ولا تكفي إلا ليوم واحد فقط تتيح للسكان على الأقل ضخ المياه من الآبار.

ويقول محمد ابراهيم بدوره «ليست غايتنا أن نحصل على الربح وإنما أن نقدم مساعدة لحارتنا من خلال تأمين الاكتفاء الذاتي بعدما توقفت المولدات الكهربائية عن العمل».

وينتظر سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب ومنذ بدء سريان الهدنة في سورية مساء الأثنين دخول المساعدات اليهم، إذ أنه لم يحصل هؤلاء والبالغ عددهم 250 ألفاً على أي مساعدات من المنظمات الدولية منذ يوليو.

وفي حي الزبدية، يقول مصطفى مرجان (30 عاماً) «أنا لا أريد فقط أن يتوقف القصف بتجديد هذه الهدنة وإنما أريد أن يسمحوا بدخول الخضار والمحروقات».

وأضاف «كيف سنطهو ونطعم أطفالنا ولا يوجد أي نوع من المحروقات في السوق؟».

back to top