«تحت الترابيزة»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
لماذا استيقظ ضمير «عاصم»، الذي كان سيحصل على 15 مليوناً من الجنيهات مقابل تبرئة الوزير السابق ورجل الأعمال؟ وكيف غض الطرف، والضمير، عن قضايا المخدرات والسلاح، وانتفض عندما أصبحت القضية خاصة بالاستيلاء على أراضي الدولة، وهو الذي لم يُعرف عنه أنه وطني يُضحي بروحه فداء لتراب البلد؟ كل تفصيلة في فيلم «تحت الترابيزة» تفضح زعم محمد سعد عن تغيير جلده، وانقلابه على أفكار أفلامه السابقة الهابطة، بل يمكن القول إن ما وصل إليه في هذه التجربة يعكس الحال الميؤوس منها التي أصابته، والتي توصف بأنها أقرب إلى «الموت الإكلينيكي». فارتجال الحوار بلغ مداه، وملء الفراغات والمساحات بخزعبلات صار لا يُطاق، والحشو يتزامن مع مشاعر باردة، وانفعالات فاترة، وكوميديا مفتقدة، ورصيد البطل، الذي كانت تحتل أفلامه قمة إيرادات شباك التذاكر، وصل إلى الحضيض، وصار ينطبق عليه القول: «لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ»، وربما يخرج علينا، في يوم قريب، من يُطالب بالحجر عليه!بالطبع لا يمكن إلقاء مسؤولية فضيحة فيلم «تحت الترابيزة» على «النجم الذي هوى»، بل يتحمل المسؤولية الكاملة المخرج سميح النقاش صاحب فيلم «مقلب حرامية»، الذي ترك له الحبل على الغارب ليفعل ما شاء، فيدخل المؤسسة القانونية بدراجة بخارية، ويرتدي ملابس عجيبة، ويختار لزمات سخيفة، ويُكرر مواقف قديمة، ويستهلك نفسه، وكأنه يُصر على الانتحار، بينما يبدو المخرج لا حول له ولا قوة، باستثناء التوظيف الجيد للممثلة نيرمين الفقي في دور «حياة النفوس»، نظراً إلى ما تملكه من مواصفات الأنثى القادرة على الإغواء، وجرأتها في التحول إلى رمز للغواية؛ فيما اتسمت بقية الاختيارات بالتقليدية والنمطية؛ فالممثل حسن حسني صار مجرد «تميمة حظ» بالنسبة إلى جيل هنيدي وسعد... وغيرهما، ولم يعد لديه أي جديد يقدمه، والأمر نفسه ينطبق على عزت أبو عوف، بينما يُغلب على أداء منة فضالي التحفظ، ويُحركها الروتين، وكأنها موظفة عينتها القوى العاملة!الكاتب وليد يوسف بدوره بدا وكأنه اكتفى بوضع الخطوط العريضة للفيلم، ما شجع «سعد» على اجترار أدواره السابقة، وارتجال حواراته التافهة، ووقوعه في براثن العشوائية، وجاءت شخصية «حنكو» بمثابة تنويعة على «الكاراكترات» الهابطة التي اعتدناها في أفلامه كافة، كما جاء قرار المحكمة بالتحفظ على المحامي الشهير «نجاتي» والوسيطة «حياة النفوس»، وإعادة محاكمة الوزير «بهجت» ورجل الأعمال أقرب إلى الدعابة أو «النهاية»، التي تشترطها الرقابة. أما اختيار الشركة المنتجة التعاون مع محمد سعد فيؤكد أن ثمة شيئاً «تحت الترابيزة»!