«تيتانيك النسخة العربية»... تجربة تثير الجدل

نشر في 19-09-2016
آخر تحديث 19-09-2016 | 00:02
أنتج فيلم «تيتانيك النسخة العربية» خصيصاً للعرض على موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، ويقدم محاكاة ساخرة لفيلم المخرج العالمي جيمس كاميرون الشهير Titanic.
تدور فكرة «تيتانيك النسخة العربية» حول قصة حب بين شاب بورسعيدي فقير يسعى للسفر إلى دبي على متن الباخرة «تيتانيك»، وبين فتاة ثرية تعاني ضغطاً اجتماعياً شديداً من المحيطين بها في سبيل عقد قرانها على رجل خليجي ثري.

تتناسب مدة الفيلم القصيرة مع جمهور الإنترنت، وهو حقق أكثر من 600 ألف مشاهدة عبر «يوتيوب» بعد 12 ساعة من طرحه، ووصلت إلى 2,208,704 مشاهدة بعد أربعة أيام.

الفيلم أثار جدالاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للتجربة بوصفها ستفتح باباً سينمائياً جديداً أمام احتكار التوزيع وسطوة المنتجين، وبين معارض لكون فشلها سيغلق هذا الباب نهائياً.

هجوم شرس

وهاجم عدد من النشطاء، وهم الشريحة المستهدفة من الصانعين، العمل بالكامل، مؤكدين أنه لا يصح إطلاقاً السخرية من الفيلم العالمي «تيتانيك» بهذه الطريقة اللاذعة، خصوصاً أنه أثّر في السينما عميقاً، وحاز أفضل الجوائز العالمية. كذلك عبروا عن استيائهم من الممثل شادي سرور بسبب أدائه غير المحترف والمبالغ فيه.

الصانعون

قام بالبطولة النجمة بشرى وعدد من الوجوه الجديدة، أشهرهم شادي سرور ومراد مكرم، فيما تولى الإخراج محمد خضر والإنتاج كل من شريف صالح وأحمد عباس ومها ناجي، أما الفكرة والسيناريو والحوار فلشادي سرور.

يعتمد الفيلم على نجومية بشرى وعلى شعبية شادي سرور بين الشباب العربي، إذ يقترب عدد المشتركين في قناته من المليون ونصف المليون بعدما انتشر عن طريق فيديوهات كوميدية قصيرة كان يضعها على مواقع التواصل الاجتماعي يسخر فيها من علاقة الأب والأم بأبنائهما.

في هذا السياق، يؤكد المخرج محمد خضر أن عمله لا يسخر من الفيلم العالمي «تيتانيك»، بل هو نسخة كوميدية خفيفة لا تسيء إلى أحد، مشيراً إلى أن النقد الموجة إلى الفيلم دليل على أن كثيرين شاهدوه، وأن الفكرة جديدة للغاية، من ثم أمر طبيعي أن يهاجمها البعض بهذه الطريقة الشرسة.

آراء

يؤكد المخرج السينمائي عمرو سلامة سعادته البالغة بنزول أول فيلم مصري أُنتج خصيصاً للإنترنت، مشيراً إلى أن وجود شادي سرور بجوار النجمة بشرى أعطى العمل نكهة خاصة، ويضيف: «شادي شاب صغير في السن واستطاع أن يصنع نوعاً مختلفاً من الكوميديا خاصاً به، ما يدل على موهبته الكبيرة».

من ناحيتها، ترحب الناقدة السينمائية ماجدة موريس بفكرة إنتاج أعمال فنية تطرح خصيصاً على الإنترنت لكنها تؤكد رفضها القاطع فكرة السطو على اسم الفيلم العالمي «تيتانيك» والسخرية منه، موضحة أنه كان من الأفضل لفريق العمل أن يقدم فكرة كوميدية خاصة به بدلاً من الاستسهال واستغلال اسم الفيلم الناجح.

وتضيف: «أصبح السطو على إبداعات الآخرين أمراً طبيعياً ولا يسبب أي حرج للمنتجين الذين يقومون بذلك، مطالبة بتفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية، خصوصاً أن السطو أصبح موجوداً في جميع المجالات الفنية بدءاً بالسينما ومروراً بالإعلام ووصولاً إلى الدراما التلفزيونية». كذلك تشير إلى أن طرح أعمال فنية على الإنترنت سيفتح الباب أمام المبدعين الشباب الذين يبحثون عن فرصة، خصوصاً أن هذه النوعية من الأعمال لا تكلف مبالغ مالية ضخمة.

الناقد السينمائي محمود قاسم يرى بدوره أن «تيتانيك النسخة العربية» مجرد فيلم «مقاولات يوتيوبي» على غرار أفلام المقاولات التي انتشرت خلال الثمانينيات، مؤكداً أن هذه الموجة ستأخذ وقتها لفترة ثم تندثر. ويشير إلى أننا سنفاجأ خلال الفترة المقبلة بأعمال كثيرة تُنتج خصيصاً لـ«يوتيوب».

يتابع قاسم: «أصبح الانترنت متوافراً في كل مكان، ويرتبط بهذا الوسيط الصغار والشباب والمسنون سواء عن طريق الجوال أو أجهزة الكمبيوتر، وهو سبب اتجاه بعض المنتجين إلى مغازلة هذه الشريحة الكبيرة التي أصبحت تبحث عن الأفلام المقرصنة لمشاهدتها على الإنترنت أيضاً».

بشرى سعيدة بالتجربة

أكدت النجمة بشرى أنها كانت دوماً تبحث عن عمل فني تقدمه لجمهور «يوتيوب» فحسب، خصوصاً أنه جمهور عريض، مشيرة إلى أن تجربة «تيتانيك النسخة العربية» مختلفة عن كل تجاربها السينمائية السابقة سواء التي شاركت فيها كممثلة أو كمنتجة، وأنها سعيدة بكل ردود الفعل حولها.

الفيلم يعتمد على نجومية بشرى وشعبية شادي سرور
back to top