تمكنت قوات "حرس المنشآت النفطية" العسكرية الموالية لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً أمس من استعادة السيطرة على ميناء السدر النفطي، وخاضت اشتباكات في منطقة الهلال النفطي شرق البلاد، مع القوات الموالية للقائد العسكري خليفة حفتر المدعومة من البرلمان المنتخب، الذي يتخذ من طبرق مقراً.

وقال المتحدث باسم "حرس المنشآت" النفطية علي الحاسي وأحد العاملين في ميناء السدر، إن الحرس شن هجوماً مضاداً صباح أمس بعد إخراجه قبل أسبوع من موانئ نفطية رئيسية واستعاد السيطرة على السدر، ويخوض اشتباكات قرب ميناء راس لانوف.

Ad

والسدر وراس لانوف ضمن 4 موانئ انتزعت قوات حفتر الموالية للبرلمان ومن الحكومة الموازية التي تتخذ من البيضاء مقراً، السيطرة عليها من حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران يومي 11 و12 سبتمبر الحالي.

في المقابل، قال مفتاح المقريف المتحدث باسم قوة حفتر: "تم التصدي لهجوم فصيل الجضران على راس لانوف بمساعدة ضربات جوية للجيش، وتستعد القوات المتحالفة مع الجيش لاستعادة السيطرة على ميناء السدر".

وسيطرت قوات حفتر على الموانئ النفطية مع بدء عطلة عيد الأضحى، ولم تواجه مقاومة تذكر، ودعا زعيم قبلي كبير فصيل الجضران لتغيير ولائه.

وبعد سيطرته على موانئ السدر وراس لانوف والزويتينة والبريقة قال حفتر، إنه سلم سلطة الموانئ للمؤسسة الوطنية للنفط بحيث يمكن استئناف التصدير.

غموض نفطي

وتسببت اشتباكات أمس في تضارب بشأن استئناف صادرات النفط في الموانئ المغلقة منذ قرابة عامين بسبب النزاع بين الفصائل المسلحة. وقال مسؤول في القوات الموالية لحكومة طبرق، إن "حريقا شب في صهريج نفط بميناء السدر".

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الخميس الماضي رفع حالة "القوة القاهرة" عن الموانئ المغلقة، وقالت "من الممكن استئناف التصدير على الفور من الزويتينة وراس لانوف".

وأضافت أنها ستبدأ التصدير في أقرب وقت ممكن من ميناء السدر، وستواصل التصدير في ميناء البريقة.

ويقع الهلال النفطي الذي يضم 4 موانئ تصدير رئيسية في منتصف الطريق بين مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، معقل القوات التي يقودها حفتر، ومدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، التي توشك قوات حكومة الوفاق على استعادتها بعد أربعة أشهر من المواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

في سياق آخر، استأنفت قوات حكومة الوفاق أمس معركتها مع "داعش" في سرت، بعد نحو أسبوعين من الهدوء على جبهات القتال في المدينة الساحلية.

وقال المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص"، إن "المدفعية الثقيلة التابعة لقواتنا تستهدف المواقع التي تختبئ فيها فلول داعش في الحي الأول بالمدينة".

ويأتي استئناف العملية العسكرية التي انطلقت في منتصف مايو الماضي بعد أقل من أسبوع على قرار الحكومة الإيطالية إقامة مستشفى ميداني في مصراتة، مركز القوات الحكومية، وذلك بطلب من حكومة الوفاق.

وأوضحت روما أن 300 شخص بينهم 65 طبيبا وممرضا سيقومون بإدارة وحماية المستشفى المعد لاستقبال جرحى القوات الحكومية من جراء المعارك بسرت.