طالب برلمانيون وخبراء في مجال التعليم في مصر بضرورة ميكنة شهادات محو الأمية، بعد اكتشاف العديد من وقائع التزوير في هذه الشهادات في أكثر من جهة حكومية خلال الفترة الأخيرة، ما أصاب خبراء التعليم بحالة من الصدمة، في وقت وضعت الأمم المتحدة مصر ضمن أسوأ 9 دول على مستوى العالم في مجال الأمية.

وتفجرت المطالبات في هذا الصدد، بعدما استبعدت لجنة شؤون العاملين في وزارة الأوقاف منذ عدة أسابيع 126 من المرشحين للتعيين في مسابقة العمال، مع إحالة أوراقهم إلى النيابة العامة، لتقديمهم شهادات محو أمية مزورة بموجب إفادات من الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بأن الشهادات المقدمة مزورة ولا أصل لها.

Ad

وحذرت وزارة الأوقاف جميع المرشحين والمتقدمين لجميع المسابقات من تقديم أي مستندات مزورة أو غير صحيحة، لافتة في بيان أصدرته الأسبوع الماضي، إلى أنها ستفحص بقية الشهادات وبيانات النجاح المقدمة إليها للتأكد من صحتها من عدمه، وكذلك الإقرارات المقدمة بعدم الحصول على مؤهل أعلى مع الجهات المختصة، مشددة على أنها ستضطر إلى نشر أسماء أصحاب الشهادات المزورة ليكونوا عبرة لغيرهم.

إلى ذلك، قالت عضوة لجنة التعليم في البرلمان، ماجدة نصر، إن منظومة محو الأمية وتعليم الكبار تحتاج إلى رقابة صارمة لمواجهة تزوير الشهادات، مطالبة بضرورة ميكنة الشهادات أسوة بالشهادات الجامعية لضمان عدم تزويرها، وأضافت في تصريحات لـ "الجريدة": "يجب الارتقاء بعملية محو الأمية لكي يكون الحاصل على هذه الشهادة حقق الاستفادة المطلوبة، وليس مجرد الحصول على الشهادة لتحقيق غرض معين مثل التعيين في وظيفة حكومية".

من جانبه، أكد الرئيس السابق لهيئة تعليم الكبار ومحو الأمية، د. مصطفى رجب، أن منظومة محو الأمية مليئة بالفساد، مشيرا إلى أنه اكتشف خلال فترة توليه رئاسة الهيئة وجود سوق سوداء لبيع الشهادات للراغبين من قبل الموظفين والمعلمين، إضافة إلى حصول الكثيرين عليها وهم لا يجيدون القراءة والكتابة.

وطالب رجب باستحداث وزارة تتولى مهام مشروع محو الأمية، ليصبح مشروعا قوميا، على أن يتولى أمرها شخص مهني ذو دراية بحجم المشكلة، وأن تتم زيادة الميزانية إلى ملياري جنيه لإنجاز عملية محو الأمية في مصر خلال 10 أعوام.

بدوره، اعتبر الخبير التربوي كمال مغيث، أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم تأهيل معلم محو الأمية وتدريبه على آلية التدريس وترغيب الأميين وإقناعهم، مشددا على أهمية زيادة ميزانية محو الأمية.