هل لأنه اتفاق «لعنة»؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد أبرم الأميركيون والروس اتفاق هدنة أو اتفاق "لعنة" من وراء ظهر الطرف المعني، الذي هو الشعب السوري ممثلاً في المعارضة التي كان لابد من إلصاق صفة "المعتدلة" بها حتى لا يختلط الحابل بالنابل، ويصبح بالإمكان اعتبار كل المعارضين إرهابيين و"داعش" و"النصرة"، وهنا فإن ما يؤكد أن هناك أمراً فيه الكثير من الشبهات وأيضاً المؤامرات هو أن حال أصحاب العرس أو "المأتم" الفعليين تجاه هذا كله تبدو كحال "الأطرش في الزفة" الذي يرى زغردات وندباً وشق جيوب وإدماء خدود، لكنه لا يعرف شيئاً عما يجري وعما يدور حوله!يقول الروس إن الأميركيين يصرون على عدم كشف النقاب عن الاتفاق الذي تم إبرامه بعد مناورات خمسة أعوام متتالية، وهم يقولون أيضاً إنهم لن يكشفوا النقاب عن هذا الاتفاق من طرف واحد، احتراماً للأعراف والتقاليد المتبعة في مثل هذه الحالات التي تعتبر سياسات دولية، ويقيناً ان مثل هذا الكلام يجسد دبلوماسية "التكاذب" على حقيقتها، وأن هذين الطرفين ينخرطان في لعبة أو مؤامرة دولية ستنكشف ذات يوم قريب أو بعيد، كما انكشفت اتفاقيات سايكس – بيكو القذرة المعروفة والشهيرة.وهنا وعندما يقول الروس قبل الأميركيين إن ما تم الاتفاق عليه هو مجرد هدنة مؤقتة فإن السؤال التلقائي الذي يتبادر فوراً إلى الذهن هو: إذاً لماذا يا ترى كل هذه "الدربكة" وكل هذه المواجهات الاستعراضية في مجلس الأمن وفي غيره مادامت المسألة مسألة هدنة عابرة لا علاقة لها بالحل الدائم المطلوب على أساس "جنيف 1" والمرحلة الانتقالية ورحيل بشار الأسد، وباقي ما تبقى من هذا الاتفاق الذي هناك إجماع دولي على أنه هو الحل المطلوب والذي لا غيره أي حل!