آمال: الأميركان والحمض النووي

نشر في 20-09-2016
آخر تحديث 20-09-2016 | 00:10
 محمد الوشيحي تتمة لمقالتي السابقة...

رحنا، أنا وصاحبي، نتخيل منظر حافظات الحمض النووي متناثرة في ممرات الوزارات، كما هو حال ملفات القضايا المرمية في غرف وزارة العدل، أو العدالة الناجزة، كما يزعم وزيرها. ونتخيل دور الواسطة في تجاوز الفحص، ودور الرشوة، والمساومات.

ثم تذكرنا أن المواطنين، بجلالة بؤسهم، ينتشرون أيضاً على أسرّة المرض في ممرات المستشفيات، رغم تصريحات وزير الصحة الهوليوودية في كل موسم: "الوزارة مستعدة لموعد بدء الدراسة... الوزارة مستعدة لوباء جنون البقر... الوزارة مستعدة لموسم الصيف..."، ويتداوى المرضى في الممرات في أوقات السلم والهدوء، والوزارة في قمة استعدادها، ولا ندري ماذا كانت ستفعل لو لم تكن مستعدة.

ثم جرَّنا الحديث، أو جررناه نحن، إلى الخيال العلمي، وتخيلنا موظفاً كويتياً يطلب من مقيم أميركي القيام بفحص الحمض النووي، فيضحك الأميركي، ويظن أنه في برنامج الكاميرا الخفية، ويقهقه ويضع يده على كتف الموظف الكويتي ويداعبه: "قو تو ذا هيل"، فيؤكد له الموظف الكويتي الغلبان جدية الأمر، فيمسكه الأميركي من ياقة قميصه ويسحبه معه إلى أصحابه، وهو يكاد يغمى عليه من الضحك، ويخاطبهم: "هذا الشيء يريد أن يقتحم خصوصيتي. يظن أنني سأسمح له بذلك، كأنني عربي!"، فيغيب أصحابه عن الوعي لشدة الضحك، ويداعبون الموظف الكويتي في بطنه وخدّيه، ويلتقطون له الصور، وينشرونها في "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام"، فيتضاحك أصحابهم وأقرباؤهم في أميركا، فتلتقط برامج التوك شو الأميركية الموضوع، وتبحث فيه، وتنتشر صور مسؤولينا في تلك البرامج، ونصبح فرجة لمَن لا فرجة له، على رأي قناة الجزيرة "منبر من لا منبر له".

ولن يتوقف مسؤولونا عن غيّهم قبل أن نصبح أضحوكة لأهل الشرق والغرب، تتناقل القوافل مهازلنا وفضائحنا.

ويخرج أحد مسؤولينا في برنامج تلفزيوني أميركي، متباهياً: "سنحافظ على سرية معلومات الحمض النووي، كما تحافظون أنتم على سرية شيفرة الحقيبة النووية"، فيركله المذيع على بطنه، ويطرده من البرنامج، فيهيم في شوارع نيويورك، ويطارده الأطفال الأميركان في الشوارع، و"يحذفونه" بالحصى، فيموت متأثراً بغبائه.

back to top