الكرة الذهبية بين تاريخ «فرانس فوتبول» وعراقة «الفيفا»

نشر في 20-09-2016
آخر تحديث 20-09-2016 | 00:06
من المؤكد أن انفصال جائزة "الكرة الذهبية" عن "الفيفا" سيحمل أبعاداً كثيرة حول هوية المصوتين، إلا أن التاريخ يؤكد أن نجوم كرة القدم لن يتأثروا بهذا الانفصال، كما كان الحال قبل 2010.
جاء قرار انفصال جائزة الكرة الذهبية عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالعديد من ردود الأفعال، سواء من وسائل الاعلام أو من قبل اللاعبين والمدربين في مختلف دول العالم.

وكان «الفيفا» أعلن ان عقد الشراكة بينه وبين مجلة «فرانس فوتبول» الشهيرة، قد انتهى فعليا في يناير الماضي، وأنه قد أبلغ المجلة الفرنسية بعدم رغبته في تجديد العقد، لتعود «فرانس فوتبول» للانفراد بالجائزة، كما يعود «الفيفا» إلى تقديم جوائزة لأفضل لاعب ولاعبة في العالم كما كان الحال قبل عام 2010 عندما ارتبط الطرفان.

وانطلقت فكرة الجائزة من مجلة «فرانس فوتبول» عفويا عام 1956، من منطلق ترفيهي ورياضي في آن واحد، وقد صاغها الصحافي الشهير جاك فران ومجموعة من زملائه.

وكان التصويت يقوم به عدد من الصحافيين المرموقين المختصين بالشأن الرياضي، ولكن الجائزة كانت مقتصرة على افضل لاعب اوروبي، لذلك نجد عمالقة في كرة القدم كالبرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا، لم يتمكنوا من الفوز بالجائزة، التي خطفها نجوم كبار كذلك، ولكن لا مجال لمقارنتهم بهاتين الأسطورتين بيليه ومارادونا.

وفي عام 1994 قررت المجلة الشهيرة اشراك اللاعبين من خارج القارة العجوز مهما كانت جنسيتهم ليكونوا ضمن المرشحين للفوز بالجائزة شريطة اللعب مع احد الاندية الاوروبية، حيث فاز بها الليبيري جورج وياه نجم اي سي ميلان الايطالي، ليصبح اول لاعب من خارج اوروبا يفوز بجائزة «الكرة الذهبية».

وفي عام 2007، قررت «فرانس فوتبول» إشراك جميع البطولات من مختلف دول العالم في قائمة المرشحين للفوز بالجائزة، لتصبح الكرة الذهبية متاحة للاعبين من مختلف الجنسيات والبطولات، كما زاد عدد المصوتين من قبل لجنة التحكيم، فباتت اللائحة تضم 96 شخصا، هم: عضو من كل من الاتحادات الاوروبية، وآخر من كل اتحاد من خارج القارة العجوز على أن يكون منتخب بلاده شارك ولو مرة واحدة في كأس العالم.

جوائز «الفيفا»

من جانبها، كانت جائزة «الفيفا» تستند إلى تصويت مدربي وقادة المنتخبات، وغالبا ما كان تصويت أعضاء «الفيفا» ينصب لصالح النجوم الذين تألقوا من خلال البطولات التي تنظمها الفيفا مثل كأس العالم وكأس القارات وكوبا أميركا وكأس العالم للأندية، الأمر الذي كان يثير استياء البعض من منظور ظلم النجوم الذين تألقوا طوال الموسم مع اندية عوضا عن بطولة لا تزيد مدتها على شهر.

وفي الحقيقة لا يختلف الكثيرون حول قيمة النجوم المتألقين مع أنديتهم في بطولات أوروبا «الأعلى قيمة في العالم»، ولكن لم يكن تصويت الفيفا ليبتعد عن نجوم البطولات الاوروبية، فمنذ انطلاقتها عام 1991 توج الالماني لوثر ماتايوس بأول نسخة منها ليتبعه الهولندي فان باستن، ثم الايطالي روبيرتو باجيو، لذلك وعلى الرغم من عالمية الجائزة فهي لم تبتعد عن اللاعبين الاوروبيين، علاوة على ان جائزة الفيفا طوال تاريخها لم تتوج أي لاعب خارج بطولات اوروبا، ففكرة ظلم النجوم من الجنسيات الاوروبية أو حتى نجوم الاندية الاوروبية غير موجودة اطلاقا.

من المستفيد من الانفصال؟

في الواقع، يحمل انفصال جائزة الكرة الذهبية عن «الفيفا» أبعاداً كثيرة، إلا أنه لن يؤثر بشكل كبير عن النجوم الذين سيتوجون بهذه الجائزة، فعلى سبيل المثال، توج 12 لاعبا بالجائزتين في نفس العام، وذلك قبل اندماج الجائزتين، فالبرازيلي رونالدينيو فاز بالجائزتين عام 2005، وكذلك الايطالي فابيو كانافارو عام 2006، والبرازيلي كاكا عام 2007، والبرتغالي كريستيانو رونالدو عام 2008، وأخيرا الارجنتيني ليونيل ميسي عام 2009.

لذلك، لا يبدو ان انفصال الجائزة سيؤثر على اختيار النجوم المتوجين، ولكن يبدو ان قيمة الحدث ومكتسباته المادية وقيمته الاعلامية أدت الى رغبة كل طرف في الانفراد بميزاته، عوضا عن مشاركته مع طرف آخر.

وخلال الأيام المقبلة سيتم اعلان تفاصيل اسم هذه الجوائز ومكان وتاريخ توزيعها، بينما بطبيعة الحال ستكون نسخة 2016 التي ستقدم في يناير عام 2017 هي الاخيرة المشتركة بين «فرانس فوتبول و»الفيفا».

back to top