حزب بوتين يهيمن على «الدوما» ويحكم بلا معارضة

● الرئيس الروسي يذهب مرتاحاً للولاية الرابعة
● كاسيانوف: فوتنا آخر فرصة للتغيير الديمقراطي

نشر في 20-09-2016
آخر تحديث 20-09-2016 | 00:05
بوتين مجتمعا بوزراء في الكرملين بموسكو أمس (سبوتنيك)
بوتين مجتمعا بوزراء في الكرملين بموسكو أمس (سبوتنيك)
حصل الحزب الحاكم في روسيا الموالي لبوتين على أغلبية ساحقة بمجلس النواب (الدوما) وحصد فوزاً كبيراً في الانتخابات التي جرت أمس الأول، وسط إقبال متدن من الناخبين، واعتبر «الكرملين» النتائج تصويتاً بالثقة بالرئيس الذي قد يبدأ خطواته للترشح لولاية رئاسية رابعة في 2018.
وسط أجواء باردة وإقبال متدن من الناخبين، فاز حزب «روسيا الموحدة» الموالي للكرملين بالأغلبية الساحقة في مجلس النواب (الدوما) في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأول في نتيجة رحب بها الرئيس فلاديمير بوتين الذي بات يستطيع أن يعد إلى الترشح لولاية رئاسية رابعة في 2018.

وحصل حزب «روسيا الموحدة» الذي دعمته وسائل الإعلام الحكومية خلال الحملة على الأغلبية المطلقة، بفوزه بـ54.1 في المئة من الأصوات، بعد فرز نحو 98 بالمئة منها أمس، في حين لم تتمكن المعارضة المعادية لبوتين من الحصول على أي تمثيل في «الدوما».

وشهدت روسيا أمس الأول انتخابات مجلس «الدوما»، والمجالس التشريعية في 39 إقليما، إضافة إلى انتخابات رؤساء 7 كيانات، هي جمهوريتا كومي وتيفا، إضافة إلى الشيشان، وفي مقاطعات تولا وتفير وأوليانوفسك، وإقليم زابايكاليه.

كذلك شملت الانتخابات البلدية 5 آلاف بلدة ومدينة، حيث تنافس 103 آلاف مرشح على شغل 38 ألف مقعد تشريعي ونيابي على مختلف المستويات.

وأجريت انتخابات «الدوما» وفقا لنظام الانتخابات الذي ألغي العمل به سنة 2003، حيث كانت تنص التشريعات الانتخابية على مناصفة مقاعد «الدوما» بواقع 225 مقعدا لمرشحي الأحزاب السياسية، ومثلها للمرشحين على المناطق والكيانات ممن تزكيهم الأحزاب السياسية، ليختار بينهم الناخبون وفقا لنظام ما يسمى بـ «المقعد الواحد» عن كل دائرة انتخابية.

هيمنة وتراجع

لكن طريقة التصويت، نصف بالاقتراع النسبي ونصف بالاغلبية، عززت هيمنة مرشحي الحزب الموالي للكرملين.

وتفيد تقديرات نشرت بعد حسابات جزئية أن «روسيا الموحدة» سيشغل 343 على الأقل من مقاعد الدوما البالغ عددها 450، مقابل 238 في الدورة السابقة.

وبأكثر من ثلثي النواب سيفرض «الكرملين» سيطرة غير مسبوقة على «الدوما»، ويمكن أن يمرر بسهولة أكبر مراجعات دستورية.

وحل الحزب «الليبرالي الديمقراطي القومي» اليميني المتطرف، والحزب «الشيوعي» في المرتبة الثانية، وحصلا على نتائج متساوية تقريبا (13.2 و13.4 في المئة على التوالي).

وبذلك حسن حزب فلاديمير جيرينوفسكي القومي نتائجه، وتقدم حوالي ثلاث نقاط عن نتائج 2011، بينما تراجع الشيوعيون أكثر من 5 نقاط.

أما حزب «روسيا العادلة» فقد حصل على 6.2 في المئة من الأصوات، وسيكون ممثلا في «الدوما».

ولا تعتبر هذه الأحزاب الثلاثة أحزاب معارضة في معظم القضايا التي يناقشها النواب، وتصوت عادة مع «روسيا الموحدة».

في المقابل، لم يحصل المعارضون الليبراليون في حزب «حرية الشعب» (بارناس) والحزب «الاشتراكي الديمقراطي» سوى على نسبة قليلة جدا، بعد حملة سخرت منهم خلالها كالعادة محطات التلفزيون الحكومية وقاطعهم الناخبون.

ارتياح بوتين

من جهته، عبر بوتين خلال زيارة لمقر الحزب الذي ساهم في إنشائه في 2001 عن ارتياحه للنتائج. وقال: «يمكننا القول بشكل مؤكد إن الحزب حقق نتيجة جيدة جداً. وعلى الرغم من المشاركة غير الكبيرة، فإنها مهمة»، مشيدا بـ «النضج السياسي المتزايد» للناخبين الروس.

وبالنسبة لبوتين، فإن الانتخابات أكثر أهمية، لأنها آخر عملية تصويت على المستوى الوطني قبل الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 2018 في روسيا، حيث لا أحد يشك في أن بوتين سيترشح فيه لولاية رابعة.

فتور وثقة

وعلى الرغم من أن النتائج تمثل هيمنة غير مسبوقة على الدوما، فإن نسبة المشاركة التي تراجعت تدل على أن عدداً من الناخبين لم يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع، معتبرين أن نتائجها محسومة سلفا.

وقالت اللجنة الانتخابية إن 47.8 بالمئة فقط من الناخبين صوتوا مقابل 60 في المئة في الانتخابات السابقة التي جرت في ديسمبر 2011.

وفي موسكو وسان بطرسبورغ، أكبر مدينتين في البلاد كانت نسبة المشاركة أقل مما هي عليه في المناطق الأخرى ومما كانت في الانتخابات السابقة، بعد حملة باهتة في بلد يشهد انكماشا اقتصاديا منذ 18 شهرا.

وقال المعارض ميخائيل كاسيانوف رئيس الوزراء الأسبق: «أشعر بالاستياء من نسبة المشاركة الضعيفة إلى هذا الحد». وأضاف أن «الروس يفوتون ربما آخر فرصة لهم لتغيير السلطات بطريقة ديمقراطية».

في المقابل، قال الناطق باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف: «من المؤكد أن الغالبية الكبرى من الذين ذهبوا للاقتراع أعطوا أصواتهم إلى الرئيس»، مذكرا بأن «الجزء الأكبر من الدول الأوروبية يسجل مشاركة أقل بكثير». وأضاف أن «النقطة الرئيسة هي النتيجة، ولا يمكن الحصول على نتيجة أوضح في الإجمال».

شفافية وتزوير

وخلافا للانتخابات التشريعية التي جرت في 2011 وتحدثت المعارضة عن عمليات تزوير خلالها، ونزول مئات الآلاف من المتظاهرين على إثرها الى الشوارع، عمد «الكرملين» إلى إضفاء مزيد من الشفافية على العملية الانتخابية.

وتم بث أعمال اللجنة مباشرة على محطات التلفزيون الإخبارية. وفي تطور جديد نوقشت عمليات تزوير قد تكون وقعت في بعض المناطق، مثل حشو صناديق اقتراع.

وأقرت اللجنة أمس بحصول مشاكل في بعض مراكز التصويت، مؤكدة أن النتائج ستلغى في المكاتب التي يتأكد حدوث تزوير فيها. وفتح تحقيق جنائي أيضا ضد موظفين في مركز للتصويت في «روستوف-اون-دون» ظهروا وهم يقومون بحشو صناديق.

قديروف

في السياق، نال رمضان قديروف القائم بأعمال رئيس جمهورية الشيشان الروسية 97 في المئة من أصوات الناخبين في الشيشان رئيسا لولاية تالية، وذلك في يوم الانتخابات الموحد الذي شهدته روسيا أمس الأول.

وأشارت النتائج الأولية إلى أن إدريس عثمانوف مرشح حزب «روست» المدافع عن حقوق رجال الأعمال، فاز بـ 1.47 في المئة من الأصوات، فيما نال مرشح الحزب الشيوعي قاهر سولط باتييف ثقة 0.87 في المئة من الناخبين في الجمهورية، ومرشح حزب «روسيا العادلة» سلطان دينيل خانوف بـ0.54 في المئة من الأصوات.

قديروف حصل على %97 من أصوات الشيشان
back to top