«الشعبويون» يُرسِّخون موقعهم بعد انتخابات برلين

نشر في 20-09-2016
آخر تحديث 20-09-2016 | 00:00
No Image Caption
رسخ اليمين الشعبوي موقعه في المشهد السياسي الألماني، بعد أن باتت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسياستها بشأن الهجرة في مأزق أكثر من أي وقت مضى، خصوصا بعد نكسة انتخابية ثانية مُنيت بها، أمس الأول، في انتخابات ولاية برلين.

ومع حصول حزب «الاتحاد المسيحي الديمقراطي» (يمين الوسط) بزعامة المستشارة على 17.6 في المئة فقط من الأصوات في انتخابات برلين، يكون سجل أسوأ نتيجة في تاريخه ما بعد الحرب العالمية الثانية في هذه المدينة.

وحملت هذه النكسة خصوم قرار ميركل فتح الأبواب أمام المهاجرين، على تصعيد مواقفهم في وقت يبدي الرأي العام مخاوف متزايدة حيال تدفق مئات آلاف المهاجرين منذ صيف 2015.

وصب تراجع «الاتحاد المسيحي الديمقراطي» خصوصا في مصلحة القوة السياسية الجديدة الصاعدة، حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي المعارض للهجرة.

وبحصوله على 14.2 في المئة من الأصوات، نجح هذا الحزب في كسر أحد المحرمات الموروثة من الحرب الأخيرة، وهو تمكين تنظيم من اليمين الشعبوي يقترب في بعض المجالات من طروحات اليمين المتطرف، من احتلال موقع ثابت في الحياة السياسية في هذا البلد.

وبعدما بقيت ألمانيا استثناء على الظاهرة المسجلة بصورة عامة، وصلتها بدورها موجة صعود الحركات الشعبوية والوطنية المحافظة في العالم.

أما «الاتحاد المسيحي الديمقراطي»، فسجل في العاصمة الألمانية خامس تراجع على التوالي له في انتخابات محلية، وهو لن يعود ممثلا سوى في ست من المقاطعات الـ16 في البلاد، من ضمنها مقاطعتان يتمثل فيهما بصفته شريكا له تمثيل أقلي في ائتلاف.

وما يزيد من خطورة وضعه أن شريكه في الحكومة الفدرالية الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» (يسار الوسط)، خرج هو أيضا بنكسة كبيرة في برلين مع تحقيق اسوأ نتيجة له منذ الحرب العالمية الثانية (21,6 في المئة) على خلفية شرذمة متزايدة في الوضع السياسية.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، إنها تتحمل حصتها من المسؤولية عن هزيمة حزبها في انتخابات ولاية برلين.

وأضافت ميركل إنها كانت لتعود بالزمن إلى الوراء لو كان ذلك سيسمح لها باستعداد أفضل لتدفق نحو مليون مهاجر وفدوا إلى ألمانيا العام الماضي، مشيرة إلى أنها لو كانت تعلم أن الشعب يريدها أن تغير سياساتها بشأن المهاجرين لكانت درست الأمر.

back to top