السيسي يلتقي كلينتون وترامب وسط تراشق مع واشنطن

• مقتل طيارين بسقوط طائرة عسكرية
• تضارب حكومي بشأن قيمة التغطية الصينية لقرض صندوق النقد

نشر في 20-09-2016
آخر تحديث 20-09-2016 | 00:02
جانب من الحضور في مؤتمر اليورماني في القاهرة امس
جانب من الحضور في مؤتمر اليورماني في القاهرة امس
في وقت قتل ضابطان، إثر سقوط طائرة تدريب عسكرية شمال مصر أمس، يلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المرشحين الرئاسيين الأميركيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي بدأ نشاطه فيها بلقاء ولي العهد السعودي محمد بن نايف، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
بينما لم يعلن عن لقاء بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والمصري عبدالفتاح السيسي، على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة بمدينة نيويورك، يلتقي السيسي المرشحين الرئاسيين الأميركيين عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، والحزب الجمهوري دونالد ترامب، لاستيضاح رؤيتهما في الشأن المصري، وفي محاولة على ما يبدو لتجاوز التوتر المحسوس في العلاقات بين البلدين على مدار 3 سنوات.

وكان البرود العنوان الأبرز للعلاقات الثنائية بين البلدين، في ظل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض نهاية العام، إذ بلغ التوتر ذروته بعد إطاحة ثورة 30 يونيو بالرئيس الإخواني محمد مرسي من سدة الحكم، الأمر الذي ترددت واشنطن في الاعتراف بشرعيته في اللحظات الأولى، قبل أن تقرر استئناف العلاقات، إلا أن أوباما فضل الاحتفاظ بمسافة بعيدة عن السيسي الذي تولى الحكم في يونيو 2014.

وأكدت الرئاسة المصرية أن لقاء السيسي كلينتون وترامب، على جدول الرئيس المصري، إذ يلتقي كلا منهما على حدة فجر اليوم بتوقيت القاهرة، وقال مصدر مطلع لـ"الجريدة" إن السيسي سيستعرض خلال اللقاءين مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، فضلا عن مواقف القاهرة إزاء القضايا الإقليمية، لاسيما ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وضرورة مساندة الإدارة الأميركية لمصر اقتصاديا.

الملف الحقوقي

لقاء السيسي المرشحين الأميركيين، يأتي في وقت لا تزال هناك ملفات عالقة بين القاهرة وواشنطن، وتؤثر سلبا على التعاون المشترك، ويأتي الملف الحقوقي في المقدمة، إذ وجهت واشنطن انتقادات قوية لأداء النظام المصري الذي ألقى القبض على المئات على خلفية مواقفهم السياسية، وآخرها مطالبة البيت الأبيض في بيان أمس الأول بإسقاط التهم المنسوبة للناشطة المصرية التي تحمل الجنسية الأميركية آية حجازي وإطلاق سراحها.

وألقت السلطات المصرية القبض على حجازي وزوجها عام 2014، ووجهت النيابة إليهما مع آخرين اتهامات بإدارة دار لرعاية الأطفال دون ترخيص، وتكوين شبكة لاستغلال الأطفال في تظاهرات مناهضة للنظام المصري.

وردت القاهرة سريعا على البيان الأميركي، مستنكرة ما وصفته بـ"إصرار بعض الدوائر الرسمية الأميركية على الاستهانة بمبدأ سيادة القانون والتعامل معه بانتقائية، لدرجة المطالبة الصريحة بالإفراج عن أحد المتهمين، وإسقاط التهم الموجهة إليه لمجرد أنه يحمل الجنسية الأميركية".

وطالب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد أبوزيد، بالإفراج عن المتهمين المصريين بالسجون الأميركية، في إطار المعاملة بالمثل.

من جهته، رفض محامي حجازي، طاهر أبوالنصر، التعليق على البيان الأميركي بشأن المطالبة بالإفراج عن موكلته، مؤكدا لـ"الجريدة" أنه يرفض تسييس القضية التي من المنتظر استئناف جلساتها في نوفمبر المقبل.

وأضاف أبوالنصر: "آية وبقية المتهمين قضوا في السجن أكثر من سنتين في الحبس الاحتياطي، لذلك يفترض أن يتم إخلاء سبيلهم جميعا، لكن للأسف الحبس الاحتياطي لمدد طويلة بات عاملا مشتركا بين مئات المحبوسين في السجون المصرية".

ولي العهد

واستهل السيسي مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بلقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مشيرا إلى أن بلاده تقف جانب اليمن الشقيق، وتواصل دعمها للحكومة الشرعية، كما التقى السيسي ولي عهد السعودية الأمير محمد بن نايف، لمناقشة العلاقات الثنائية بين أكبر دولتين عربيتين.

وقال مصدر رفيع المستوى، لـ"الجريدة"، إن اللقاء حسم بنسبة كبيرة ملف التمويل السعودي، لضمان حصول مصر على قرض الصندوق الدولي المقدر بـ12 مليار دولار، إذ تطرق اللقاء إلى هذا الملف وسط ترحيب سعودي بتمويل القاهرة للحصول على موافقة الصندوق الدولي، كما تناول القضية السورية، واتفق السيسي وبن نايف على ضرورة الإبقاء على وحدة الأراضي السورية.

تمويل القرض

في الأثناء، قالت وزيرة التعاون الدولي سحر نصر إن مصر تتفاوض مع الصين للحصول على قرض بقيمة 4 مليارات دولار، وأكدت في تصريحات لها، على هامش مؤتمر "اليورومني" أمس، أن 3 مليارات من القرض ستوجه للطاقة المتجددة، ومليار للصرف الصحي، كاشفة عن جذب مصر تمويلات عدد من شركاء التنمية بقيمة 15 مليارا.

وبينما صرح رئيس وحدة الدين العام بوزارة المالية سامي خلاف بأن الوزارة تطرح سندات دولارية بقيمة 3 مليارات خلال الشهر المقبل، قال نائب وزير المالية للسياسات المالية أحمد كوجك إن مصر تتفاوض حاليا مع ثلاث دول للحصول على تمويل بقيمة 5 مليارات دولار لدعم طلبها بالحصول على قرض صندوق النقد، مضيفا لوسائل الإعلام: "هناك مفاوضات حالية للحصول على ملياري دولار من الصين".

في غضون ذلك، وفيما تتواصل أزمة الصادرات الزراعية بين القاهرة وموسكو، بدا أن هناك خطوة إيجابية في ملف عودة السياحة الروسية إلى الشواطئ المصرية، والمتوقفة منذ سقوط طائرة روسية في سيناء أكتوبر الماضي، إذ تسلمت شركة الطيران الروسية "إيروفلوت" مكاتبها في مبنى الركاب بمطار القاهرة الدولي أمس الأول، استعدادا لاستئناف رحلاتها إلى مصر.

وعلمت "الجريدة" أن وفداً روسياً برئاسة وزير النقل مكسيم سوكولوف، يزور القاهرة خلال الأيام المقبلة، لمراجعة إجراءات الأمن في مطار القاهرة.

مقتل طيارين

ميدانيا، وفيما أكد مصدر أمني نجاح قوات مكافحة الإرهاب في تصفية عنصر إرهابي خطر بتنظيم "أنصار بيت المقدس" يدعى ياسر عبدالقادر ثروت، لقي ضابطان مصرعهما إثر سقوط طائرة عسكرية نتيجة خلل فني فوق إحدى المناطق الآهلة بالسكان بمحافظة الشرقية، وقال مصدر أمني إن الطائرة سقطت نتيجة خلل فني، ما أسفر عن وفاة الطيارين.

محامي آية حجازي: نرفض تسييس القضية وننتظر إخلاء السبيل
back to top