شدد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الشيخ سلمان الحمود، على أهمية تعزيز الهوية الوطنية الخليجية على المستويين الوطني والخليجي، في ظل ما يحيط بدولنا وشعوبنا من تطورات وتحديات إقليمية ودولية، مؤكدا أن مضامين الهوية الوطنية لم تعد مجرد شعارات ترفع في المناسبات والمحافل والمنتديات، بقدر ما أصبحت ضرورة ملحة يجب العمل على تعزيزها، في ظل عصر صارت فيه قوة التلاحم والتكاتف والتآزر عامل بناء للمستقبل الذي تنتظره الشعوب، بعيدا عن التكسبات الخاصة أو المساس بعلاقات الدول والتدخل في شؤونها، ترسيخا لمبادئ وقيم المصلحة الخليجية الواحدة.

وقال الحمود في الندوة الفكرية التي نظمتها الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعنوان «تعزيز الهوية الوطنية الخليجية»، خلال افتتاحها أمس، إنها تأتي تطبيقا لتوصيات الاجتماع الحادي عشر لقادة دول مجلس التعاون في قطر العام الماضي، مشيرا إلى أن تعزيزها يستند في المقام الأول إلى تفعيل قرارات وتوصيات مؤتمرات القمة لقادة دول المجلس، مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات والتطورات على الساحتين الخليجية والإقليمية.

Ad

تحصين شبابنا

وبين الحمود أن الثقافة والإعلام في وقتنا الحاضر أقوى الوسائل التي يمكن استغلالها في تعزيز ونشر قيم المواطنة الخليجية الحقيقية، وتعزيز هويتها في مواجهة ما تتعرض له دولنا وشعوبنا من حروب الجيلين الرابع والخامس، مردفا أن ذلك هو ما يحتم علينا تحصين شعوبنا تجاه المعلومات المغلوطة وكذب الشائعات وترويج الأفكار الضالة، متابعا أن ذلك يتم من خلال اعتماد مؤسساتنا الثقافية والإعلامية الرسمية والخاصة استراتيجية تعاون وتنسيق كامل بخطاب ورسالة إعلامية واحدة، حفاظا على الهوية الوطنية الخليجية وتعزيزها، وأن نعمل على تحصين شبابنا بجميع الوسائل من الفكر الهدام أو الضال.

نبذ التطرف

وذكر الحمود أن تعزيز السياحة البينية بين دولنا، بما تشمله من سياحة ثقافية تعد عاملا مهما لتوثيق الروابط الأخوية بين أبناء دول الخليج العربي، بما يصب في مصلحة تعزيز مجالات الاقتصاد والثقافة لدول مجلس التعاون، مشددا على أهمية دور الشباب في تعزيز التواصل مع الأشقاء بدول المجلس في شتى المجالات بأفكار ومبادرات تثري مفهوم المواطنة الخليجية وأهمية المؤسسات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني فيها، معتبرا أنها تعد عاملا مهما في تعزيز مفاهيم وقيم الهوية الوطنية الخليجية لكل الشرائح المجتمعية، بما يساهم في نشر قيم الوسطية، ونبذ أفكار الغلو والتطرف والإرهاب، بفكر ورؤى تواكب التطورات والأحداث من حولنا.

بداية حقيقية

بدوره، تمنى الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون، د. خالد الغسان، أن يكون عام 2016 بداية حقيقية لتعزيز الهوية الوطنية في دول مجلس التعاون، ولاسيما بعد مرور 35 عاما على تأسيسه، ما ساهم في تكريس الكثير مما نعتز به في نفوسنا.

وأشاد الغسان بدول المجلس لاتخاذها قرار مناقشة موضوع الهوية الوطنية لارتباطه بالانتماء الى المجلس، مؤكدا أن الدعوة الى تعزيز الهوية من متطلبات الدول الحديثة، ولاسيما أن هناك مرتكزات لا تنفك عنها كاللغة والدين والتاريخ والموقع الجغرافي.

خريطة طريق

بدوره، شدد مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت، د. محمد الرميحي، في ورقته «الثقافة والهوية الوطنية... تساؤلات واقتراحات» على ضرورة بناء قيم مشتركة، موضحا أن الدولة هي المنوط بها رسم خريطة طريق واضحة المعالم لتعزيز الهوية الوطنية الكويتية، خاصة أن الدستور يؤكد التراحم وضمان الحريات العامة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

واقترح تشكيل لجنة عليا تتبع مجلس الوزراء تضم مختصين وقانونيين وخبراء اجتماع واقتصاد لعمل ذلك، إضافة إلى دراسة عوامل التعطيل البيروقراطية التي تشيع جوا من عدم الحماس للمواطنة، إضافة إلى وضع الخطوط القانونية الواضحة التي تفرق بين المواطنة والانتماء إلى خارج الوطن، وأن يبنى ذلك على قاعدة «مشاركون في الوطن ومتحدون فيه».

من جهته دعا وزير الإعلام الأسبق، سامي النصف، الدول إلى تسويق السياحة خارجيا، متسائلا: لماذا يأتي السائح الى دبي ويعود دون أن يذهب الى أماكن أخرى في المنطقة؟

وفي ما يخص الهوية قال إنه قبل الحفاظ على الهوية الخليجية، علينا الحفاظ على هوياتنا الوطنية، لأن بقاءها يسبق الهوية الخليجية، لافتا الى أن المملكة العربية السعودية تتعرض لحملة شرسة، ولو أنها ضاعت لانتهت معظم دول الخليج خلال ربع ساعة.

رئيس هيئة السياحة السعودي: الكويت مؤهلة لاحتضان مؤتمر للتداول الحضاري

أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية الأمير سلطان بن سلمان آل سعود أن الكويت مؤهلة لأن تحتضن مؤتمرا يتعلق بالتداول الحضاري والثقافي.

جاء ذلك في تصريح للأمير سلطان بن سلمان لـ»كونا»أمس الأول لدى وصوله الى البلاد حيث كان في استقباله وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، وذلك للمشاركة في الندوة الفكرية بعنوان «تعزيز الهوية الوطنية الخليجية»، التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن «الكويت والسعودية بلد واحد بأواصر المحبة بيننا والعلاقات المتميزة بوجود قادتنا عبر التاريخ، وفي الوقت الحاضر بوجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد فهم آباء لنا ولهم نظرة مستقبلية أساسها هذه الهوية المشتركة وتعزيزها، ونحن ننفذ ما يوجهون به وما يطمحون إليه».

موضي الحمود: مناهجنا تدعم الارتباك في الهوية

قالت رئيسة الجامعة العربية المفتوحة، د. موضي الحمود، إن الشباب لديهم ارتباك في قضية الهوية، فهل هي هوية عالمية أم عربية أم خليجية؟، مضيفة أن الحكومات ساهمت بشكل كبير في ذلك بتحالفها مع قوى خارجية، خصوصا مع القوى الإسلامية السياسية، مؤكدة أن هذا الارتباك مقصود من قوى معينة.

وأوضحت أن الهوية الوطنية تضاءلت وحل محلها الفكر الإسلامي بالدرجة الأولى، مستطردة: نحن نعتز بإسلامنا، لكن يجب أن يكون هناك أيضا اعتزاز بالهوية الوطنية.

وأكدت أن كتبنا ومناهجنا تدعم جانب الارتباك في الهوية، ويجب الاهتمام بتعديل المناهج وتطويرها، ودعوة المشرفين على المناهج في مثل هذه الندوات الفكرية.