تحركات سياسية تسابق معركة الموصل

خريطة الفصائل المسلحة تُعقِّد مهمة العبادي

نشر في 20-09-2016
آخر تحديث 20-09-2016 | 00:09
No Image Caption
تحولت قاعدة القيارة العسكرية، جنوب الموصل، إلى مقر عملاق يضم قوات عراقية مشتركة من مختلف الصنوف والطوائف، كما يجري يومياً الإعلان شبه الرسمي عن وصول مئات الجنود والخبراء الأميركان والفرنسيين والبريطانيين، وغيرهم من ممثلي بلدان التحالف الدولي العسكري الداعم للعراق في حربه ضد «داعش».

وتتلاحق تسريبات بشأن إمكانية انطلاق مرحلة فعالة من عمليات تحرير الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، قبل نهاية الشهر الجاري، لأن واشنطن تحاول الإسراع في بناء تفاهم سياسي يمهد لمستقبل الإدارة والأمن بعد طرد «داعش» منها، حيث أجرى نائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلنكن اجتماعات وصفت بالصعبة، مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس الإقليم الكردي مسعود بارزاني، باحثاً المسائل الخلافية في ملف الموصل.

ومن هذه المسائل مشاركة الميليشيات الشيعية «الحشد الشعبي» في اقتحام المدينة، وتحديد نوع الإدارة الأمنية والسياسية بعد طرد «داعش»، ورسم الحدود الإدارية مع كردستان، حيث تتداخل اللغات وحقول النفط واستحقاقات التاريخ والمعاهدات المتناقضة الدولية والمحلية.

ولا يتوقع حصول تنظيم سريع للخلافات رغم وساطة واشنطن، ومن المقرر أن يلتقي العبادي الرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك لبحث هذه القضايا، على هامش انعقاد الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم.

وتريد واشنطن مواصلة وساطتها بين الأطراف العراقية المتصارعة والمعقدة، لكنها ترغب أيضاً في تشجيع العبادي على أداء دور مماثل لدور آيزنهاور، الرئيس الأميركي الذي كان يتولى التنسيق والإدارة العليا لعشرات الجيوش المتحالفة من بلدان مختلفة في الحرب العالمية الثانية.

لكن هذه بالطبع لن تكون مهمة عراقية سهلة على العبادي، الذي يمر بلحظات سياسية صعبة مع عودة سلفه نوري المالكي إلى الأضواء، واتخاذه خطوات عديدة لإظهاره بمظهر الضعيف.

وتتعقد مهمة رئيس وزراء العراق مع تعقد خريطة القوى المسلحة والفصائل في معركة الموصل، التي لا تقارن بأي معركة سابقة، نظراً لحجم قاطع العمليات الكبير، ووجود نحو 1.5 مليون مدني هناك، ووقوع المدينة على حدود تركيا وسورية وإقليم كردستان في الوقت نفسه بموازاة نفوذ إيراني من معظم المحاور.

وكلما اقتربنا من موعد المعركة انتقدت القوى المقربة من طهران دور المدربين الأتراك والقوة التركية المساندة لهم غرب الموصل، حيث ساعد هؤلاء في تأسيس قوات موالية لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، وتدريبهم بنحو جيد، كما يقال، وقدموا أيضاً دعماً أساسياً لقوات البيشمركة الكردية، عبر الطائرات المسيرة والمدفعية، وحين تتقدم قوات النجيفي (نحو 10 آلاف مقاتل موصلي) مع البيشمركة نحو المدينة، فإن ذلك سيمنح غطاء لتوغل تركي مصاحب لهم على الأرجح.

وعلى النقيض، تحاول إيران دفع بعض فصائل الحشد الشعبي، ومقاتلي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة (بي كي كي) إلى الوجود على تخوم الموصل، وموازنة دور أكراد العراق المقربين على أميركا وتركيا.

ومهما كانت نتائج الحوار بين العراق والولايات المتحدة، فمن الواضح أن الوجود الأميركي في المعركة هذه المرة سيكون أكبر وأكثر حسماً، منعاً لحصول نزاع، ولتطمين أهالي الموصل بعدم حصول حالات انتقام أو ثأر ضد العرب السنة، كالتي حصلت في الأنبار وتكريت على يد بعض الفصائل الشيعية، وكذلك في بعض المناطق التي حررتها البيشمركة.

وهذه النقطة ستكون لمصلحة واشنطن، إذ قد ترغم بعض خصومها على تخفيف نبرة معارضتهم لوجودها بالعراق، لأن الجميع «بما فيهم إيران، سيكونون بحاجة إلى نوع من الحماية الأميركية»، كما تؤكد مصادر مقربة على أكثر الأطراف تشدداً في بغداد.

back to top