السيسي: لا دكتاتور في مصر ولا قيود على الرأي

• المعلمون يتظاهرون لإقالة الوزير وإصلاح التعليم • توقيع عقود دراسات «سد النهضة» في الخرطوم

نشر في 21-09-2016
آخر تحديث 21-09-2016 | 00:04
السيسي لدى لقائه المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمقر إقامته في نيويورك أمس
السيسي لدى لقائه المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمقر إقامته في نيويورك أمس
دافع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن سياساته الداخلية، قائلاً: «مصر ليس فيها دكتاتور، ومنظمات المجتمع المدني هي نقطة الخلاف بين مصر والإدارة الأميركية»، جاء ذلك خلال مقابلة أجراها مع تشارلي روز في محطة «بي بي سي» الأميركية، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
استغل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 71 المقامة في مدينة نيويورك الأميركية، ليكثف من نشاطه الدولي، حيث استقبل العديد من الشخصيات العامة في أميركا وعددا من نظرائه من قادة وزعماء الدول، إلى جانب إجرائه مقابلات صحافية مع وسائل الإعلام الأميركية، حيث عبر عن أمله في استعادة مصر مكانتها الصحيحة دولياً وإقليمياً، وأن تتمكن من تحقيق التنمية والرخاء.

وفي الوقت الذي لايزال يتعرض لانتقادات لاذعة، من قبل وسائل الإعلام الغربي، خاصة فيما له صلة بملف الحقوق والحريات ومنظمات المجتمع المدني، قال السيسي، في مقابلة مع تشارلي روز في محطة "بي بي سي" الأميركية: "مصر تتطور بشكل كبير رغم التحديات، ووسائل الإعلام والصحافة تقول ما تشاء، فلا يوجد دكتاتور في مصر، ولا قيود على حرية الرأي".

وأوضح أسباب الإجراءات الأمنية، التي طالت بعض النشطاء السياسيين وعدداً من منظمات المجتمع المدني خلال الفترة الأخيرة، بتأكيد أن حكومته تحاول تحقيق التوازن بين الأمن والاستقرار، في ظل وجود فصيل، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، يحاول فرض قواعده ويلجأ إلى العنف، وشدد على أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها أخيراً جاءت في إطارها القانوني، وتابع: "قضية المنظمات غير الحكومية تمثل نقطة خلاف مع الولايات المتحدة، وهو ما تتم محاولة معالجته".

ولفت إلى أن البرلمان يناقش حالياً مشروع قانون لتنظيم عمل المنظمات غير الحكومية، وقال: "هناك 40 ألف منظمة غير حكومية تعمل في مصر، وهناك سوء فهم متعمد فيما يتعلق بهذه القضية لإعطاء انطباع سلبي عن مصر، بينما الأصدقاء دائماً يتفهمون بعضهم البعض، خاصة في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة مثل هذه الاضطرابات".

وقال أيضا إنه سلم وزير الخارجية الأميركي جون كيري قائمة بأسماء المفرج عنهم سواء جنائياً أو بعفو رئاسي، لإبلاغ الإدارة الأميركية حرص مصر على بذل جهود في هذا الصدد، وأن مصر حريصة على علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، وأنه لا يوجد تمييز ديني في مصر ضد الأقباط، وأن البرلمان أصدر قانون بناء وترميم الكنائس، وهو القانون الذي ظل معطلاً لأكثر من ١٥٠عاماً.

لا جديد

وفيما يتعلق بما إذا حدث تحسن في العلاقات المصرية التركية، قال: "حتى الآن لم يحدث". أما فيما يخص الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها 2018، فقد قال السيسي: "مصر لديها دستور لا يسمح ببقاء الرئيس بعد انتهاء فترة ولايته ولو ليوم واحد، وسيتم إجراء انتخابات رئاسية بحلول منتصف عام ٢٠١٨ حيث سيتم انتخاب رئيس جديد أو يعاد انتخابه وفقا لإرادة الشعب".

إلى ذلك، علمت "الجريدة" من مصدر رفيع كواليس لقاء السيسي مع مرشحة الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، حيث أوضح أن اللقاء كان حماسياً واتسم بالندية، إذ أصر كل طرف على عرض وجهة نظره بشكل كامل، ولفت المصدر – الذي فضل عدم ذكر اسمه – إلى أن كلينتون أكدت على ضرورة إفساح المجال لمنظمات المجتمع المدني، وأشارت إلى أنها تسعى إلى زيارة مصر قريباً، ووعدت بتبني سياسات جديدة في المنطقة حال وصولها لمنصب الرئيس.

وقفة المعلمين

ميدانياً، نظم عشرات المعلمين وقفة احتجاجية، أمام مقر نقابة الصحافيين، أمس، وسط تشديدات أمنية مكثفة من قبل قوات الشرطة والأمن المركزي، ورفضت قوات الأمن تظاهر المعلمين لعدم حصولهم على تصريح بالتظاهر، في حين أظهر المعلمون تصريحاً من محكمة الأمور الوقتية بالتظاهر، وهو ما لم تعترف به قوات الأمن، إلا أنه سُمح لهم بعد ذلك بإتمام وقفتهم.

ورفع المعلمون 17 مطلباً، خلال الوقفة، بينها إصلاح التعليم، وإقالة وزير التربية والتعليم، والالتزام بما نص عليه الدستور، بشأن تخصيص نسبة 4 في المئة من الناتج القومي لإصلاح التعليم قبل الجامعي.

على صعيد آخر، وبعد جدل ونقاشات طويلة وقعت الوفود الفنية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا، أمس، بشكل نهائي ورسمي عقود الدراسات الفنية لسد النهضة الإثيوبي مع المكتبين الاستشاريين الفرنسيين والمكتب القانوني الإنكليزي، في احتفالية أقيمت في العاصمة السودانية الخرطوم، ضمن الاجتماع الثاني عشر للجنة الثلاثية.

بدوره، أشاد المتحدث باسم وزارة الري وليد حقيقي بالخطوة، وقال لـ"الجريدة": "ضرورية؛ لأنها تحدد الآثار المتوقعة من السد على دولتي المصب مصر والسودان"، لافتا إلى أن الخطوة المقبلة بعد التوقيع هي استكمال الدراسات لمعرفة تأثيرات السد اقتصاديا واجتماعيا وبيئياً".

ميدانياً، قتل مجند شرطة، فيما أصيب آخر، أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت المدرعة التي كانوا يستقلونها في منطقة بئر العبد وسط سيناء، كما استهدف مسلحون مجهولون أحد المجندين التابعين لقوات الجيش، بقنصه في منطقة بئر لحفن جنوب مدينة العريش.

على صعيد آخر، أجرى وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي مباحثات مع نظيره البريطاني مايكل فالون، أمس، تناولت عدداً من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وقالت وزارة الدفاع المصرية: "اللقاء جرى بحضور رئيس الأركان الفريق محمود حجازي، وعكس مدى التقارب في الرؤى".

وقال الخبير الاستراتيجي حسام سويلم لـ"الجريدة": "هناك تعاون عسكري كبير بين مصر وبريطانيا في مجالات الحرب الإلكترونية وتنظيم وسائل الاتصالات"، مرجحا أن تسهم الزيارة في زيادة التعاون بين البلدين، خاصة في مجال التسليح البحري.

back to top