انتقادات واسعة لـ «زفة نيويورك»
زاخر: الوفد الكنسي أخطأ... نافعة: تهريج... وعبدالعزيز: خلل إعلامي
زادت نغمة الانتقادات الموجهة إلى الوفد الكنسي والبرلماني والإعلامي المصري، المصاحب للرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مشاركته في اجتماعات الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في مدينة نيويورك، بعد أيام من حث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني مواطنيه المقيمين بالولايات المتحدة على المشاركة في استقبال الرئيس المصري، الذي وصل الأحد الماضي إلى المقر الأممي.ووصف معارضون للنظام ما جاء في تصريح البابا بشأن "كرامة مصر ممثلة في كرامة استقبال رئيس مصر بكل ما يليق"، باعتباره حشدا طائفيا، تحت رعاية الكنيسة، التي سافر عدد من قياداتها بصحبة الرئيس، بينهم عضو المجمع المقدس أسقف أسيوط الأنبا يؤانس، للمشاركة في الحشد، الأمر الذي أثار الكثير من الجدل والسخرية، حول اضطرار كثير من الأقباط المهاجرين إلى الولايات المتحدة، تحت مسمى "اللجوء الديني"، للمشاركة في استقبال الرئيس، تنفيذا لإرادة البابا.
وطالت الانتقادات أيضا الوفد المرافق للرئيس، فقد نظمت "غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع" بدورها سفر نحو 91 شخصية سياسية وإعلامية، بينهم 24 نائبا برلمانيا، لعقد لقاءات مع أعضاء الكونغرس، أبرزهم الإعلاميون وائل الإبراشي ولميس الحديدي وعبدالرحيم علي وخالد يوسف، حيث طرح السؤال: هل هناك رئيس آخر اصطحب معه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وفدا إعلاميا وشعبيا بهذا الحجم؟وقال الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز إن الزيارات السياسية المهمة للزعماء، يصطحب فيها القادة وفودا إعلامية لتغطية الأحداث، مضيفا: "في مصر اتخذ الأمر اتجاها مغايرا، بسبب طبيعة التحديات التي يواجهها النظام من جانب، والبنية الإعلامية من جانب آخر، والأخيرة تحولت إلى دعم سياسي وليس مواكبة مهنية". وبينما اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة ما حدث نوعا من "التهريج السياسي"، أبدى المفكر القبطي كمال زاخر اعتراضه على خروج وفد كنسي لدعم الرئيس، مشيرا إلى أنه لم يكن بحاجة إلى مثل هذا الصخب، وأضاف: "موقف الكنيسة وطني وليس سياسيا، والكنيسة دائما ما تعلن دعمها للقائد".في السياق ذاته، اعتبر الكاتب الصحافي عمار علي حسن ان فكرة اصطحاب الوفود كانت مقبولة حين كانت شعبية الرئيس حاضرة في مواجهة الإخوان، قبل عامين، وأضاف حسن لـ"الجريدة": "فكرة اصطحاب الوفود تعكس طريقة تفكير السلطة الحالية التي تعتمد على استحضار نمط الحفلة الدائمة أو الزفة، مع توهم أن العالم لا يعرف الحقيقة".