وجه علماء دين وخبراء في علم النفس والاجتماع، انتقادات حادة للخطاب الديني الموجه للشباب، إثر انتشار عدد من الصفحات التي تروج للإلحاد على الـ"فيسبوك"، في حين بدأت النيابة العامة خطوات ملاحقتهم قضائياً.

وطلبت نيابة أول أكتوبر الأحد الماضي، تحريات مباحث الإنترنت حول مجموعة من الصفحات التي تنشر الفكر الإلحادي، وتروج له عبر الـ"فيسبوك"، وطلبت بتتبع "ip" الخاص بالأجهزة المستخدمة في إدارة تلك الصفحات، تمهيداً لضبط القائمين عليها والتحقيق معهم.

Ad

وذكرت المحامية مقدمة البلاغ أن القائم على تلك الصفحة اعتاد مهاجمة الأديان بشكل غير مقبول، ولم يتوان عن إظهار فكره الإلحادي، واستخدم تلك الصفحات من أجل نشر ذلك الفكر، وتشكيك المواطنين في عقيدتهم، مشيرة إلى أنه اختار أسماء لتلك الصفحات تحمل معاني السخرية والازدراء من بينها صفحات "لا وجود لله"، و"سور مثل القرآن"، مؤكدة أنه استطاع أن يكتسب مجموعة من المؤيدين لفكره المتطرف من الشباب الجامعيين والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 حتى 30 عاماً، وأنها حاولت إغلاق تلك الصفحة عن طريق مخاطبة إدارة "فيسبوك"، ولكنها فوجئت بردهم يشير إلى أن تلك الصفحات لا تمارس أية انتهاكات، وانها بمنزة حرية شخصية.

من جانبه، أكد رئيس مجلس الدولة الأسبق محمد حامد الجمل لـ"الجريدة" أن الترويج للإلحاد على مواقع التواصل الاجتماعي جريمة يعاقب عليها القانون حسب الدستور، وليس حرية شخصية كما يدعي البعض، موضحاً أن هذه الجريمة تدخل في إطار "ازدراء الأديان" التي تصل عقوبتها إلى السجن مدة خمس سنوات وغرامة مالية.  

في السياق، قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عبدالفتاح إدريس لـ"الجريدة"، إن "هناك انخفاضاً للوازع الديني في نفوس كثير من الناس، نتيجة طغيان الفكر المادي، وانتشار الثقافات الغربية المختلفة عن فكر المجتمعات الإسلامية"، مضيفاً أن انشغال القائمين على الدعوة بالقضايا "التافهة" يعد أحد أسباب ظهور الفكر الإلحادي، بالإضافة إلى ضعف الخطاب الديني الموجه إلى الناس، وابتعاده عن تناول القضايا المحورية، وكيفية تصحيح المعتقد.

بدورها، أعربت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق هدى زكريا عن عدم دهشتها من ظهور الفكر الإلحادي، لافتة إلى أنها ظاهرة موجودة في كل العصور وليست مفاجئة.

واعتبرت في تصريحات لـ"الجريدة" أن السبب في تلك الظاهرة يعود إلى الخطاب الديني، الذي يعتمد بشكل أساسي على الترهيب والتخويف، مشددة على ضرورة معالجة الأمر بهدوء عبر الحوار مع مَن يعتنقون هذه الأفكار.