اعتذار سيكون ثمنه غالياً؟
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن هذا الاعتذار "الغامض" فُهم أنه موجه إلى بشار الأسد كرئيس للدولة السورية التي تنتمي إليها القوات التي استهدفتها الغارة الجوية الأميركية... ويقيناً انه إذا كان هذا هو ما قصده الأميركيون فإنه يعني: "أن وراء الأكمة ما وراءها"، وأن الحق كله مع الذين يصرون على أن إدارة الرئيس باراك أوباما منخرطة ليس في لعبة وإنما في مؤامرة مع الرئيس فلاديمير بوتين، سيتم كشفها طال الزمان أم قصر... والله أعلم... وسيأتيك بالأخبار من لم تزود!وهل يدرك الأميركيون يا ترى أن اعتذارهم هذا سيكلفهم كثيراً عندما تهدأ الأمور وتُفتح الملفات، ويطالب ذوو قتلى جيش النظام بتعويضات مجزية من الولايات المتحدة، طالما أن هناك محاكم أميركية قد حكمت بتعويضات لورثة ضحايا جرائم الحادي عشر من سبتمبر، وطالبت المملكة العربية السعودية ظلماً وعدواناً بدفع هذه التعويضات، مع أنها كانت ولا تزال هدفاً لمثل هذه العمليات الإرهابية...؟!كان على أميركا أن تتأنى، وأن تفكر في الأمور جيداً، قبل أن تبادر إلى مثل هذا الاعتذار، وكان عليها أن تتذكر أن رئيسها باراك أوباما قد حمّل بشار الأسد شخصياً مسؤولية قتل ستمئة ألف سوري، وأن الولايات المتحدة قد اتهمت هذا الجيش بأنه لم يعد الجيش العربي السوري بل مجموعة من القتلة والإرهابيين الذين ارتكبوا من الجرائم ما لم يرتكبه لا بول بوت في كمبوديا، ولا أسوأ مجرم في الكرة الأرضية كلها وعلى مدى حقب التاريخ.