اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أن العالم يواجه "لحظة حاسمة" في الحرب السورية، في وقت استهدفت عشرات الغارات مدينة حلب وريفها حيث تم احصاء 100 غارة فقط ليل الثلاثاء- الأربعاء.

ومنذ اعلان انتهاء الهدنة، تتعرض مناطق سورية عدة ابرزها مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لغارات كثيفة في اليومين الاخيرين. وتسببت احدى هذه الغارات ليل الثلاثاء- الاربعاء، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، بمقتل أربعة كوادر طبية في بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي.

Ad

وتستهدف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة حلب غالبا بغارات تشنها طائرات سورية أو روسية.

وأكدت منظمة "اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية" التي تتخذ من باريس مقرا، في بيان، مقتل ممرضين اثنين وسائقي سيارة إسعاف، مشيرة كذلك الى اصابة ممرض بجروح خطيرة بعد استهداف سيارتي اسعاف اثناء وجودهما في موقع استهدفته غارة جوية.

وقال مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام في مدينة حلب، إن أكثر من 100 غارة استهدفت المدينة وريفها بعد منتصف ليل الثلاثاء- الاربعاء حتى ساعات الفجر. وتجددت الغارات بعد الظهر على المدينة اثر توقفها بعد هطول المطر بغزارة صباحا.

وأدى القصف بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء على حي السكري في شرق مدينة حلب الى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل.

وأحصى المرصد مقتل "11 مدنيا على الأقل بينهم طفلان جراء غارات للطائرات الحربية على أحياء الصالحين والمشهد والسكري والمواصلات" في شرق حلب.

وفي الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" بمقتل شخصين واصابة سبعة آخرين بجروح "جراء قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الارهابية على حي صلاح الدين".

ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحلفائه من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة اخرى، جنوب غرب مدينة حلب، ترافقت مع شن طائرات حربية غارات كثيفة على مناطق الاشتباك.

وأشار المرصد الى "تقدم لقوات النظام في المنطقة" حيث استعادت السيطرة على ابنية عدة كانت خسرتها الشهر الماضي.

على جبهة اخرى، قتل 13 شخصا على الاقل بينهم ثلاثة اطفال واصيب 35 آخرون بجروح جراء صواريخ اطلقتها طائرات حربية الاربعاء على مدينة شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب).

جلسة مجلس الأمن

وأجرى مجلس الامن الدولي جلسة حول سورية في نيويورك بمشاركة وزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، غداة تصاعد التوتر بين الطرفين إثر اتهام واشنطن موسكو ودمشق باستهداف قافلة مساعدات في ريف حلب الغربي.

وتبادلت الاطراف الاتهامات الا انها دعت جميعها الى ضرورة الحل السياسي.

وقال بان كي مون في مستهل الجلسة ان العالم "يواجه لحظة حاسمة" في الحرب السورية، داعيا دول العالم الى استخدام نفوذها للمساعدة في استئناف المحادثات السياسية بين السوريين والسماح لهم "بالتفاوض للخروج من الجحيم الذي وقعوا فيه".

وطالب كيري، أمس، روسيا خلال الجلسة بمنع تحليق الطيران الحربي السوري، غداة اعتبار واشنطن ان المسؤول عن استهداف القافلة "لا يمكن ان يكون الا احد كيانين: إما النظام السوري وإما الحكومة الروسية".

وقال كيري: "انني استمعت الى نظيري الروسي سيرغي لافروف وشعرت بأنهم يعيشون في العالم الموازي، حيث اشار الى انه لا يجب على أحد ان يفرض الشروط، وكنا قد اجتمعنا في أماكن عدة للتوصل الى اتفاقات دون فرض الشروط"، لافتاً الى "اننا كنا ندعم النظام لوقف العمليات العدائية عبر اتفاقية دولية تم التوصل اليها".

وأكد ان "جميع الدول قالت انها ستدعم ذلك، ولكن 4 مرات تم انتهاك تلك الهدنة من قبل من لا يهتمون بالهدنة، وهذا ليس شرطا مسبقا"، متسائلاً: "كيف يمكن الجلوس مع نظام يقصف المستشفيات والمدنيين؟".

وترى موسكو انه لا يمكن اعادة العمل بالهدنة ما لم يوقف "الارهابيون" هجماتهم، في حين جدد كيري الاشارة الى ان المساعي الاميركية-الروسية للتوصل الى وقف لاطلاق النار "لم تنته". ووعد باستئناف المحادثات الدولية هذا الاسبوع.

وتتمسك واشنطن بادخال المساعدات الى المناطق السورية المنكوبة كجزء اساسي من اتفاق الهدنة.

وفي محاولة لتعزيز قدرات روسيا العسكرية في سورية، اعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو أن بلاده سترسل حاملة طائرات الى البحر المتوسط.

وقال شويغو، في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية أمس: "حاليا ننشر ست سفن حربية وثلاث سفن تموين أو أربعاً في شرق البحر المتوسط، ولتعزيز قدراتنا العسكرية سنرسل حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف".