في وقت تشهد العلاقات بين إيران ودول عربية وخليجية أعلى مستويات التوتر منذ انتهاء حرب الخليج الأولى عام 1988، أحيت طهران أمس ذكرى الحرب العراقية الإيرانية باستعراض بحري وصاروخي وصف بالأكبر في تاريخها.

واستعرض الأسطول الإيراني 500 سفينة، إلى جانب غواصات وطائرات هليكوبتر في ميناء بندر عباس بالخليج، مع تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة في الممر المائي الاستراتيجي.

Ad

وتزامن الاستعراض البحري مع استعراض عسكري في طهران، وشارك في الاستعراض البحري وحدات للقوة البحریة لـ"الحرس الثوري" ووحدات للقوتین الجویة والبریة للحرس، وقوی الأمن الداخلي (الشرطة) وقوات التعبئة والقوی الشعبیة لأهالي محافظة هرمزکان.

وبدأت الحرب، التي أطلق عليها في بغداد "قادسية صدام"، وفي طهران "الدفاع المقدس"، عندما غزا العراق إيران في 22 سبتمبر 1980.

«عماد» و«إس 300»

وشهد اليوم الأول من أسبوع ذكرى "الدفاع المقدس"، عرض منظومة صاروخ "عماد" البالغ مداه 1650 كم لأول مرة، ومجموعة كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى والدبابات والنظام الصاروخي "اس 300" الذي زودت روسيا إيران به.

وشاركت عدة تشكيلات من مختلف أفرع القوات المسلحة في الاستعراض الذي أقيم بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لاندلاع الحرب مع العراق في 1980، بالقرب من مرقد المرشد الراحل آية الله الخميني جنوب العاصمة.

وبلغ عدد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى المشاركة في الاستعراض 16 صاروخا، وذكر التلفزيون الرسمي أن إيران استعرضت الصاروخ قادر الذي يصل مداه إلى 2000 كيلومتر. ولأول مرة حلقت الطائرات الروسية الصنع سوخوي "سو 22" فوق ميناء بندر عباس على ساحل الخليج.

تحذير ومطالبة

واستغلت السلطات الإيرانية المناسبة لإطلاق تحذيرات باتجاهات عدة، إذ قال قائد قوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري: "نقول للأميركيين من الأفضل ألا تهدر رؤوس أموال وثروة الشعب الأميركي في وجودهم غير اللائق والضار في الخليج".

وأضاف جعفري: "إذا كانوا يريدون توسيع نفوذهم وخوض المغامرات فيجب عليهم الذهاب إلى خليج الخنازير". في إشارة إلى محاولة أميركية فاشلة للإطاحة بالزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو عام 1961.

ودعا القائد العام للحرس الثوري الأميركيين إلى "انهاء تواجدهم العسكري الشرير في الخليج" العربي، مؤكدا أن دول المنطقة قادرة على حفظ الأمن بمياه الخليج.

وأشار إلى حوادث الاحتكاك التي وقعت مؤخرا بين البحرية الإيرانية والأميركية في مياه الخليج، ملقيا باللوم على ما وصفه بـ"ممارسات غير مهنية قام بها الاميركيون، وترمي بصورة رئيسية إلى استعراض العضلات والقوة العسكرية"، واعتبر أن "يقظة ووعي وحكمة بحرية الحرس الثوري والجيش حافظت على استتباب الهدوء والامن في المنطقة".

ويقول مسؤولون أميركيون إنه وقعت أكثر من 30 مواجهة بين السفن الأميركية والإيرانية في الخليج هذا العام، أي أكثر من ضعف عددها خلال نفس الفترة في 2015.

وشارك في العرض صاروخ "ذو الفقار" المتعدد الفوهات، وحملت الشاحنة التي كانت تنقله عبارة "إذا قام قادة الكيان الصهيوني بخطوة خاطئة ستدمر الجمهورية الإسلامية تل ابيب وحيفا"، في إشارة إلى إسرائيل.

من جانب آخر، قال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري إن الدروس التي استخلصتها إيران من الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988 تعد دليلا يسترشد به "إخوتنا في الدين في سورية وفلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن والبحرين"، حيث يوجد خصوم سياسيون أو دينيون أو عسكريون لإيران.

وأكد باقري أن "طهران تعتبر استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة جزءا من أمنها، وليس لديها أي اطماع في أراضي الآخرين، ولا تشكل تهديدا للبلدان الأخرى في المنطقة".

وشدد على أن "خطوة النظام الأميركي المجرم الأخيرة في تقديم دعم عسكري ضخم وغير مسبوق للكيان الصهيوني، والتي تعد محاولة يائسة لتعزيز الأمن المزيف لهذا الكيان، تشد من عزيمتنا في تعزيز قدرات قواتنا المسلحة".

ورأى أن الولايات المتحدة وإسرائيل "يمران بمرحلة جديدة في المنطقة تتسم بتراجع نفوذهما مع تحول موازين القوى لمصلحة محور المقاومة وطهران".

في سياق آخر، كشف نائب قائد القوة البحرية للحرس الثوري علي رضا تنكسيري أن "الحرس الثوري احتجز سابقا عسكريين كنديين واستراليين غير العسكريين الأميركيين والبريطانيين، لانتهاكهم المياه الاقليمية الايرانية في الخليج".

وفي تصريح ادلى به على هامش الاستعراض، قال إن "العدو يأتي من مسافات بعيدة إلى الخليج، وينفق مليارات لاقامة المناورات فيه، ونحن من حقنا أن نستعرض قدراتنا في المنطقة"، لكنه أكد أن بلاده لا تسعى وراء الفوضى بالخليج.

الجدير بالذكر أن العراق وإيران خاضا حربا ضروس استمرت 8 أعوام بين عامي 1980 و1988، راح ضحيتها الملايين بين قتيل ومصاب ومفقود من البلدين، فضلا عن هدر مليارات الدولارات على شراء الأسلحة.

خامنئي: سب رموز السنة «تشيع بريطاني»
انتقد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، بشدة، سب مَن وصفهم بكبار شخصيات ورموز أهل السنة، ووصفه بأنه "تشيع بريطاني"، في إشارة الى إقامة بعض رجال الدين الشيعة المتطرفين في لندن، حيث يملكون حوزات دينية وفضائيات متشددة.

وقال خامنئي إن "أي سب لكبار شخصيات أهل السنة، في الحقيقة يحول دون سماع الأسس المستدلة للعقيدة الإمامية".