الأغلبية الصامتة: العرب ومشروعهم الغائب
ما حصل ويحصل اليوم في أكثر من دولة عربية لم يكن مقبولاً سماعه قبل ست سنوات إلا على أنه حلم مزعج، وما قد يحصل بعد أشهر أو سنة في منطقتنا قد يجعلنا نترحم على أوضاعنا الحالية طالما بقينا دون مشروع موحد أو رؤية واضحة للحل، توقف الانهيار الحالي عند حده، وتضمن عدم تكراره مستقبلاً.
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
كل شيء أصبح "عاريا" ومكشوفا، إيران تستعمل حضورها الفعلي في العراق وسورية ولبنان لتخليص ملفها النووي، وتركيا تستغل اليأس "السني" المتضخم وموقعها كبوابة لدخول اللاجئين في مقارعة الاتحاد الأوروبي وأميركا، ذلك هو الواقع صراع المصالح للكبار وصراع المذاهب موهوب للبسطاء، أما العرب فغارقون في تصدير الحيرة للعالم، فلو كان الخطر بعيدا عنهم لعذرناهم، ولكن ها هو الخطر يتجسد من حولهم وداخل بلدانهم، سماؤنا باتت معرضاً مفتوحاً للطائرات الحربية المقاتلة وأرضنا ترتوي بما يخالطها يوميا من دماء الغرباء، وكل ما يخص شأننا يتداوله من لا شأن له بنا.إن البدايات لمعالجة غياب المشروع العربي الموحد بدأت بصورة فردية، وغالبا ما أتت من السعودية ومعها بعض الدول الخليجية، ولكن حتى هذه المجموعة المتضامنة لفترة طويلة غير متوافقة بما يكفي في سياستها الخارجية، حتى لو اتفقت فإن غياب مصر ضمن فريق الحل لن يؤدي إلا إلى التعجيل في تحقق كل التصورات المخيفة كالتفكك وتشييد كيانات عرقية وطائفية متنازعة.في الختام ما حصل ويحصل اليوم في أكثر من دولة عربية لم يكن مقبولاً سماعه قبل ست سنوات إلا على أنه حلم مزعج، وما قد يحصل بعد أشهر أو سنة في منطقتنا قد يجعلنا نترحم على أوضاعنا الحالية طالما بقينا دون مشروع موحد أو رؤية واضحة للحل، توقف الانهيار الحالي عند حده، وتضمن عدم تكراره مستقبلاً.