أثار بث التلفزيون الحكومي المصري أمس الأول حوارا قديما للرئيس عبدالفتاح السيسي، أجراه قبل عام مع شبكة "بي بي إس" الأميركية، بدلا من حوار جديد أجرته القناة الاثنين الماضي، أزمة أدت إلى فصل مسؤولين من اتحاد الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو"، وصاحبتها انتقادات من إعلاميين وصفوا الخطأ بـ"السقطة الإعلامية الكبرى".

وعلى اثر الواقعة أقالت رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون صفاء حجازي رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون مصطفى شحاتة، وتكليف نائبه خالد مهنا تسيير العمل لحين تعيين رئيس جديد للقطاع، فيما تقدم التلفزيون المصري باعتذار رسمي عن بث الحوار القديم للرئيس.

Ad

وعقب إقالته، قال شحاتة إن المتسبب في الخطأ هو مسؤول التنسيق الفضائي، موضحا أنه قام بتحويل الموضوع برمته إلى الشؤون القانونية، كما أبلغ صفاء حجازي بالواقعة عقب وقوعها، والتي أصدرت بدورها تعليمات بمعرفة بقية المسؤولين عن الواقعة لوقفهم عن العمل، ومعرفة ما إذا كانت الواقعة مقصودة أم غير متعمدة.

وعلمت "الجريدة" من مصدر مطلع أن المرحلة المقبلة ستشهد حركة تغييرات كبيرة، داخل ماسبيرو ومؤسسات صحافية قومية، لاسيما مع توجهات ومطالب برلمانية بسرعة إصدار التشريعات الخاصة بتنظيم عمل هيئات الإعلام.

وقال المصدر إن أحد أسباب المشكلة أن أجهزة الاستقبال في التلفزيون لا تستطيع استقبال قناة "بي بي إس"، ما جعل قطاع الأخبار يعتمد على إدارة "التبادل الإخباري" التي تستقبل الحديث عبر الإنترنت.

واردف ان "التنسيق الفضائي" بحث عن حديث الرئيس السيسي على الحساب الخاص بالقناة، فوجد الحوار القديم فأذاعه فورا، ظنا أنه الحوار الجديد، ولم يقم أي مسؤول بمراجعته أو التأكد من أنه الحوار المسجل مؤخرا.

إلى ذلك، وصف عميد كلية الإعلام الأسبق سامي عبدالعزيز الواقعة بأنها "سقطة لا تغتفر"، واصفا مسؤولي ماسبيرو بـ"المغيبين". وطالب بإعادة هيكلة ماسبيرو لإنقاذه من هذه الكوارث، من منطلق أن التلفزيون الرسمي يمثل لسان حال الدولة.

وقال وكيل لجنة الإعلام في البرلمان تامر عبدالقادر، لـ"الجريدة"، إن ماسبيرو يحتاج إلى إعادة هيكلة كاملة، مؤكدا أن التلفزيون الحكومي بوضعه الحالي لا يصلح أن يمثل إعلام الدولة الرسمي.

وفي الفضاء الإلكتروني، تصدر هاشتاغ "أنقذوا ماسبيرو" موقعي فيسبوك وتويتر، وسط مطالبات بإقالة كل مسؤول عن مثل هذه الأخطاء، وإعادة هيكلة المبنى العجوز الذي يضم نحو 42 ألف موظف.