«عبر الأثير»... كوميديا سوداء عامرة بالأحداث والرسائل
أضافت فرقة المسرح الشعبي لمسة جديدة من خلال أحداث مسرحية "عبر الأثير" التي عرضت مساء أمس الأول على مسرح الدسمة ضمن مهرجان "ليالي مسرحية كويتية" لامست به الواقع، وأضافت أبعادا أخرى على مضمون النص الأصلي الذي اصطادت بها العديد من الجوائز خليجيا.وهذه اللمسة انتقدت بها على لسان بطل العرض الاقتتال الذي يدور بيننا وحول أراضينا الى بحور من دماء باسم الدين، وقد تميز العرض بالإيقاع السريع والجمل الغنية بالمباشرة أحيانا وبالإيماءات في معظم الأوقات، ولكنه افتقد الديناميكية في خلفيات تحديد الزمنين بتغير جوهري في الديكور من أجل الإيضاح بأنه رغم التطور التكنولوجي الذي حدث على الآلة وما أكثره في الألفية التي نعيشها من أجهزة كمبيوتر وطرق أرشفة حديثة إلا أن الإنسان العربي لم يتغير في فكره ولا طرق تعامله مع الواقع الذي يعطينا في كل لحظة خبرا من كل مكان في العالم، ورغم هذا تم إلغاء نشرة الأخبار من خلال برامج الإذاعة "عبر الأثير".
وأجاد مخرج ومؤلف العرض نصار النصار في أن يقدم في عمله الإبداعي الغني بالأحداث والأفكار، والذي يدرج تحت عنوان "الكوميديا السوداء"، مقطعا مستخدما فيه تقنية الأجزاء، واضعا في مدخل كل مشهد جملة تمهيدية لما سيعرضه لاحقا، وبرع في أن يلعب على وتر المشاعر النفسية، وأن يوظفها في قالب كوميدي، منتقدا فيه طريقة حالة الجمود التي أصابت الأمة عبر الرسالة التي تأخرت في الوصول ما يقارب من 80 سنة، وأوصلها مخرج إذاعي مركون على الأرفف في ارشيف محطة اذاعية كانت تحمل اسم "صوت العروبة" انطلق بثها التجريبي قبل 80 عاما، لكن فريق تلك الإذاعة اختفى في ظروف غامضة، وفي خضم تلك المفاجآت التي يكتشفها المخرج يظهر له أحد العاملين المختفين في تلك المحطة ليطلب منه أن يعودا بالزمن معا الى ما قبل 80 عاما، بهدف إيصال رسالة مهمة.ويأخذ على النصار اقتصار منطقة عملياته "خشبة المسرح" على استعمال العمق الطولي في تحركات شخوصه وترك جوانبه للديكور الذي يجسد حالة الربكة من خلال عملية التخزين في الصناديق الكرتونية لكل ما هو قديم.