خلال ثلاثة أشهر تقريباً، استقبل مسرح «الهوسابير» في القاهرة التجربة المسرحية الثانية لفرقة «1980»، ذلك بعد إقبال جماهيري كبير، من الشباب تحديداً، على عرضهاالمسرحي الأول «1980 وأنت طالع»، الذي حقّق نجاحاً وانتعاشة جديدة لمسرح الشباب في مصر.

يشعر المشاهد بأن «البروفة» امتداد لعرض 1980، ما يفسره المؤلف محمود جمال بأن بناء المسرحيتين متشابه في عرضه مشاكل شباب تلاحقهم أزمات وصعوبات، فيما يتمسكون بأحلامهم من خلال مساحة واقعية يطرحها العرض وتمس حياة الأبطال بشكل حقيقي.

Ad

عن ظهور أبطال المسرحية بأسمائهم وأعمارهم الحقيقية، يؤكد المؤلف أن ذلك يعتبر تكراراً أضاف إلى {1980} تميزاً ونجاحاً نأمله في {البروفة}، ويتابع أن قصة المسرحية تعرض كواليس العمل المسرحي، بدءاً من اختيار الفكرة مروراً بالصعوبات التي تطارد الممثلين وكم الضغوطات المجتمعية التي تكاد تفرض عليهم التخلي عن أحلامهم وطموحاتهم الفنية، وصولاً إلى حالة الإصرار والأمل للخروج بنص مسرحي والتدرّب عليه، لينتقل من مرحلة {البروفة} إلى الحقيقة، ذلك في إطار عرض إنساني تحيطه صعوبات ولحظات من الحزن والفرح.

تنساب على مدار ساعتين أحداث المسرحية في إطار واقعي كوميدي يلامس النواحي المجتمعية كافة، وما يعانيه المجتمع من أزمات اقتصادية وسياسية تؤثر في طموحات الشباب. ويترقب الأبطال الإقبال الجماهيري الذي وصفه الفنان حاتم صلاح (أحد الممثلين المشاركين في {البروفة}) بأنه قد يوازي الإقبال على {1980 وأنت طالع}، رغم أن انتقادات عدة وجهت إلى العرض بسبب ابتعاد النص بشكل ملحوظ عن السياسة، وأضاف: {نحن فنانون ولسنا ساسة أو أحزاباً يجب علينا التعرض للسياسة طول الوقت، ورغم ذلك تتخلل العمل تعليقات عدة على الأحداث السياسية الجارية في إطار كوميدي، علماً أن معظم الفريق أصبح لا يتابع السياسة بشكل دوري كما في السابق}.

ويؤكد حاتم أن {البروفة} لا تسلط الضوء على حياة الفنان خلف الكواليس كما اعتقد البعض بل على العكس، هي انعكاس واضح لأحلام الشباب والدائرة المجتمعية المحاصر بها الجيل الراهن. كذلك يشير إلى أن العرض يشابه {1980 وأنت طالع} في فكرة تجديد النص المستمر وتحديثه وفقاً للأحداث الجارية، وهو جزء من مدرسة مسرح الشارع الذي لا يربطه نص محدد إنما لديه حبكة درامية ثابتة.

مشاكل المرأة

{البروفة} تعكس أيضاً واقع الفتيات الصعب وأحلامهن المحاصرة بعادات المجتمع، وبالصراع بين تحقيق الذات وإرضاء المجتمع، ويبيّن حجم المشاكل التي تواجها الفتاة ونظرة المجتمع إليها حين تتخطى الثلاثين من عمرها.

تقول الفنانة المشاركة في العمل سالي سعيد، إن {البروفة} تجسد خلال ساعتين ما تعانيه الفتاة من أفكار ومشاكل تضطر طول الوقت إلى مجاراتها، لا سيما الصعوبات في تحقيق أحلامها ونظرة المجتمع إلى الفتاة غير المتزوجة والصراع النفسي الذي تواجهه في سن الـ25 ويزداد صعوبة مع تقدمها بالسن، مشيرة إلى أنها فخورة بعملها على المسرح للمرة الثانية بعد تجربتها الأولى في مسرحية {1980 وأنت طالع} رغم أنها لم تدرس هذا الفن، بل تعمل كمذيعة، لكنها مستمرة بالعمل المسرحي ما دامت الفرقة تعمل والأفكار موجودة.

اختار الفريق مسرح {الهوسابير} للمرة الثانية لعرض المسرحية بعد تجربته الأولى، ذلك لأنه أبرز مسرح أعطى الشباب فرصة لتقديم عمل بأقل تكلفة، وهو أمر نادر في العمل المسرحي بحسب المؤلف، {وفي الوقت نفسه نحاول رغم حالة ارتفاع الأسعار الراهنة الالتزام بسعر محدد للتذكرة لتغطية تكلفة المسرح، ولكن اضطررنا إلى رفع سعر التذكرة هذا العام}، الأمر الذي قابله محبو {1980} بانتقاد صفحة الأخيرة الرسمية في موقع التواصل {فيسبوك}، بينما أعرب كثيرون عن مجهود الفريق في الالتزام بسعر محدد يتناسب من فئة الشباب.