استغرب الفنان فاضل العبار تصرف زميله المقرب إليه، حينما أخذ أحد أعماله النحتية "رجل جالس"، من دون علمه، وأخفاه فترة من الزمن، وعقب ذلك أهدى الفنان العمل إلى كلية الفنون الجميلة بالزمالك في مصر، مدعيا أنه من أعماله، في حين أنه ليس نحاتا، بل رسام، ويؤكد العبار أن هذا السلوك الذي أقدم عليه الفنان كان بمنزلة الطعنة النافذة للصداقة وروح الفنان.

وتحدث العبار، في تصريح خاص لـ "الجريدة"، أن العمل الذي أصبح حاليا بعهدة كلية الفنون الجميلة بالزمالك أنتجه في عام 1998 حينما كان يتابع دراسة النحت في هولندا، مبينا أنه خلال تلك الفترة أنجز العديد من الأعمال النحتية.

Ad

وأضاف: "لم يضع الفنان أي اعتبار للمبادئ والتقاليد الفنية والاجتماعية، وأقدم على سلوك لا أجد له أي تفسير، وأنا والحمد لله معروف عني أنني فنان مسالم صديق لجميع الزملاء، لا أضمر الحقد أو الحسد أو الكراهية للآخرين".

وعن الفترة التي فُقد فيها العمل، أوضح العبار أنه "قبل نحو 5 أعوام عرض مجموعة من أعماله في غاليري دار المشرق بمجمع الصالحية، وكان هذا التمثال ضمن المجموعة المعروضة، لكنه اختفى عقب انتهاء فترة عرض الأعمال، وأثناء عملية تحميل الأعمال من الغاليري إلى البيت، فُقد هذا العمل ولم أنتبه إليه".

وطالب العبار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا الفنان، لأنه حينما أهدى كلية الفنون الجميلة بالزمالك كان ضمن وفد رسمي من المجلس، ويمثل الكويت، مشددا على ضرورة وضع ضوابط تحمي الفنانين التشكيليين وتصون حقوقهم.

متحف كلية الفنون

وكان الفنان قاسم ياسين قد شهد حادثة إهداء العمل النحتي إلى متحف كلية الفنون الجميلة بالزمالك، خلال شهر أبريل الماضي، أثناء زيارة إلى كلية الفنون الجميلة بالزمالك في وفد رسمي من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إذ كان أحد المكرمين؛ لأنه من خريجي هذه الكلية.

وقال ياسين إن "الفنان الذي استحوذ على العمل كان مكرماً معه في ذلك اليوم، وأهدى هذا العمل العائد إلى فاضل العبار، إلى متحف كلية الفنون الجميلة بمنطقة الزمالك، مضيفاً: "حينها شاهدت العمل فاستفسرت من الفنان المرافق لي في هذه الرحلة لأني أعرف أنه رسام وليس نحاتاً، فسألته: لمن هذه المنحوتة؟ فأخبرني أن العمل عائد له، فاستغربت لهذا الرد".

وتابع: "وسارت الأيام إلى أن رأيت التمثال ذاته مصادفة في إحدى صفحات الفنانين، فبحثت للتأكد ووجدت أن التمثال الذي رأيته بمتحف الكلية يعود إلى الفنان النحات فاضل العبار، كما أكده أحد التقارير الصحافية المصرية المصورة".

ولفت إلى أنه اتصل بالعبار وأرسل له صورة من التمثال كان قد نشرها أحد أصدقاء الفنان الآخر عبر الفيسبوك يشيد بمهارته وقدرته في النحت وبأن هذه المنحوتة تخصه، كذباً وتدليساً، فكان رد العبار صادماً جداً إذ قال إن "العمل فُقد قبل سنوات ولم أستدل عليه"، فقال له إن عملك موجود حالياً في متحف كلية الفنون الجميلة بالزمالك واخبره بالقصة كاملة وقيام الفنان بإهداء التمثال على أنه من منتجاته النحتية.

تطهير الساحة التشكيلية

ويأمل ياسين أن يكون للمجلس الوطني دور في تقويض مثل هذه السلوكيات والعمل على تطهير الساحة التشكيلية من التصرفات الشائنة، لاسيما أن هذا يؤثر سلباً في الساحة التشكيلية لدى الآخرين، ويشوهها بين مثيلاتها.

ولفت إلى أن كلية الفنون الجميلة بالزمالك لا تلام في هذا الأمر، لأنها تثق بالفنانين ولا تفترض سوء النية، لعراقة تاريخ الكلية، ولما لديها من إرث تاريخي فني حضاري لخريجيها وأساتذتها الفنانين.

لمحة ذاتية

فاضل العبار من مواليد الكويت عام 1946، وهو فنان تشكيلي وعازف بيانو، حاصل على شهادة ماجستير هندسة الحدائق وتجميل المدن من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة، درس النحت بجميع اشكاله منذ عام 1995 إلى 2001 في أكاديمية متخصصة في هولندا التي أقام فيها نحو 15 معرضاً تشكيلياً.

وشارك في فعاليات تشكيلية متنوعة في الكويت وخارجها، منها معرض الانتفاضة في متحف الكويت الوطني عام 1989، ومعرض مشترك في أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية، ومعرض مشترك في مدينة لاهاي بهولندا، ومعارض أخرى في دوسبورغ وأنقرة وسيول ونيودلهي.

كما أن العبار حاصل على مجموعة جوائز خلال مشواره الفني منها: درع ذهبية من معرض القرين الثامن، والسعفة الذهبية في المعرض التاسع للفنون التشكيلية لدول مجلس التعاون– البحرين، وجائزة الدولة التشجيعية لعام 2015.