لو أن الجنرال باقري تواضع... وقال الحقيقة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ثم إن المفترض أن الجنرال محمد باقري لديه الشجاعة الأدبية كعسكري محترف للاعتراف بأن "إخوانه في العقيدة" من العراقيين قد عادوا إلى بلادهم من المنافي البعيدة والقريبة خلف الدبابات الأميركية، وأنه ما كان بإمكان أيٍّ منهم الوصول إلى الموقع "السُّلطوي" الذي وصل إليه لو لم يضع المندوب السامي الأميركي بول بريمر تلك المعادلة التآمرية التي فرضها على الشعب العراقي، والتي فتحت حدود بلاد النهرين وأبواب مدنها لهذا الاحتلال الإيراني الذي جاء ردّاً على "إنجازات" حرب الخليج الأولى، والذي يتجرع الآن شرفاءُ العراق ويلاتِه وتجاوزاتِه وظلمَه، كما تجرع الإمام الخميني وقف إطلاق النار في عام 1988 الذي قال إنه تجرعه كتجرع السم الزعاف. لقد اقتربت انتفاضة الشعب السوري من دخول عامها السادس، وها هي قوات الجنرال محمد باقري، ومعها "إخوانها في العقيدة"، ومعها أيضاً قوات الاحتلال الروسي، لا تزال "تحرث في البحر"، فأين هي "الخبرات" التي اكتسبتها إيران من حرب الخليج الأولى، والتي توظفها، كما قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية، في خمس دول عربية هي: العراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين؟! رحم الله امرأً عرف قدر نفسه فأوقفها عند حدها... ويقيناً لو أن الجنرال محمد باقري توخى الحد الأدنى من الصدق مع نفسه أولاً ومع "إخوانه في العقيدة" ثانياً، لكان اعترف بأن فشله وفشل "إخوانه في العقيدة" هؤلاء في كل هذه الدول العربية التي أشار هو إليها كفشل إيران في حرب الخليج الأولى... وإلاّ فلمَ اعترف الإمام الخميني، رحمه الله، على أي حال "بأنه تجرع وقف إطلاق النار فيها كتجرع السم الزعاف"!