بريطانيا تطلب من الشيخ جابر المبارك حماية فريق التلغراف عام 1916

وثيقة جديدة أخرى نتناولها اليوم، تتحدث بمزيد من التفاصيل عن مشروع التلغراف الذي قرر الإنكليز تمديده من البصرة إلى الكويت في عام 1916، وهي وثيقة تضاف إلى الوثائق الجميلة التي نشرتها في المقالات الخمسة الماضية، والتي قدمت لنا معلومات حول بعض المقاولين الكويتيين الذين ساهموا في دعم الوكيل السياسي البريطاني في الكويت في تنفيذ المشروع.

وثيقة اليوم كتبها الكرنل هملتون ووجهها إلى الشيخ جابر المبارك الصباح يطلب منه فيها أن يعينه من خلالها بتوفير الحماية لفريق المهندسين والفنيين المكلفين بتنفيذ مشروع التلغراف... وإليكم نص الوثيقة:

"من كرنل آر. إي. أيه. هملتون بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الإنكليزية في الكويت، إلى جناب الأجلّ الأمجد الأفخم حميد الشيم المحب الشيخ جابر المبارك الصباح دام بقاه،

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مع السؤال عن عزيز خاطركم، دمتم بخير وسرور. بعده، نخبر سعادتكم أن دائرة التيل (البرقية) أنهم يوم الأربعاء يرجعون إلى البصرة براً عن طريق أم قصر لحتى يكشفون التيل، لئلا يكون فيه شيء قاصر. بناء عليه نرجوكم تعينون معهم من خدامكم المسلحين مقدار الكافي بموجب نظركم، وتعرفونا عن عددهم وتجعلونا ممنونين، هذا ما لزم رفعه، ودمتم سالمين ومحروسين.

22 صفر 1335 مطابق 18 ديسمبر 1916".

ويتضح من الوثيقة التاريخية أن العلاقة بين أمير الكويت والوكيل السياسي البريطاني في البلاد علاقة متينة تسودها الثقة المتبادلة والتفاهم المشترك، ولذلك طلب الإنكليز من الشيخ جابر المبارك أن يوفر الحماية اللازمة للفريق الفني، لتمكينه من القيام بمهمته الحيوية. ومن المفيد أيضا أن نعرض لكم في هذا المقال مخططاً توضيحياً لشبكة خطوط البرقية (التلغراف) التي مددها الإنكليز في جنوب العراق وشرق إيران، وتم بعد ذلك ربطها بالكويت التي أصبحت المحطة الأخيرة في هذه الشبكة التي استخدمت بشكل فعال وحيوي مدة عقود من الزمان. والمخطط الذي رسم بشكل دقيق ومفصل يوضح المحطات الرئيسية لشبكة البرقية الإنكليزية، وكتب في زاويته العلوية اليمنى "خريطة توضح خطوط التلغراف لدائرة التلغراف الهندية الأوروبية". أما المحطات الرئيسية التي وردت في الخريطة فمعظمها تقع في الأراضي الإيرانية، وبعضها في الأراضي العراقية، ونذكر منها ما يلي: البصرة، العمارة، الفاو، شوغ، ديزفول، الأهواز، عبدان، شوشتر، رامهورمز، بهبهان، بوشهر، أصفهان، شيراز، وغيرها الكثير.

مع هذا المقال ننتهي من عرض الوثائق التي تتعلق بمشروع مد خط التلغراف من البصرة إلى الكويت، وفي المقالات المقبلة سنسعى إن شاء الله تعالى إلى أن نقدم وثائق أخرى جديدة تضيء جوانب تاريخية من ماضينا الجميل.