«حلب الشرقية» تحترق... واغتيال وزير للمعارضة بدرعا

• الأسد: الحرب ستمتد
• موسكو ترفض الحظر الجوي وتقترح حماية أميركية للمساعدات

نشر في 23-09-2016
آخر تحديث 23-09-2016 | 00:05
متطوعان من «الخوذ البيضاء» ينقذان اطفالا في حلب
متطوعان من «الخوذ البيضاء» ينقذان اطفالا في حلب
بينما تصاعدت الغارات على أحياء شرق حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، مسببة مقتل العشرات واندلاع حرائق كبيرة، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الحرب في بلاده ستمتد، في مؤشر إلى انهيار الأجواء الإيجابية عن قرب التوصل إلى نهاية للحرب الأهلية التي تعيشها البلاد بعد انهيار الاتفاق الأميركي - الروسي.
قتل 45 شخصاً في غارات شنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو الطيران الحربي السوري على أحياء حلب الشرقية ليل الاربعاء - الخميس، في وقت اشتعلت الحرائق في هذه الأحياء، بسبب استخدام القنابل الحارقة، بينما قتل 12 شخصا على الأقل بينهم «وزير في الحكومة المؤقتة»، المنبثقة عن المعارضة السورية في تفجير استهدف تجمعا في مدينة انخل بمحافظة درعا في جنوب البلاد.

وأفاد مسؤول العلاقات العامة في «الحكومة المؤقتة»، شادي الجندي، بمقتل «12 شخصا على الاقل بينهم وزير الإدارة المحلية يعقوب العمار، وإصابة العشرات بجروح من جراء تفجير استهدف افتتاح مخفر للشرطة المحلية في مدينة انخل». وأوضح أن بين القتلى «ناشطين معارضين وعسكريين ومسؤولين محليين».

ونعت «الحكومة المؤقتة» على موقعها الالكتروني عمار . وقال رئيس «الحكومة المؤقتة» جواد أبوحطب: «لن يجعلنا التفجير نتراجع عن مبادئنا»، معتبرا انه «يشكل تحديا لأعضاء الحكومة» الذين يقيم عدد منهم في الداخل السوري.

ويتحدر العمار (1981) من محافظة درعا التي تعد مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت ضد النظام السوري منتصف مارس 2011 قبل أن تتحول الى حرب أهلية تسبب حتى اليوم بمقتل أكثر من 300 الف شخص.

وأسست «الحكومة المؤقتة» في نوفمبر 2013، وتتولى إدارة شؤون المناطق تحت سيطرة المعارضة في الداخل السوري، ويتم انتخاب رئيسها من قبل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

صاروخ على تركيا

وبينما أعلنت تركيا رفضها المشاركة في أي عملية عسكرية لتحرير محافظة الرقة السورية من «داعش»، في حال شارك الأكراد فيها، سقط صاروخ أطلق أمس من منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في سورية، في سوق بمدينة كيليس جنوب شرق تركيا، وأوقع جريحين على الأقل.

موسكو

وفيما رفضت موسكو دعوة وجهها اليها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لفرض حظر جوي فوق مناطق بشمال سورية لتسهيل توزيع المساعدات، نقل غابرييل ريغمار نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحه أن تقوم الولايات المتحدة بحماية قوافل الإغاثة في سورية، وذلك عقب اجتماع مع بوتين في موسكو.

الأسد

من ناحيته، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها وكالة أسوشيتد برس إن الحرب في بلاده «ستمتد»، مادامت جزءا من صراع عالمي تموله دول أخرى.

وأضاف في المقابلة التي تحدث فيها باللغة الإنكليزية: «عندما تتكلمون عنها كجزء من صراع عالمي وصراع إقليمي، وعندما تكون هناك عوامل خارجية كثيرة لا تتحكمون فيها... فستمتد».

وقال الأسد لـ «أسوشيتد برس» إن روسيا ليست مسؤولة عن هجوم دموي على قافلة مساعدات وقع يوم الاثنين الماضي، والذي قال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أن موسكو تقف وراءه.

وقال الأسد: «هذه القوافل كانت في منطقة المسلحين. المنطقة تحت سيطرة الإرهابيين. فمن يجب أن يتهموا أولا؟ الناس أم المسلحين؟ الإرهابيون الذين كانوا يتولون مسؤولية سلامة تلك القافلة...لا نعرف على الإطلاق ماذا حدث لها».

ونفى الأسد منع دخول المساعدات والغذاء الى أحياء حلب الشرقية، مشككا في نوايا الولايات المتحدة في سورية وقال: «لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للانضمام إلى روسيا في محاربة الإرهابيين في سورية... الولايات المتحدة ليست صادقة بشأن التوصل إلى وقف للعنف في سورية». وتصف الحكومة السورية كل الجماعات التي تحاربها بأنها جماعات إرهابية.

الأمم المتحدة

وطلبت الأمم المتحدة، أمس، من الأسد السماح لها بتوزيع المساعدات الغذائية العالقة على الحدود التركية السورية، محذرة بأنها ستفسد الاثنين. وقال يان إيغلاند رئيس مجموعة العمل حول المساعدات الانسانية في سورية للصحافيين في جنيف إن «40 شاحنة تنتظر على الحدود التركية - السورية والمواد الغذائية ستفسد الاثنين». وأضاف مناشدا الرئيس السوري: «أرجو منك أن تقوم بما ينبغي للسماح لنا بالوصول إلى شرق حلب، وإلى المناطق المحاصرة الأخرى أيضا».

محادثات السلام

وأعرب مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية ستيفان ديميستورا عن أمله في بدء «محادثات مباشرة» بين الأطراف السورية في الأسابيع المقبلة، كما أعلن مساعده رمزي عزالدين رمزي أمس في جنيف.

حمص

في سياق آخر، خرج أمس 123 مقاتلا معارضا مع عائلاتهم من حي الوعر، آخر معقل للفصائل المقاتلة في مدينة حمص وسط سورية، تنفيذا لاتفاق سابق بين الحكومة والفصائل المقاتلة، وفق ما أعلن محافظ حمص طلال البرازي.

وهذه المرة الثانية التي يخرج فيها مقاتلون من حي الوعر تطبيقا لاتفاق تم التوصل اليه العام الماضي، بإشراف الأمم المتحدة التي غاب ممثلوها أمس عن عملية الإجلاء.

«الخوذ البيضاء» تفوز بـ «نوبل البديلة»

منحت المنظمة السويدية الخاصة «رايت لايفليهود»، جائزتها السنوية، المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة، لمنظمة «الدفاع المدني السوري» التطوعية، المعروفة كذلك باسم «الخوذ البيضاء»، نسبة الى الخوذ التي يرتديها العاملون الإنسانيون في المنظمة. واقتسمت المنظمة السورية، التي تؤكد أنها غير سياسية، وتشارك في عمليات الانقاذ في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، الجائزة مع الناشطة الحقوقية المصرية المدافعة عن حقوق النساء، مزن حسن، والناشطة الروسية المدافعة عن حقوق المهاجرين واللاجئين، سفيتلانا جانوشكينا، وصحيفة «جمهوريت» التركية المعارضة المستقلة.

back to top