السيسي يشيد بترامب... وتوقعات بانفراجة مع موسكو

• مجلس النواب ينعقد في 4 أكتوبر
• توقيف مهربين بعد حادث الغرق في رشيد

نشر في 23-09-2016
آخر تحديث 23-09-2016 | 00:02
أفراد من الجيش وأهالي ينتشلون جثة لأحد ضحايا مركب الهجرة بمدينة رشيد المطلة على البحر المتوسط أمس (رويترز)
أفراد من الجيش وأهالي ينتشلون جثة لأحد ضحايا مركب الهجرة بمدينة رشيد المطلة على البحر المتوسط أمس (رويترز)
أعلنت القاهرة حيادها بين مرشحي الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، في أعقاب إشادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بترامب، في وقت دعم السيسي الحل السياسي للأزمة السورية مهاجماً التنظيمات الإرهابية، بينما بدا واضحاً أمس، تكثيف القاهرة جهودها لتجاوز الأزمات التجارية والأمنية مع الجانب الروسي.
دخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على خط المنافسة الحامية بين المرشحين للرئاسة الأميركية الديمقراطية هيلاري كلينتون، والجمهوري دونالد ترامب، بعدما أثارت تصريحات السيسي عن ترامب موجة من ردود الفعل، إذ وصف الرئيس المصري المرشح الأميركي المثير للجدل بأنه سيكون "قائدًا قويًا بلا شك"، في حين أعلن ترامب أن القاهرة ستكون حليفا قويا لواشنطن حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى نوفمبر المقبل.

والتقى السيسي كلا من كلينتون وترامب فجر الثلاثاء الماضي، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاستيضاح رؤيتهما في الشأن المصري، وبدا التفاهم واضحا بين السيسي وترامب حول ضرورة مكافحة الإرهاب، في حين أثار لقاء كلينتون الحديث عن موقف النظام المصري من حقوق الإنسان والحريات العامة.

وقال الرئيس المصري خلال لقاء مع قناة "سي إن إن" الأميركية، إنه لا شك عنده في أن ترامب سيكون قائدا قويا، ما اعتبر انحيازا من قبله لمصلحة المرشح الجمهوري، لكن الرئاسة المصرية أكدت عبر المتحدث باسمها علاء يوسف، أن مصر تتعامل على قدم المساواة مع كل من المرشح ترامب وكلينتون، مشددا على أنه لا يوجد مرشح مفضل لدى القاهرة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

وأكد مدير مركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية والمقرب من الإدارة الأميركية سعد الدين إبراهيم، لـ"الجريدة"، أن تصريح السيسي المتعلق بترامب "خطأ سياسي"، لتجاهله التعليق على المرشحة الأخرى، مما يكشف عن تفضيل الرئيس المصري لمرشح على حساب المرشح الآخر، وذهب إلى أن السيسي يفضل ترامب لأنه يراه شخصية حاسمة وصارمة خصوصا في ملف مكافحة الإرهاب، وهي نقطة اتفاق بينهما.

كلمة السيسي

في الأثناء، بدا أن الرئيس المصري يميل إلى الطرح الروسي في التعاطي مع الأزمة السورية، من خلال رفضه إدخال أية تنظيمات إرهابية في عملية الحل السياسي للأزمة من منطلق وحدة الأراضي السورية، وهو موقف يتطابق مع التوجه الروسي في مواجهة مساعٍ عربية لإدماج جبهة النصرة في المعارضة السورية، بعد إعلان التنظيم فك ارتباطه بتنظيم القاعدة، وتسمى بـ"جبهة فتح الشام".

وجدد الرئيس المصري موقف القاهرة المتمسك بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول سورية أمس الأول، مشددا على أن "جوهر المشكلة هو غياب الحل السياسي العادل والشامل"، وبدا رفضه واضحا للحل العسكري، قائلا إن "كل من يراهن على حسم عسكري يفضي لغلبة فريق واحد في سورية خاسر، كما أن كل من يراهن على أن تلعب التنظيمات الإرهابية دورا في مستقبل سورية واهم".

وهاجم السيسي التنظيمات الإرهابية في سورية، مؤكدا أن الحل السياسي للأزمة بمشاركة جميع مكونات سورية وأطيافها السياسية "مع استثناء التنظيمات الإرهابية التي لا يمكن أن يكون لها مكان في سورية التي نأملها... لا مجال لأية محاولة لتجميل صور التنظيمات الإرهابية لذلك فإننا نرفض تمامًا أية محاولات للالتفاف على قرارات مجلس الأمن التي صنفت تلك التنظيمات كمنظمات إرهابية".

وحلل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، خطاب السيسي قائلا لـ"الجريدة"، إنه "لا جديد فيه، ويعيد التأكيد على موقف القاهرة الرسمي والواضح منذ بداية الأزمة السورية، والرامي إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعدم تفكيكها لأن في ذلك تهديدا للأمن القومي المصري"، لافتا إلى أن حديث السيسي يؤكد التباين في المواقف بين القاهرة والرياض حول سبل حل الأزمة السورية.

انفراجة

الاقتراب المصري من الرؤية الروسية في الملف السوري، يأتي في وقت تسعى القاهرة إلى تجاوز عدة أزمات مع موسكو على الصعيد التجاري والأمني، فغداة تراجع السلطات المصرية عن سياسة منع احتواء واردات القمح من فطر "الإرغوت"، وإعادة العمل بسياسة السماح بنسبة لا تتجاوز 0.05 في المئة من الفطر في القمح، كشف مصدر حكومي مسؤول لـ"الجريدة" أن روسيا بصدد رفع الحظر عن صادرات الفاكهة والخضراوات المصرية.

وجاء القرار الروسي المرتقب على خلفية إبلاغ مسؤولين مصريين الجانب الروسي بدخول شاحنات القمح الروسي الموجودة في الموانئ المصرية، وذلك بعد تراجع الحكومة المصرية عن سياسة "صفر إرغوت"، خصوصا أن القاهرة راغبة في إنهاء الأزمة مع روسيا فيما يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية بين البلدين.

وكشف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن وفدا مصريا من وزارتي الزراعة والصناعة سيتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل لإنهاء جميع القضايا العالقة بين الجانبين.

في الأثناء، واصل وزير الطيران المدني شريف فتحي فعاليات زيارته إلى موسكو، على رأس وفد أمني رفيع المستوى لاستكمال المباحثات بشأن استئناف الرحلات الروسية إلى مصر، والتي تم إيقافها عقب حادث سقوط طائرة روسية في سيناء أكتوبر الماضي، مما أسفر عن مقتل ركابها الـ224، معظمهم من السياح الروس.

وبينما قال فتحي إن الحكومة المصرية استجابت لجميع ملاحظات خبراء الأمن الروس، فيما يتعلق بالإجراءات الأمنية والتأمينية بالمطارات المصرية، يصل وفد روسي إلى القاهرة الاثنين المقبل، للوقوف على آخر الترتيبات التأمينية في المطارات المصرية، تمهيدا لاستئناف حركة السياحة الروسية بشكل كامل.

غرقى الهجرة

وبينما أصدر الرئيس السيسي قراراً جمهورياً بدعوة مجلس النواب للانعقاد اعتبارا من 4 أكتوبر المقبل، لافتتاح دور الانعقاد الثاني لمجلس النواب، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير، انتشال 46 جثة وإنقاذ 163 آخرين حتى صباح أمس، من جراء غرق مركب هجرة غير شرعية بمنطقة شمال شرق بوغاز رشيد التابعة لمحافظة البحيرة، واستبعدت السلطات نجاة آخرين من اصل 600 كانوا على متن المركب.

بدوره، قرر رئيس نيابة دمنهور الكلية المستشار علي حسن، أمس، حبس 4 من طاقم مركب الهجرة غير الشرعية، على ذمة التحقيقات، كما قررت النيابة العامة ضبط وإحضار 5 متهمين آخرين من المتورطين في الحادث، وإخلاء سبيل 160 شخصا الناجين من غرق المركب، وكانت النيابة قد صرحت بدفن الجثث التي تعرف عليها ذووهم والنشر عن الجثث المجهولة للتعرف عليها وتحديد هويتها.

انتشال 46 جثة في غرق مركب هجرة غير شرعية وإنقاذ 163
back to top