يقول داريوس مير الرئيس التنفيذي لشركة 9 تو 5 سيتنغ 9 to5 Seating التي أقامت مصنعها في يونيون سيتي في تنيسي: "لقد بدأ نشاطنا في سنة 1983 عبر استيراد مقاعد المكاتب أرغونوميك الشهيرة من إيطاليا. وبحلول منتصف التسعينيات كانت لدينا شركة موحدة تتخذ من لونغ بيتش في كاليفورنيا مقرا، حيث قمنا بتصنيع الكراسي وبيعها الى كبار باعة التجزئة.
وفي سنة 2001 خسرنا جزءا رئيسيا من أعمالنا لمصلحة المصنعين الصينيين. وقررنا أننا اذا لم نتمكن من منافستهم أن ننضم اليهم. فبدأ معملنا في الصين بإنجاز معظم أعمال التصنيع، فيما قمنا في كاليفورنيا بعمليات التجميع والتوزيع.وخلال فترة الركود الاقتصادي نمت شركتنا. وقبل 4 سنوات، قررنا أن نعرف ماذا تتطلب عملية إعادة التصنيع. وقمنا بزيارة العديد من المواقع من أجل تحديد أين نستطيع بلوغ أكثر من 80 في المئة من سوقنا المحتمل خلال يومين.وعلمنا أن تكلفة العمل يمكن أن تكون غير ذات أهمية إذا ارتفعت الإنتاجية بصورة جوهرية. وفي واحدة من العمليات استخدمنا معدات عالية التقنية وأربعة أشخاص من أجل إنتاج منتج أعلى جودة مما ينتجه 12 شخصا في منشأتنا في الصين.ويتطلب صنع إطار من سلك قوي حوالي 90 عملية في الصين، بينما لدينا في تنيسي معدات يمكنها إنجاز ذلك العمل في 48 ثانية. ونحن نصدر الآن مكونات عالية الجودة الى معمل الصين لتحويلها الى كراسي لبيعها في سوق الصين المحلية وفي الأسواق الدولية. وقمنا بتصدير أول مكوناتنا من يونيون سيتي الى الصين، وتم استخدامها لتلبية طلب من المملكة العربية السعودية.ونحن فريق مكون من 50 الى 60 شخصاً وندفع أجورا أعلى من المعدل. وبحلول نهاية السنة المقبلة يجب أن يتجاوز عددنا الـ 200 شخص. ويتوقف كل شيء على حجم الأعمال التي نستطيع الحصول عليها من التجار".من جانبه، يقول توماس كولفيلد المدير العام لمنشأة صنع رقائق شبه الموصلات في بلدة مالطا بولاية نيويورك، التي تشغلها غلوبال فاوندريز Globalfoundries المملوكة لصندوق أبوظبي للثروة السيادية:"أنا متفائل جداً. فهناك 4 شركات فقط في العالم تستطيع صنع مثل هذه الرقاقات. واذا لم يكن بوسعك صنع ما نقوم به هنا في بلدة مالطا، فلن تكون لديك فرصة للقيام بأي نوع من التصنيع في هذه البلاد. ونوع الأعمال التي كنا نخسرها كانت الأعمال اليدوية بسبب الأجور المتدنية. ويتعين عليك القيام بعمل مختلف متميز ذي تقنية عالية وليس مجرد "أدخل هذه العزقة في هذا الرتاج". وقبل 10 الى 12 سنة قررت ولاية نيويورك أن الاستثمارات في البحوث والتطوير تنطوي على أهمية كبيرة. وأنشأت مركزاً لهندسة تقنية النانو في ألبانيا.وعمدت شركات اخرى الى الاستثمار. ونشأ نظام بيئي كامل. ولم يعد الجزء الشمالي من نيويورك ريفياً كما يبدو. وقد فقدت الولاية الكثير من الطلبة البارعين لمصلحة ولايات أخرى، لأن الفرصة لم تكن متاحة. ولدى منشأتنا الآن حوالي 3000 شخص يبلغ متوسط راتب الواحد منهم 92000 دولار في السنة.والتنوع في قوة العمل هو سلاحي الاستراتيجي. ولدينا البعض من الأشخاص من غير ذوي الخبرة الى حد كبير. أنا لدي تنوع صناعي وأشخاص من كل الميادين الرئيسة. وأخيرا، الجانب الثقافي – نحن لدينا في مالطا أعضاء فريق من أكثر من 50 دولة.ويتمتع مستثمرونا بنظرة طويلة المدى وأنا أصوت للمرشح الأفضل. وهذه مسألة خاصة، ولكنني أظن أن الحكومة تستطيع أن تلعب دوراً مهماً في خلق الأنشطة الاقتصادية. والأمر ليس حول نقل الوظائف من ولاية الى أخرى، لأن المنافسة أصبحت عالمية، ونحن نظن أننا نموذج لكيفية دفع الاقتصاد الى الأمام".
اقتصاد
إن لم تكن قادراً على هزيمتهم... فلتكن واحداً منهم
24-09-2016