السعودية مستعدة لخفض إنتاج النفط إذا وافقت إيران على التثبيت كحل وسط

الأسعار تتحول للصعود مع العرض السعودي بعد عمليات جني أرباح

نشر في 24-09-2016
آخر تحديث 24-09-2016 | 00:05
No Image Caption
تحولت أسعار النفط للارتفاع خلال تعاملات أمس، متجهة لتحقيق مكاسب أسبوعية، عقب ورود أنباء عن استعداد السعودية لخفض إنتاجها من الخام إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج هذا العام.
قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ «رويترز» إن المملكة العربية السعودية عرضت تقليص إنتاجها من النفط إذا وافقت منافستها إيران على تثبيت إنتاجها هذا العام، بما يمثل حلا وسطا قبل المحادثات المقررة في الجزائر الأسبوع المقبل.

وأضافت المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن أسمائها أن العرض -الذي لم تقبله طهران أو ترفضه حتى الآن- جرى تقديمه هذا الشهر.

وذكرت المصادر أن الرياض مستعدة لخفض الإنتاج إلى مستويات أدنى بلغها في وقت مبكر من هذا العام، في مقابل تثبيت إيران لإنتاجها عند المستوى الحالي البالغ 3.6 ملايين برميل يومياً.

وقال أحد المصادر «إنهم (السعوديون) مستعدون للخفض ولكن على إيران أن توافق على التثبيت».

وأكد مصدران آخران تقديم العرض إلى إيران.

ولم يفصح المصدر الأول عن مقدار الخفض الذي تنويه الرياض إذا وافقت إيران على تثبيت إنتاجها عند 3.6 ملايين برميل يوميا، وهو معدل إنتاج الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وارتفع إنتاج الرياض منذ يونيو بسبب الطلب في الصيف ليصل إلى مستوى قياسي في يوليو عند 10.67 ملايين برميل يوميا، قبل أن ينخفض إلى 10.63 ملايين برميل يوميا في أغسطس.

وفي الفترة من يناير حتى مايو أنتجت السعودية نحو 10.2 ملايين برميل يوميا.

وقال مصدران إن من المتوقع أن يشارك الحلفاء الخليجيون للمملكة بمنظمة أوبك وهم الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت في أي خفض للإنتاج إذا تم التوصل إلى اتفاق.

وذكرت المصادر أن السعودية أكبر منتج في أوبك ستتحمل الخفض الأكبر.

ويمكن أن يعتبر هذا العرض تحولا في موقف الرياض التي قادت سياسة أوبك الحالية في عام 2014 من خلال رفض خفض الإنتاج منفردة لدعم الأسعار وآثرت الدفاع عن الحصة السوقية في مواجهة المنافسين خصوصا أصحاب التكلفة المرتفعة.

وأدى هبوط أسعار النفط إلى ما بين 30 و50 دولارا للبرميل من 115 دولارا للبرميل في يونيو 2014 إلى تعزيز الطلب العالمي على النفط وانخفاض الإمدادات المرتفعة التكلفة كتلك القادمة من الولايات المتحدة.

لكن الاستراتيجية السعودية أحدثت صدعا في أوبك التي واجه أعضاؤها الأفقر أزمة في الموازنة واضطرابات. واضطرت الرياض وحلفاؤها الخليجيون لترشيد نفقاتهم بعد عشر سنوات من الإنفاق العام السخي.

ومع اشتداد المعاناة من تدني أسعار النفط وتزايد الضغوط على المالية العامة السعودية لمحت الرياض وطهران إلى استعدادهما لإبداء المزيد من المرونة من أجل دعم الأسعار.

مع ذلك انهارت المحاولة الأولى للتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن الإنتاج في أبريل عندما أصرت الرياض على مشاركة طهران. وقالت إيران إنها لن تنضم إلى أي اتفاق من هذا القبيل حتى تستعيد حصتها السوقية وتعزز الإنتاج إلى مستويات ما قبل العقوبات البالغة نحو أربعة ملايين برميل يوميا.

وسيجتمع أعضاء أوبك على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم منتجين ومستهلكين في الجزائر خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر. وستحضر روسيا غير العضو بالمنظمة المنتدى أيضا.

وتحولت أسعار النفط للارتفاع خلال تعاملات أمس، متجهة لتحقيق مكاسب أسبوعية، عقب ورود أنباء عن استعداد السعودية لخفض إنتاجها من الخام، إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج هذا العام.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» القياسي تسليم نوفمبر بنسبة 0.8 في المئة إلى 48.02 دولاراً للبرميل، في تمام الساعة 02:16 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

كما ارتفع خام «نايمكس» الأميركي بنسبة 0.2 في المئة إلى 46.39 دولارا للبرميل.

وكانت الأسعار انخفضت متأثرة بموجة بيع عقب صعود قوي على مدى جلستين، وفي ظل حالة من الحذر قبل اجتماع لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في الجزائر لبحث التعاون المحتمل بشأن الإنتاج بهدف كبح تخمة المعروض العالمي.

وبحلول الساعة 0648 بتوقيت غرينتش جرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة بسعر 45.98 دولارا للبرميل بانخفاض 34 سنتا أو 0.7 في المئة عن سعر الإغلاق السابق.

وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 25 سنتا أو 0.5 في المئة إلى 47.40 دولارا للبرميل.

وقال تجار إن هذه الانخفاضات ترجع في الأساس إلى مؤشرات فنية وضغوط بيعية عقب المكاسب القوية التي حققتها أسعار الخام في الجلستين الماضيتين.

وربما يرجع انخفاض الأسعار أيضا إلى زيادة إمدادات المعروض من الخام حيث يتجاوز الإنتاج العالمي بالفعل حجم الاستهلاك منذ منتصف 2014.

وقد تسعى أوبك مجددا للتوصل إلى أول اتفاق على كبح الإنتاج منذ عام 2008 خلال الأسبوع المقبل، حين تعقد المنظمة اجتماعا غير رسمي في الجزائر.

الرياض مستعدة لخفض الإنتاج إلى مستويات أدنى بلغها في وقت مبكر من هذا العام
back to top