كان الفنان محمود عزب أحد أبرز نجوم فن المونولج، ورغم ابتعاده عنه، فإنه نجح في الحضور على الخريطة الفنية من خلال تقديمه برنامجه الشهير «عزب شو»، الذي ينتمي إلى نوعية البرامج الساخرة، وجسد من خلاله شخصيات عدة، وقدّم مجموعة مشاهد ساخرة.كذلك يحضر في قائمة نجوم المونولوج فيصل خورشيد، الذي شارك في حفلات تلفزيونية عدة مطلقاً من خلالها نكاتاً كثيرة، ورغم اختفائه لسنوات فإنه عاد للظهور منذ سنوات من خلال برنامجه «كرسي في الكليب»، الذي عرض بنجاح على شاشة «النايل كوميدي».
عادل الفار أيضاً أحد أبرز فناني المونولوج الذين لمعوا في برامج كوميدية وحفلات عدة، كذلك الفنانان الكوميديان وائل علاء وإسلام محيي.بدأ فن المونولوج، بما يتضمنه من نكات مصرية وتقليد كوميدي، يختفي مع تدهور أحوال التلفزيون المصري، وترهله، وترنح إدارته، وإهماله كوادره، فمعظم فناني المونولوج من أبناء هذه الشاشة، ما يجعلنا نسأل: هل تدهور مضمون التلفزيون المصري وتوقف حفلاته التي كانت تحفظ فقرة خاصة للكوميديا من خلال المونولوج والنكات والتقليد سببا اختفاء هذا اللون من الفنون، ومن ثم نجومه؟
فيصل خورشيد
يقول المونولوجيست والفنان الكوميدي فيصل خورشيد إن أبناء جيله من الفنانين يجلسون في المنزل اليوم، بعدما صار الإعلام المصري مجالاً خاصاً يتحكّم فيه رجال الأعمال، فيقررون من يحضر في خريطة برامجهم ومن يُستبعد ولا يستطيع أحد مراجعتهم، وظهر ذلك جليًا مع تراجع دور التلفزيون المصري وتوقف حفلاته.ويضيف: {قدمنا أعمالاً أسعدت الشعب المصري من خلال البرامج والمونولوجات، خصوصاً في ظل تولي أسامة الشيخ قطاع القنوات المتخصصة الذي تبنى مجموعة أفكار جديدة قدمناها بحماسة، لذا أناشد المسؤولين أن يعيدوا هذا الفن إلى مجده من خلال تسليط الضوء عليه مجدداً}.وتابع المونولوجيست الشهير حديثه: {أوجه رسالة إلى أصحاب القنوات الفضائية أن يعيدوا تقديم هذا الفن للجمهور، لأنه لا يزال محتفظاً برونقه، لكن الفجوة بين الجمهور والفنانين تؤدي إلى نسيان نجومه، ومن ثم يتوارى هذا اللون ويدخل دوائر الغياب. كذلك القيمون على الحفلات الغنائية لا بد من أن ينظروا إلى هؤلاء الذين كانت لهم بصمتهم الخاصة، وكثيراً ما أسعدوا الجماهير.ويشير إلى أن {فضائيات كثيرة تظنّ أنها تعمل على إسعاد الجمهور فتستضيف الأطياف كافة، حتى من ليست لهم علاقة بالضحك وتتجاهلنا رغم أننا كنا يوماً مصدر البهجة والسعادة}.أما عن الحضور في الأعمال الفنية كممثل، فيؤكد خورشيد أنه يُعرض عليه فعلاً الحضور في بعض هذه الأعمال، إلا أنه يرفضها كونها لا تليق بتاريخه.محمود عزب
كان الفنان الكوميدي والمونولوجيست محمود عزب أكّد في تصريحات سابقة أنه لا يزال ينتظر العمل الذي يوافق عليه التلفزيون أو شركات الإنتاج للعودة إلى الشاشة، مؤكداً أن لدى الجيل الجديد من الكوميديين أفكاراً جديدة، وهو شخصياً يتابعهم وسعيد بهم وبما حققوه من نجاح.وجهات نظر
تقول الناقدة ناهد صلاح إن الفن نتاج المجتمع، والمونولوج واكب زمناً محدداً حضر فيه كل من محمود شكوكو وإسماعيل ياسين وغيرهما، وكان يطرح آنذاك قضية ويناقشها بشكل ساخر كما جاء في «السعادة» لياسين. وأحد التغيرات التي شهدها المجتمع توقف هذا الفن، أو يمكن القول إن الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات استبدلت به، وهي تعبّر عن طبقة كبيرة من المجتمع المصري اليوم، واستغلها صانعو السينما والدراما وأصبحت جزءاً من طبيعة الواقع المصري.أما مدير شبكة قنوات «النهار» الإعلامي ألبرت شفيق فيؤكد أن طبيعة الإعلام ومواده تختلف باستمرار للمتغيرات التي يشهدها المجتمع وتطرأ على الساحة، مشيراً إلى أنه حتى على مستوى الكوميديا نفسها ثمة اختلاف، فكوميديا إسماعيل ياسين مثلاً لا تشبه كوميديا محمد هنيدي، لأن العصرين مغايران، لذلك نجد جيلاً جديداً من نجوم الكوميديا حلّ مكان أبطال المونولوج والكوميديا الساخرة.ويضيف شفيق أن تطور المجتمع والإعلام عزّز لمجموعة من الشباب فرصة فرض أنفسهم من خلال أفكارهم المتجددة والمواكبة للعصر، وأبرزهم أحمد أمين وأكرم حسني، ومن قبلهما باسم يوسف، وهو تغيّر في شكل السخرية سحب البساط من تحت أقدام المونولوج الذي تصدّر المشهد في سنوات سابقة.