وسط استنفار أمني، ينطلق العام الدراسي في الجامعات والمدارس المصرية رسميا اليوم، حيث يعود 19.5 مليون طالب وطالبة الى الدراسة.

وانتهت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية بالتنسيق مع مسؤولي وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، من مراجعة خطط تأمين الجامعات والمدارس، وترتكز خطط التأمين على إقامة نقاط أمنية ثابتة بالقرب من مجمعات المدارس، فضلا عن وجود دوريات أمنية متحركة لتأمين دخول الطلاب وخروجهم من المدارس والجامعات.

Ad

وقال وزير التربية والتعليم، الهلالي الشربيني لـ "الجريدة"، إن "الوزارة مستعدة للعام الدراسي الجديد، وتعمل على تجاوز أخطاء الفترة الماضية"، مؤكدا أن هناك "خطة تطوير داخل الوزارة، وأنه تم تفعيل أدوات الرقابة على المدارس"، وشدد على جاهزية المدارس لاستقبال الطلاب.

في المقابل، وبينما قالت محافظة القاهرة، في بيان أمس، إن عددا من المدارس غير مؤهل لاستقبال الطلاب في بعض الإدارات التعليمية بالمحافظة، أكد الخبير التربوي كمال مغيث لـ "الجريدة"، أن مدارس عدة غير مؤهلة، متهما خطة وزارة التعليم بعدم الواقعية، وأن هناك أزمات عالقة منها مشكلة كثافة الفصول، وعدم حل أزمة أجور المعلمين المتدنية، وعدم توفير الكتب المدرسية قبل انطلاق الدراسة.

ضحايا الهجرة

في غضون ذلك، لاتزال تداعيات كارثة غرق مركب هجرة غير شرعية، بالقرب من سواحل محافظة البحيرة المصرية الأربعاء الماضي، متواصلة، إذ قالت وزارة الصحة المصرية إن عدد الضحايا ارتفع إلى 148 شخصا، بعد انتشال 60 جثة جديدة، أمس، فيما بلغ عدد الناجين 163 شخصا، ولاتزال عمليات البحث جارية للبحث عن ضحايا آخرين.

وعاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى القاهرة صباح أمس، قادما من نيويورك الأميركية، بعد زيارة استغرقت 5 أيام، شارك خلالها في اجتماعات الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما تواصل الغزل السياسي بين الرئيس المصري والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بعد حديث الأخير عن أن السيسي "رجل رائع".

رد ترامب أمس أمس الأول، على تصريحات السيسي الأربعاء الماضي، التي وصف خلالها المرشح الجمهوري بأنه سيكون "قائدا قويا بلا شك"، قائلا في تصريحات لقناة "فوكس" الإخبارية إن السيسي "رجل رائع"، والاجتماع بينهما كان مثمرا جدا، وأشاد بـ "الكيمياء" التي شعر أنها تجمعه مع السيسي أثناء لقائهما، في إطار استقبال السيسي لترامب ومنافسته الديمقراطية كلينتون على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الاثنين الماضي.

وبدا حديث ترامب محرجا للقاهرة التي أعلنت التزامها الحياد بين المرشحين الأميركيين، خاصة أن المرشح الجمهوري المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، واصل امتداح السيسي بعد انقضاء ثلاثة أيام على لقائهما، بينما تبدو علاقة السيسي بكلينتون فاترة.

وأكد مصدر مطلع لـ "الجريدة"، أن القاهرة تتعامل مع من يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة مهما كانت هويته، في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين، وأن مصر تتعامل وفق مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة، دون النظر إلى اسم المرشح، مجددا التزام القاهرة الحياد بين المرشحين الأميركيين.

ووصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة باسم رزق، تصريحات ترامب بـ "الدبلوماسية"، قائلا لـ "الجريدة": "مواقف ترامب واضحة عكس منافسته كلينتون، التي لها توجهات بتأييدها بعض التنظيمات الإسلامية، وخاصة جماعة "الإخوان"، لذا يعتقد البعض أن ترامب ربما يخدم مصالح النظام المصري أكثر من كلينتون".

قمح روسي

وبعد 24 ساعة من تراجع السلطات المصرية عن سياسة منع احتواء واردات القمح على فطر "الإرغوت"، وإعادة العمل بسياسة السماح بنسبة لا تتجاوز0.05 بالمئة من الفطر في القمح، أعلن وزير التموين والتجارة الداخلية المصري محمد علي مصيلحي، وصول 4 عروض إلى هيئة السلع التموينية لتوريد القمح عن المناقصة الأخيرة التي أعلن عنها الأربعاء الماضي.

وقال مصيلحي إنه بعد فض المظاريف بلغت الكمية التي تمت الموافقة عليها ٢٤٠ ألف طن من القمح الروسي، بسعر 178.89 دولارا للطن الواحد، وأنه تم اختيار عرضين من العروض المقدمة، على أن يكون الشحن في الأيام العشرة الأخيرة من شهر أكتوبر المقبل.

يأتي ذلك لينهي أزمة تجارية بين مصر وروسيا، بدأت مع رفض القاهرة استقبال شحنة قمح روسي في وقت سابق لاحتوائها على فطر الإرغوت، ما تسبب في أزمة تجارية بين البلدين، شملت وقف موسكو استيراد موالح وخضراوات مصرية، إلا أن القاهرة عادت وسمحت باستيراد القمح الروسي مع التراجع عن سياسة "صفر إرغوت".

وأكد وزير التموين أن مخزون القمح الحالي يكفي مدة 4 أشهر، ويمكن أن يصل إلى ما يقارب الخمسة أشهر، لافتا إلى أن الوزارة تسعى إلى توفير أقماح أكثر مما يتطلبه الاحتياطي الاستراتيجي، وتابع في مؤتمر صحافي بمقر مجلس الوزراء أمس الأول، "سيتم خلال الفترة المقبلة تعويض الفترة التي تم تأخيرها من خلال جدول لتشغيل جميع الموانئ المصرية لاستقبال المزيد من الأقماح".

في الأثناء، وبينما قال مصدر أمني إن الحملة الأمنية لقوات الجيش في مدن شمال سيناء حتى فجر أمس، أسفرت عن مقتل تكفيريين اثنين، تستعد القوات المسلحة لترتيبات الذكرى الثالثة والأربعين لانتصار المصريين على العدو الإسرائيلي في 6 أكتوبر 1973، من خلال احتفالية كبيرة يشارك فيها الرئيس السوداني عمر البشير، وعلمت "الجريدة" أن الرئيس السيسي سيدشن حزمة مشروعات خلال الشهر المقبل بالتزامن مع الاحتفالات.