حصة الصباح: نقدم رسالة تنويرية ونشجع تذوق الفنون

أكدت أن دار الآثار الإسلامية تهدف إلى مخاطبة كل فئات المجتمع

نشر في 25-09-2016
آخر تحديث 25-09-2016 | 00:04
شكَّلت دار الآثار الإسلامية، ضمن أدوار متعددة، حاضنةً على مستوى عالمي، حيث امتد نشاطها ليشمل مناحي ثقافية متنوعة كوَّنت بمجمل قطعها لوحةً فسيفسائية يتزين بها الوسط الثقافي الكويتي.
تعنى دار الآثار الإسلامية برعاية التحف والآثار التي تضمها مجموعة (الصباح الأثرية)، فقد قدمت الدار إرثا حضاريا انسانيا ثقافيا ليكون مرجعا تستقي منه الأجيال القادمة ما يربطها بالماضي، ومثلت تاريخا طويلا أنتجته البشرية على مدى قرون عديدة.

وحرصت دار الآثار الإسلامية طوال أكثر من ثلاثة عقود على اقتناء تحف وآثار تعود إلى حقب عدة من التاريخ الإسلامي، وما قبل ذلك، مبادرة إلى رعاية الفن الإسلامي بشكل خاص باهتمام شخصي من وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح والجهود الحثيثة للمشرف العام للدار الشيخة حصة صباح السالم الصباح.

الفعل الثقافي

وفي هذا الصدد، قالت المشرف العام للدار الشيخة حصة الصباح إن الدور الثقافي الذي تقوم به الدار يشمل كل ما يختص بالفعل الثقافي في دولة الكويت.

وأضافت الصباح أن من أهم أهداف الدار نشر الوعي الآثاري والحضاري والإنساني، وتشجيع تذوق الفنون من عصور الإسلام المختلفة، وإظهار إبداعات حضارة بلاد المسلمين منذ إنشائها في بداية ثمانينيات القرن الماضي، من خلال عرض "مجموعة الصباح الأثرية" في مبنى المتحف الوطني، إضافة إلى إنشائها لمكتبة تراثية متخصصة تحوي أكثر من 7000 كتاب ومخطوط.

بعثات كويتية

وأكدت أن رسالة الدار التنويرية لم تقتصر على مجرد بسط الثقافة والمعرفة، بل ترجمة هذا الوعي ميدانياً على أرض الواقع من خلال إيفاد بعثات كويتية متدربة، بمساهمة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للمشاركة في التنقيب عن الآثار مع فرق عالمية مرموقة.

وأفادت بأنه تم في هذا الصدد تشكيل أول بعثة تنقيب عربية بالتعاون مع خبراء من بريطانيا ومصر، في بعثة تنقيب مشروع حفائر "البهنسا" بصعيد مصر، الذي تواصلت أعماله لموسمين متتاليين، فضلاً عن إصدار دراسة عن نتائج هذا المشروع.

وأضافت أن للشباب والناشئة نصيباً وافراً من اهتمام دار الآثار الإسلامية التي أولت هذه الفئة من المجتمع الرعاية التي تستحقها من أنشطتها وبرامجها والورش التعليمية المتنوعة والمختارة بعناية فائقة، وعلى أيدي اختصاصيين في مجالي الطفولة والشباب.

موقع متميز

وعن اختيار مبنى مستشفى الإرسالية الأميركية أو (المستشفى الأمريكاني) ليكون مركزاً للدار أفادت الشيخة حصة الصباح بأنه نظراً لما يتمتع به من موقع جغرافي متميز على شارع الخليج العربي بجوار مبنى مجلس الأمة ومقابل الكنيسة الإنجيلية فقد تم هذا الاختيار كإشارة رمزية إلى أحد أهم الملامح التي تميز بها المجتمع الكويتي وهو التسامح الديني وحرية الدين والمعتقد. ولفتت إلى أنه سيكون في الوقت ذاته راصداً لما يدور في الحقل السياسي والحياة الديمقراطية في البلاد.

وأضافت أن الاختيار كان أيضا لما يملكه المستشفى من موقع واطلالة على ساحل الخليج العربي الزاخر بأهازيج أهل البحر القدماء الذين مخروا عباب البحر بحثا عن الرزق، متسلحين بإرادة قوية ترفض التقاعس وتدعو إلى البحث في الأفق عن مجد يخلده التاريخ لهذا البلد.

معارض دولية

وشاركت دار الآثار الإسلامية كامتداد لرسالتها الثقافية العالمية في العديد من المعارض الدولية، منها معرض "الإسلام فن وحضارة"، في السويد عام 1985 ومعرض "كنوز الفن الإسلامي" في جنيف عام 1985، ومعرض "الهند فن وحضارة" في متحف المتروبوليتان للفن في نيويورك من العام نفسه.

كما أقامت الدار معرض "السلطان سليمان القانوني" في واشنطن عام 1987، ومعارض "العلوم والحضارة العربية الإسلامية" و"أوائل المطبوعات الأوروبية والحضارة الإسلامية" و"السجاد هدية الشرق" في فرنسا عام 1989، ومعرض "رومانسية تاج محل" في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1989.

معارض متجولة

ونظمت بعد ذلك معارض خاصة لبعض تحف الدار، وهو ما أطلق عليه "المعارض العالمية المتجولة"، كان أولها بعنوان "الفن الإسلامي ورعايته... كنوز من الكويت" الذي عرض 107 تحف من المجموعة خارج الكويت في متحف الهرميتاج في الاتحاد السوفياتي آنذاك في عام 1990، وقد طاف هذا المعرض أرجاء كثيرة من العالم.

ثم أقامت الدار المعرض العالمي المتنقل الثاني بعنوان "ذخيرة الدنيا... فنون الصياغة الهندية في العصر المغولي"، أما المعرض الثالث فكان "الفن في الحضارة الإسلامية" الذي أقيم في كل من ميلانو عام 2010 وفيينا عام 2011 وعرض 368 تحفة من تحف المجموعة، ثم حط الرحال في المتحف الوطني في سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية عام 2013، والآن يحط رحاله في العاصمة الإيطالية روما.

وتقدم الدار موسما ثقافيا سنويا يعتبر الأكبر في البلاد، إذ يمتد لتسعة أشهر، انطلاقا من شهر سبتمبر وحتى مايو تستضيف خلاله نخبا وكوادر كويتية وعربية وعالمية تساهم في إثراء المشهد الثقافي الكويتي.

مركز الأمريكاني الثقافي

تتخذ دار الآثار الإسلامية حاليا مبنى مستشفى الإرسالية الأميركية الذي يسميه الكويتيون "المستشفى الأمريكاني"، مقرا لها ليحتضن المعارض والتحف والمقتنيات، حيث تم ترميم المبنى الأصلي وتزويده بكل التقنيات الحديثة، وإنشاء مسرح بداخله تقام فيه المسرحيات والأمسيات الثقافية والموسيقية والغنائية التي عادة ما تغص مدرجاته بالجمهور الشغوف المحب للفنون الجميلة.

واحتضن المبنى عددا كبيرا من المعارض والأنشطة الثقافية منها معرض "روائع الشرق القديم... تحف أثرية من مجموعة الصباح الأثرية"، ومعرض "الكويت في الشرق القديم" ومعرض "الذكر المكنون في عالم الفنون... آيات من الذكر الحكيم في أعمال فنية"، كما شهد عددا من الورش الثقافية والمحاضرات.

واستضاف المركز أحد أهم معارض الدار وهو معرض "ذخيرة الدنيا... فنون الصياغة الهندية في العصر المغولي" الذي عرض أكثر من 500 تحفة من مجموعة الصباح الأثرية، والذي طاف بين 11 عاصمة حول العالم.

ويحتوي ما يطلق عليه "مركز الأمريكاني الثقافي" على محترف تعليمي وتدريبي، ومعرض "قصة الأمريكاني" وهو عرض سمعي وبصري يحكي تاريخ مستشفى الإرسالية الأميركية والرعاية الصحية في الكويت منذ نشأتها.

ويضم المركز مختبراً لصيانة وترميم التحف الأثرية، ويعنى بتدريب كوادر من الباحثين، فضلاً عن تدريب متطوعين في البرامج المختلفة للدار.

ومع توسع أعمال الدار وأنشطتها الثقافية والفنية والمختصة أضافت الدار مبنى في منطقة اليرموك تابعا لها افتتح منذ قرابة العامين وفق أحدث طراز ليكون مركزا ثقافيا بتصميم حديث أخاذ يضم عددا من القاعات لإقامة الندوات والمعارض، ومسرحا جميلا احتضن مجموعة من الأمسيات الثقافية والموسيقية والغنائية خلال مواسم الدار الثقافية السنوية.

ومن المنتظر أن يتم قريباً الانتهاء من انجاز مبنى جديد للدار في منطقة الشعب (على شارع الخليج العربي)، ليكون حلقة جميلة جديدة في عقد مباني الدار التي تزين العنق الثقافي الكويتي وتبرزه على الخريطة الثقافية العالمية.

إنجاز مبنى جديد للدار في منطقة الشعب قريباً

الدار نظمت معارض عالمية متجولة في دول أجنبية متنوعة

الموسم الثقافي لدار الآثار يمتد تسعة أشهر من سبتمبر إلى مايو
back to top