قدمت فرقة المسرح الكويتي عرض "السلطة الخامسة" مساء أمس الأول، على خشبة مسرح الدسمة، ضمن فعاليات مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية"، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب، من تأليف وسينوغرافيا فيصل العبيد، وإخراج سعود القطان، وبطولة الفنانين عبدالمحسن القفاص، سامي بلال، إسماعيل سرور، نسرين، محمد طاحون، محمد عاشور، وموسيقى محمد الزنكوي، وديكور وأزياء محمد الرباح.

وتدور أحداث العرض حول أحد ضباط المباحث، وجسد دوره الفنان عبدالمحسن القفاص، الذي يحقق في جريمة قتل داخل إحدى الفرق المسرحية، التي تضم ممثلين يظهرون بأسمائهم الحقيقية "نسرين وسامي بلال ومحمد طاحون"، وينطلقون إلى خشبة المسرح من وسط الجمهور فيما يعرف بكسر الجدار الرابع، وهو الأسلوب الفني الذي اهتم به المسرحي "بريخت"، بهدف كسر الجدار الوهمي بين الجمهور والعرض المسرحي باعتبار أن المتلقي جزء من العرض ومستقبل ومتفاعل مع الحدث المسرحي.

Ad

وهذا هو الأمر الذي تحقق في أجزاء كثيرة من العرض، عندما ناقش قضايا واشكاليات عديدة على مستوى الواقع السياسي والاقتصادي، من حيث غلاء أسعار البنزين والاختلاسات والواقع الاجتماعي "سيطرة السوشيال ميديا"، والواقع الفني من خلال نقد ذاتي لآلية المهرجانات المسرحية وما يثار فيها على مستوى النقد، والذي يحمل الكثير من المفردات و"الاكليشيهات" الجاهزة سلفاً والمكررة، مثل "عرض متشظي" و"عرس مسرحي" وكذلك نقد آخر للدراما التلفزيونية النمطية، وسعي بعض الفنانين إلى النجومية والشهرة بدون هدف أو مضمون حقيقي يسعون إليه، حتى يجد الفنانون أنفسهم في مواجهة حقيقية أمام القاضي بسبب اتهامهم بجريمة القتل.

وفي نهاية العرض نكتشف أن الضابط المحقق فارغ العقل، ويردد كلمات واتهامات لا يعي معناها، ثم نكتشف أن القتيل ما هو إلا دمية مسرحية استعان بها فريق العمل في المسرح من أجل تقديم عرض فني.

لكن الضابط يصر على تحويل الفنانين إلى المحاكمة، ورغم دفاعهم عن براءتهم وامتلاكهم سلطة خامسة، لكنها وهمية الهدف منها إصلاح المجتمع الذي يعيشون فيه، وتأكيدهم على أنهم يمثلون القتل، لكنهم ليسوا قتلة حقيقيين، ويمثلون الظلم لكنهم لا يظلمون لكن القاضي يحكم في النهاية بإعدامهم، في إشارة إلى اغتيال قيمة الفن في المجتمع وسيطرة السطحية والسذاجة والطرح الهابط.

أسلوب كوميدي

أدى الفنانون أدوارهم بأسلوب كوميدي لكنهم في بعض الأحيان ذهبوا إلى مناطق غير مرغوب فيها، ولم يلتزموا بالذائقة المسرحية للجمهور، كما بدا العرض مترهلا في بدايته من حيث أداء الممثلين والتكرار في الحوار وعدم التصاعد الدرامي إلا من بعض الثرثرة، لكنه جنح إلى التماسك والتكثيف في نهايته.

وجاءت الأزياء بسيطة ومعبرة عن الواقع الفعلي للممثلين وكذلك الديكور البسيط الذي عكس حياة الفنانين في كواليس العمل فوق الخشبة المسرحية وفي أحد جوانبها ملابسهم وأكسسواراتهم، كما تميز العرض ببعض اللوحات الفنية التي تعتمد على الأداء الحركي واستخدام الموسيقى المعبرة عن الأحداث.