بشر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، مساء أمس الأول، بقرب بدء عملية محاصرة الموصل ثانية أكبر مدن العراق "خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، تمهيداً لتحريرها من مقاتلي تنظيم "داعش".

وقال فالون بعيد زيارة إلى العراق استمرت ثلاثة أيام "رغم أن الموصل مدينة كبيرة ومعقدة، إلا أنها ستسقط وستسقط قريبا جداً"، مشيرا إلى أن القوات العراقية بدأت التحرك إلى منطقة تجمع استراتيجية تحضيرا للهجوم.

Ad

وتوقع الوزير البريطاني "طرد التنظيم خلال الأشهر القليلة المتبقية من العام الحالي والعام المقبل".

ويسيطر التنظيم المتطرف على الموصل منذ يونيو 2014، وهي أول مدينة يسيطر عليها قبل أن يجتاح شمال وغرب البلاد.

ومنذ مايو الماضي، بدأت الحكومة العراقية في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها، كما تقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة التي تعد المعقل الرئيس لمسلحي التنظيم قبل نهاية العام الحالي.

معركة وأهمية

وفي وقت سابق، ألمح مسؤولون أميركيون كبار إلى أن معركة الموصل قد تبدأ أكتوبر المقبل. لكن قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على المدينة، هناك سلسلة من التعقيدات العسكرية والسياسية والإنسانية تشكل تحديات شتى.

دفاعات داعشية

في المقابل، أفاد مصدر محلي في مدينة الموصل، بأن عناصر "داعش" نصبوا نقاط تفتيش وكتلاً خرسانية في شوارع المدينة تحسباً للمعركة المقبلة، مشيراً إلى أن التنظيم استكمل حفر الخنادق التي بدأ بإقامتها قبل أشهر جنوب وغرب المدينة، وملأها بالنفط مع إقامة سواتر ترابية بعلو ستة أمتار.

وقال المصدر إن "عناصر داعش نصبوا حواجز في شوارع الموصل الداخلية المؤدية إلى الشوارع الرئيسة الخارجية لعزل مناطق بعينها".

المالكي وزيباري

إلى ذلك، رفض رئيس ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، أمس، في بيان على لسان مكتبه الإعلامي، تصريحات وزير المالية المقال هوشيار زيباري التي اتهم فيها الأول بالوقوف وراء إقالته.

وعلق مكتب المالكي على الاتهامات بالقول: "المالكي يتقبل الشتائم حتى يحذف آخر فاسد من العملية السياسية"، وأضاف: "المالكي صرح مرات عديدة بأنه ليس لديه أي طموح أو غرض شخصي أو حزبي ضد أي أحد".

وتابع المكتب أن "الاتهام الذي وجهه زيباري للمالكي بقوله إن المالكي يقف خلف إقالتي يبعث على الحيرة، فكيف يكون سببا في إقالته والكتلة الدعوية التي يرأسها لا تزيد على 50 نائبا في أعلى درجات الحضور، فيما كان عدد النواب الذين صوتوا على إقالته 158 نائبا؟".

وأضاف في بيان أن زيباري سعى للدفاع عن نفسه أمام الصحافيين بتوجيه اتهامات لرئيس أكبر كتلة برلمانية استجوبه أحد أعضائها فيما كان الأولى به أن يدافع عن موقفه أمام مجلس النواب.

وكان عضو ائتلاف دولة القانون فؤاد الدوركي اعتبر، أمس الأول، التصريحات التي اتهمت دولة القانون بالوقوف وراء إقالة زيباري "دليلا على إفلاس الكرد الداخلي".

عزل سياسي

في هذه الأثناء، اعتبر شيوخ العشائر العربية في محافظة نينوى، أمس، قرار إقالة وزير المالية المنتمي للكتلة الكردية محاولة لـ"حماية المفسدين".

وقال الشيخ محسن نايف الجربا، في مؤتمر عقده مع شيوخ عشائر نينوى في محافظة دهوك، إن "قرار إقالة زيباري من منصبه لم يكن موفقا"، معتبراً القرار "سياسياً ومحاولة لحماية المفسدين".

قتال الحشد

في غضون ذلك، توقع الأمين العام لمجلس العشائر العراقية السنية، يحي سنبل أن "تخوض عناصر العشائر السنية مواجهات لطرد عناصر الحشد الشعبي الشيعي التي تتحرك بأمر من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في مرحلة ما بعد داعش".

وأضاف سنبل، أن "العراق يمر بمفترق طرق ومنعطف خطير، فإما أن تترك الحكومة المركزية سياسة الإملاءات وقطع الأزراق وتهميش الأوضاع، وأن تعلن عن إدارات محلية سواء على شكل أقاليم أو محافظات بصلاحيات مطلقة، وإما أن يقرر الشعب مصيره بالوقوف في وجه هذا السكوت الحكومي".

مقتل 12 شخصاً

في السياق، أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين، أمس، مقتل 12 شخصاً في هجوم مسلح تلاه تفجير انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف موكب قائد شرطة صلاح الدين ومسؤولاً محلياً قرب نقطة تفتيش، شمالي تكريت (170 كم شمال بغداد).

وأصيب 23 آخرون بجروح في الهجوم الذي نفذ بسيارتين مفخختين وثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، وجاء بعد يومين من استعادة القوات العراقية السيطرة على الشرقاط آخر مدن المحافظة التي كانت تحت سيطرة "داعش".

عودة نازحين

على صعيد آخر، أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في كركوك، أمس، عن عودة مجموعة من نازحي قضاء القيارة شملت 250 عائلة إلى منازلها، بعد أن كانت قد فرت إلى كركوك في يونيو عام2014.

فيديو «جحيم المرتدين» قديم

لا مجزرة جماعية جديدة... والمشاهد تعود إلى «سبايكر»

أصدرت خلية الإعلام الحربي في العراق، التابعة للجيش العراق، بيانا أمس نفت فيه قيام تنظيم "داعش" بمجزرة جديدة بحق 100 جندي عراقي في منطقة النباعي شمال بغداد.

وأكد البيان أن الفيديو الذي يحمل اسم "جحيم المرتدين"، ونشر في عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والدولية، نقلا عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، هو بالفعل إصدار جديد لتنظيم "داعش"، لكنه يحتوي على مشاهد وأحداث قديمة تعود إلى عام ٢٠١٤ ضمن ما يعرف بـ "مجزرة سبايكر"، التي قتل خلالها التنظيم الإرهابي حوالي 1600 جندي عراقي في قاعدة سبايكر في صلاح الدين.

وقالت الخلية إن "داعش بدأ بإعادة إنتاج مواد قديمة بإنتاج جديد ويصدرها على أنها حوادث جديدة".