إسكندر لـ الجريدة•: «بناء الكنائس» حوَّل الأقباط إلى طائفة

نشر في 25-09-2016
آخر تحديث 25-09-2016 | 00:00
No Image Caption
كشف المفكر القومي والقيادي في حزب «الكرامة» أمين إسكندر، أن المصلحة المشتركة بين الكنيسة المصرية وأجهزة الأمن، هي التي تقف وراء الاتفاق على قانون «بناء وترميم الكنائس» الذي وافقت عليه الكنيسة، على الرغم من تحويله الأقباط إلى طائفة، لأول مرة في تاريخ مصر الحديث. وأضاف إسكندر، خلال حوار مع «الجريدة»، أن الدولة قايضت الأقباط بمنح الكنيسة بعض الصلاحيات، مقابل الدعم الكامل للنظام... وفيما يلي نص الحوار:
• بعد موافقة الكنيسة الأرثوذكسية على قانون "بناء الكنائس" المثير للجدل، أصدر البابا تواضروس بياناً لتأييد السيسي في نيويورك... كيف ترى ذلك؟

- للأسف، القانون عودة لاستخدام تعبير "الطائفة"، الذي كان مستخدماً قديماً، ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث، تعود السلطات إلى استخدام تعبير "الطائفة" مع المسيحيين، وهذا القانون يمنح السلطة لأجهزة الأمن، وهذه "مصلحة" لرجال الكهنوت في الكنيسة، وتم اعتماد ذلك في عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أنت تتحدث عن مسيحيين بصفتهم "أقباطا"، لا مواطنين، وهم في هذه الحالة يقعون تحت مسؤولية رئيس الطائفة وهو البابا.

• تقصد أن هناك مصلحة مشتركة بينهما؟

- نعم، يتم اللجوء إلى البابا عند تعيين وزير أو أثناء الانتخابات، فهناك مصلحة مشتركة بين أجهزة الدولة الأمنية والكنيسة المصرية، والكنيسة تأخذ المقابل لتأييدها "السيسي" في 30 يونيو 2013، يا سيدي أنت تتحدث عن دولة المقايضات، تترك للكنيسة التوسع في السلطة الروحية بالنسبة للأقباط، ثم تمثلهم سياسياً وتتحدث باسمهم، وترسل وفداً كنسياً لتأييد "السيسي" في نيويورك.

• هل تعتقد أن ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق يؤدي إلى الانفجار... ومتى؟

- ارتفاع الأسعار وتقليص القوة الشرائية للجنيه المصري، خاصة عند الطبقات والشرائح الفقيرة، يزيد الغضب في الشارع، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن ينتج ثورة، لكنه يسبب انحسار شعبية الرئيس، لأكثر من النصف، بسبب غلاء الأسعار، وقضايا مثل جزيرتي "تيران وصنافير"، وتراجع الحريات، فالمصريون أمام مشهد معقد، يخافون من سيناريو سورية وليبيا ويخشون- في الوقت نفسه- على الدولة المصرية، ويريدون الاستقرار، وهذه النقطة بالذات تستغلها الأجهزة الأمنية، لكن في كل الأحوال، الانفجار المقبل لن يخرج من الطبقة الوسطى، ولكنه سيكون "ثورة المهمشين"، الذين يبدأون الغضب بالتدمير والسرقة.

• هل يمكن أن تكون مبادرة "عصام حجي" للرئاسة بديلاً للوضع القائم؟

- لا، لأن شعب مصر لا يؤثر فيه من يأتي من الخارج، ومبادرة عصام حجي ليست جديدة، فالمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي تحدث عن بديل وطني وسياسات بديلة، لكن إحداث التغيير يتطلب التراكم، وحتى الآن لم يحدث هذا التراكم، خاصة أن الناس انسحبت بدرجة مخيفة من المجال السياسي، لأنها شعرت بأنها (استُخدِمَت) من الإخوان المسلمين، الذين تبين أنهم اتفقوا مع المجلس العسكري، ووزير العدل الأسبق المستشار محمود مكي اعترف بذلك، كما أن ثورة 30 يونيو 2013، تمت السيطرة عليها أيضاً، على الرغم من أنها كانت تضم جبهة واسعة من أجهزة الدولة والشعب.

• كيف رأيت موقف الحكومة من القضاء في قضية "تيران وصنافير"؟

- أنت تتحدث عن قرار فردي للرئيس، فلا أحد يعلم من استشار الرئيس السيسي ولا أحد يعرف من هم مستشاروه السياسيون والاستراتيجيون أصلاً، أنت أمام مساحة من الظلام والعتمة، على كيفية صناعة القرار، وفي ظل هذه العتمة خرجت اتفاقية "سعودية الجزيرتين"، وحكم القضاء في المسألة، بمثابة صفحة بيضاء وناصعة في تاريخ القضاء المصري، لكن الملعب لايزال مفتوحاً للصراع على هذه القضية، ففي حين تتمسك الحكومة بإعطاء الجزيرتين هدية للمملكة العربية السعودية، ومعها بعض أبواق الدعاية الفاسدة، أعتقد أن الشعب المصري لن يرضخ، وأن السلطة ستدفع ثمناً فادحاً بسبب موقفها من هذه القضية.

back to top