دمار هائل في «حلب الشرقية» ومعركة طاحنة في «حندرات»

الأسد وحلفاؤه استخدموا قنابل فوسفورية وارتجاجية... وضغوط غربية على موسكو للعودة إلى الهدنة

نشر في 26-09-2016
آخر تحديث 26-09-2016 | 00:05
شبان سوريون يتفقدون أمس شارعاً في حي القاطرجي شرق حلب الذي تعرض لدمار كبير (رويترز)
شبان سوريون يتفقدون أمس شارعاً في حي القاطرجي شرق حلب الذي تعرض لدمار كبير (رويترز)
استيقظت أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية معارضة على دمار هائل بعد أن تعرضت لأعنف غارات منذ بداية النزاع السوري، حسبما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ساد هدوء نسبي مدينة حلب أمس بعد 3 أيام من القصف الجوي الوحشي غير المسبوق، في إطار هجوم واسع أعلنته قوات نظام الرئيس بشار الأسد، وهددت أنه يشمل تدخلا بريا، لكن تبين، على ما يبدو، أنه مجرد تهويل ومحاولة للتفاوض بالدم، حيث تسعى دمشق وحليفتها موسكو إلى انتزاع أي مكاسب من واشنطن التي تعيش ارتباكا سياسياً مع قرب انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما.

وخلف القصف الجوي الوحشي مشاهد مروعة، واستيقظت الأحياء الشرقية لحلب على دمار كبير.

وأسفرت الضربات الجوية المتواصلة على حلب منذ ثلاثة أيام عن مقتل 300 شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء دفنوا تحت أنقاض المباني المدمرة خلال الغارات.

وأكد أحمد حجار، الذي يقطن حي الكلاسة ويبلغ من العمر (62 عاما) لوكالة فرانس برس: "لم تتوقف الضربات طوال ليل السبت- الأحد"، مضيفا: "لم تغمض عيني قبل الرابعة فجرا".

ويروى أحمد أن "قنابل عنقودية" تناثرت قرب مسكنه، لكنها لم تنفجر، مضيفا "أن أحد الجيران قتل بإحداها. لقد رأيته وهو يتعثر بها ثم انفجرت ومزقت جسده. كان المشهد مروعا".

وتحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن "صواريخ جديدة" تسقط على حلب وتتسبب فيما يشبه "الهزة الأرضية".

وتحدث الصواريخ لدى سقوطها تأثيرا مدمرا، إذ تتسبب في تسوية الأبنية بالأرض وبحفرة كبيرة تدمر الملاجئ التي يستخدمها السكان كمأوى تفاديا للضربات.

ويقول أحد سكان باب النيرب أحمد حبوش لـ"فرانس برس": "أنا لا أدري لماذا يقصفنا النظام بهذه الوحشية. اننا محاصرون، وليس لدينا مكان نذهب اليه". وقال مراقبون ان هذه الصواريخ تنتمي الى فئة القذائف الارتجاجية.

بان كي مون

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أمس الاول، انه صدم بالتصعيد العسكري "المروع" في حلب، وقال إن "الاستخدام المنهجي الواضح" للقنابل الحارقة والشديدة القوة في مناطق سكنية قد "يرقى إلى جرائم حرب".

وقال الأمين العام إن حلب "تشهد القصف الأكثر كثافة منذ بدء النزاع السوري"، مضيفا "انه يوم أسود لمدى التزام العالم بحماية المدنيين".

«الغرب»

واعتبر الاتحاد الأوروبي ان الهجمات ضد المدنيين في حلب تشكل "انتهاكا للقانون الانساني الدولي".

وحملت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك في وقت متأخر من مساء أمس الأول بوضوح روسيا مسؤولية استئناف القتال.

وأضاف الدبلوماسيون ان "الصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها في الايفاء بالتزاماتها له حدود".

ونبهت المجموعة إلى أن "المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الدبلوماسية" من أجل إرساء الهدنة.

وعقد مجلس الأمن أمس اجتماعا طارئا بحث الوضع في مدينة حلب.

مخيم حندرات

وقصفت الطائرات الحربية الروسية والسورية أمس مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، الذي يحظى بأهمية استراتيجية على الأطراف الشمالية لمدينة حلب، بينما استمرت المعارك بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة للسيطرة على المخيم الواقع على أرض مرتفعة.

وقال قائد يدعى أبوالحسنين في غرفة عمليات المعارضة، التي تضم الكتائب الرئيسية التي تقاتل لصد هجوم الجيش: "استعدنا المخيم، لكن النظام أحرقه بالقنابل الفوسفورية... تمكنا من حمايته، لكن القصف أحرق عرباتنا".

ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري قوله، إن الجيش السوري يستهدف مواقع "الجماعات المسلحة" في مخيم حندرات.

حماة

إلى ذلك، قال مصدر عسكري سوري، إن الجيش يخوض "معارك ضارية" حول قريتي معان والكبارية في ريف حماة. وكانت فصائل معارضة بينها جماعة "جند الأقصى" المتشددة سيطرت على هاتين القريتين الواقعتين في منطقة قريبة من المعقل الساحلي للأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد.

back to top