دوريات «الداخلية» لم تفلح في احتواء ازدحامات المرور
المواطنون يشكون من تكدس السيارات... ويدعون إلى حلول جذرية للأزمة المتكررة
فشلت وزارة الداخلية أمس في اختبار الازدحام المروري في الشوارع، بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، وكشف الاختناق في الطرقات وأمام المدارس والجامعة، أن دوريات المرور عجزت عن فك التكدس المروري.
تزامنا مع بدء دوامات جميع طلبة المدارس من كل المراحل، إضافة الى طلبة جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والجامعات الخاصة، عاد الازدحام إلى الشوارع، خصوصا عند حلول فترات الذروة، ورغم جهود وزارة الداخلية في انتشار دوريات المرور وتنظيم السير، فإنها لم تمنع تكدس بعض الطرقات بالسيارات، ولكن هذه المرة لا تلبث السيارات طويلا في الازدحام إلا وخرجت وعادت الى ازدحام آخر.فقد أكد بعض المواطنين أن بعض الإشارات الطويلة والطرق الضيقة بين المناطق السكنية، فضلا عن أعمال الصيانة وبناء الجسور وعطل المركبات هي أهم الأسباب التي تسبب الازدحام الخانق، مشيرين الى أن بعض الطرق متهالكة وتساهم في عطل السيارة وأكلمت عامها الأربعين ومازالت لم ترمم، لافتين الى أن انتشار سيارات المرور له مساهمة قليلة في التخفيف من الازدحامات، ولكن له الأثر الأكبر في تنظيم السير، "الجريدة" تحدثت الى مرتادي بعض الطرق وخرجت بالتالي.في البداية، قال أحمد العماني إن المواطنين اعتادوا على ازدحام الطرق بداية كل عام دراسي، كما اعتادوا على التذمر، لافتا الى أن الطرق قديمة المصممة منذ سبعينيات القرن الماضي وازدياد أعداد السيارات هما السبب الرئيس وراء هذه الاختناقات المرورية.
وبين العماني أن هذه الزحمة لن تعالج بلا شك إذا لم تكن هناك دراسات في توسيع الطرق وإنشاء طرق بديلة، إضافة الى تقليل عدد السيارات في البلاد.
ازدحام روتيني
من جانبها، استاءت خديجة العويد من الازدحام المروري الذي وصفته بأنه أصبح روتينا طوال الموسم الدراسي، قائلة إنها طالبة جامعية في السنة الثانية، ودائما ما اعتادت الخروج مبكرا لتضع في حسبانها مثل هذه الازدحامات.وأشارت العويد الى أنه رغم انتشار دوريات المرور، فإنها لم تجد نفعا كثيرا، موضحة أن الطرق متهالكة والبنايات والتحويلات الجديدة ساهمت بشكل كبير في تكدس السيارات، متمنية من جميع المسؤولين عمل دراسات مجدية للتخلص من هذا الروتين المزعج.بدوره، ذكر مسعود الزيد أن الازدحام هذا العام قل كثيرا عن السنة الماضية كمقارنة في بداية العام الدراسي، مبينا أن أغلب الازدحامات يكون نتيجة لسيارات معطلة على الطريق أو حوادث، والمشكلة الكبرى تكمن في الذين يشاهدون هذه الحوادث، متابعا أن المشاهدين يعلقون بالطريق فقط لحبهم للاستطلاع.وبين الزيد أن حديثي السياقة والنساء من أبرز مسببي الاختناقات المرورية، لعدم توعيتهم الكافية بقواعد المرور.دوريات المرور
ومن جهته، قال مساعد العصيمي إن المواطن اعتاد على الزحمة، خصوصا مع بداية العام الدراسي، لافتا الى أن الطرق الضيقة بين المناطق وأعمال الصيانة للجسور والشوارع لعبت دورا في زيادة الاختناقات المرورية، فضلا عن طول الانتظار عند بعض الإشارات، موضحا أن دوريات المرور ساهمت بالتقليل ولو بالشيء البسيط من حدة الازدحامات.وعن مدى تأثير الزحمة في التأخر عن مواعيد الدوام، قالت انتصار العجمي إنها وضعت وقتا للازدحام من خلال خروجها باكرا من المنزل، قائلة إن الازدحام المروري لن ينتهي في ظل "لعوزة" بعض الشوارع التي تحتاج الى صيانة.وأشارت العجمي الى أن عدد السيارات في البلاد كبير جدا، لدرجة أن المعدل أصبح سيارتين لكل فرد، وهذا أمر يزيد من الازدحامات الخانقة، وعلى إدارة المرور إيجاد حل لهذه الأزمة، خصوصا مع كثرة الوافدين الذين يستعملون السيارات.وعن مدى رضا مرتادي الشوارع عن خطة المرور، قال محمد العلام إن وجود دوريات المرور في الشوارع أمر ضروري، وهذا ما تمت مشاهدته، حيث إنك تجد عند كل تقاطع سيارة تابعة للمرور مركونة لمتابعة الطريق، مبينا أن الازدحام يحتاج الى جهود مكثفة، والإشارات المرورية وطول وقتها يتسببان في بعض الاختناقات المرورية، خصوصا الموجودة تحت جسور الدائري الرابع، مشيرا الى أن التذمر الزائد لا يأتي بنتيجة، والحل هو البحث عن طريق بديل يختصر الازدحام.جسور جديدة
بدوره، ذكر سلمان الخالدي أن الازدحامات مر لابد من تذوقه والانتظار قليلا، قائلا إن الطرق أصبحت متشابكة مع المشاريع الجديدة، مما أدى الى ضيق بعض الشوارع، فضلا عن بداية العام الدراسي التي ساهمت في ازدحام السيارات.ولفت الخالدي إلى أن الجسور الجديدة ستحل الكثير من الأزمة مستقبلا وإن جاءت متأخرة، ولكنها مفيدة جدا.ومن جهته، قال أحمد الحبيب: "إن أغلب مرتادي الطرق لم تعد لديهم قدرة على تحمل الازدحام"، مشيدا بخطوة وزارة الداخلية في فكرة انتشار الدوريات في الشوارع لحل الأزمة المرورية.وذكر الحبيب أن أغلب الطرق، وخصوصا الداخلية التي تقع بين المناطق، لا يمكن أن تخلو من الازدحامات، فهذه صعبة ولن تحل إلا من خلال وضع المزيد من الدوارات بدلا من الإشارات، لافتا الى أن الطرق الجديدة ساهمت بحل جزء بسيط واختصار الوقت أيضا، ولكن الطموح لا يقف هنا، متمنيا السلامة للجميع من الحوادث المرورية، لأنها أصبحت تزيد، وهذا أمر غير صحي.ورأت عذاري الداوود أن كثرة السيارات في الشوارع غير طبيعية، وتحتاج الى تقليل لتتناسب مع حجم الشوارع الموجودة في البلاد، وبينت أن السيارات الكبيرة يجب أن تسير وفق وقت معين، ولكنها موجودة في كل وقت وبعضها غير ملتزم، مشيرة الى أن انتشار دوريات المرور جيد، ولكن لا يحد من الازدحامات الخانقة، خصوصا وقت الذروة عند انتهاء الدوامات.
الطرقات الضيقة وأعمال الصيانة أبرز مسببات الازدحام