الأردن: حجم «الإسلاميين» بعد الانتخابات الأخيرة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد ذهب بعض "المبالغين"، قبل أن تكشف صناديق الاقتراع كل الحقائق، إلى التكهن بأن حزب جبهة العمل الإسلامي، بدعم من "إخوانهم" في جماعة الإخوان المسلمين، سيحصل على نصيب الأسد من نتائج هذه الانتخابات، وأنه سيسيطر على البرلمان الجديد، وبالتالي فإنه سيقود السياسة الأردنية على مدى الأعوام الأربعة المقبلة، وسيوجهها كما يريد، لكن ها هي النتائج المتواضعة جداً، التي حصل عليها هذا الحزب، أظهرت أن دوره سيكون ثانوياً وهامشياً، وأن "إخوانه" لن ينهضوا من كبوتهم التي هي جزء من كبوة التنظيم الأم... الذي هو "إخوان مصر" الذي يعرف الكل أن أحواله غدت "لا تسر الصديق ولا تغيض العدا"!ثم إن ما هو غير معروف خارج الأردن أن حصول حزب جبهة العمل الإسلامي على هذه النتيجة الآنفة الذكر المتواضعة جداً يقابله حصول "إسلاميين" آخرين، حزب الوسط الإسلامي ومجموعة "زمزم" وجمعية الإخوان المسلمين، على العدد نفسه تقريباً الذي حصل عليه هذا الحزب، وهذا يعني أن "الخيل تساوت في الميدان حمحمة"، وأن عمليات الاستقطاب في البرلمان الأردني الجديد ستكون لمصلحة زمزم والوسط وليس لمصلحة هؤلاء الذين بسبب تبعيتهم الخارجية لإخوان مصر خسروا معظم شعبيتهم السابقة في الأعوام الأخيرة.وأيضاً فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن الطلاق بين الإخوان المسلمين الأردنيين والدولة الأردنية لا يزال قائماً ومتواصلاً، وأنه غير متوقع أن تعود المياه إلى مجاريها مادام هؤلاء يواصلون الإصرار على عدم فك ارتباطهم بالتنظيم العالمي الإخواني، وهنا فإن المتوقع أن البرلمان الأردني الجديد سيبادر ومنذ البدايات إلى حشر حزب جبهة العمل الإسلامي في زاوية حرجة بالضغط عليه لإنهاء ازدواجية العضوية بينه وبين الجماعة الإخوانية، إن هو أراد أن يكون حزباً أردنياً مستقلاً لا ارتباط له مع أي جبهة خارجية.