مع أن الاميركيين لا يحبون ايا منهما، الا انهم ينتظرون اول مناظرة رئاسية بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، بينما لا تزال استطلاعات الرأي تشير الى تقارب كبير بينهما قبل ستة اسابيع على موعد الاستحقاق الرئاسي.

ومن المتوقع أن تحقق المناظرة نسب مشاهدة قياسية تصل الى 100 مليون شخص، خصوصاً بسبب التناقض بين شخصيتي المشاركين.

Ad

من جهة، فإن كلينتون (68 عاما) وزيرة خارجية وسناتور سابقة تعرف ملفاتها عن ظهر قلب وتتمتع بخبرة كبيرة، لكنها تجد صعوبة في إثارة الحماس واقناع الناس بصدقها، إلا أنها استعدت بدقة.

في المقابل، ترامب (70 عاما) ملياردير ونجم سابق من تلفزيون الواقع. عفوي وشعبوي الى اقصى حد، لم يتول اي منصب عام، استعد للمناظرة لكن دون إفراط.

وقد أعرب معسكر كلينتون التي تطمح لأن تصبح أول امراة رئيسة للولايات المتحدة، عن القلق، الأحد، من اعتماد "معايير مزدوجة" خلال المناظرة التي ستجري في جامعة هوفسترا بالقرب من نيويورك. ويقول العديد من الخبراء ان المشاهدين سيتوقعون جهدا اكبر من كلينتون.

وتدوم المناظرة 90 دقيقة، وتشمل ثلاثة مواضيع هي "ادارة الولايات المتحدة وتحقيق الرخاء وضمان الامن"، على ان تخصص 30 دقيقة لكل من هذه المواضيع.

واظهر استطلاع أجرته "واشنطن بوست" و"ايه بي سي نيوز"، الأحد، ان كلينتون لديها 46 في المئة من نوايا التصويت في مقابل 44 في المئة لترامب اذا تنافسا مع مرشحين اثنين آخرين أقل أهمية، وان هذه النسبة ترتفع الى 49 في المئة و47 في المئة تباعا اذا كانا يتنافسان بمفردهما.

ويظهر التاريخ أن الأداء السيئ في مناظرة واحدة قد يغير مسار السباق الرئاسي الأميركي. لذلك تشكل المناظرة الركيزة الأساسية التي سيستند إليها المرشحان ونائبيهما في المناظرات الثلاث الأخرى.

الدقائق الأولى

وقال مراقبون لموقع "بوليتيكو" الأميركي المتخصص إن الثلاثين دقيقة الأولى عادة ما تكون كفيلة بمعرفة الفائز بالمناظرة.

وفي عام 2000 استفاد الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش من غلطة منافسه الديمقراطي آل غور الذي كان متفوقا بسبب طلاقة لسانه وردوده الواضحة، حتى اللحظة التي ضبطته فيها الكاميرات خلال إحدى هذه المناظرات وهو يتنهد وعلى وجهه علامات الملل.

وفي الدقائق الثلاثين الأولى، تم رصد الرئيس ريتشارد نيكسون يمسح العرق عن جبنيه بمنديل خلال تقديم مديري المناظرة، وخلالها أطلق جيرالد فورد عام 1976 تصريحا متهورا آنذاك نفى فيه أي هيمنة سوفياتية على أوروبا الشرقية.

وتقول مدربة المناظرات الجمهورية ماري ويل التي عملت في البيت الأبيض خلال حقبة الرئيس دونالد ريغن إن المتحدث يمتلك الجمهور في الدقائق الأولى للمناظرة.

أما رئيس مركز المناظرات في جامعة إلينوي تود غراهام فيقول إن المرشح لديه قرابة الـ 45 دقيقة لحسم النقاش.

فرصة

وتمثل المناظرة فرصة مهمة للمرشحين لاجتذاب الناخبين الذين لم يحددوا بعد المرشح الذي سيصوتون لمصلحته، بعد سباق اتسم بالأجواء السلبية في معظمه تبادل فيه ترامب وهيلاري الاتهامات بعدم الكفاءة والإضرار بمصلحة البلاد. ويعتقد أن هناك 20في المئة من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد.

«الجريدة» ترصد

وانقسم المواطنون الأميركيون بين مؤيد ومعارض للمرشحين، في الوقت الذي كان للاتهامات نصيب الأسد والتي تعكس صراحة الشارع الاميركي.

ومن قلب العاصمة، ومن أمام البيت الأبيض، رصدت "الجريدة" توجهات وآراء المواطنين بدعوة حصرية من وزارة الخارجية الاميركية للمشاركة في تغطية الانتخابات.

وأكد المواطن الاميركي مانتيلا أنه سيشارك التصويت في الانتخابات لاختيار رئيسه المقبل، كاشفاً عن رغبته في التصويت لكلينتون، مبيناً أنها الأجدر وباستطاعتهاتحقيق المزيد للبلاد، إلى جانب أن المنافس لها "مجنون متهور".

من جهتها، قالت سونيا إن الانتخابات معقدة وصعبة، مبينة أن الاختيار صعب جداً، والخيارات محدودة بمرشحين اثنين.

وقالت سونيا لـ"الجريدة" إنها ستصوت لترامب لأنه صريح جدا ويصارح الشعب بالحقائق، واصفةكلينتون بـ "الكاذبة المهذبة"، لكنها عبرت عن تمنياتها بوجود مزيد من الخيارات.

من جانب آخر، وبعيداً عن تأييد الخيارات المتاحة، وصف د. فريغمانت أن المرشحين غير مؤهلين لقيادة البلاد خلال الفترة الحساسة المقبلة.

وقالت فريغمنت لـ"الجريدة" إن المرحلة المقبلة على بلاده بحاجة لقائد ناجح يستطيع إدارة البلاد خارجياً وداخلياً، في حين أن المرشحين الحاليين ضعيفان ولا يملكان من الحنكة السياسية شيئا.

وأكد أنه مازال مترددا بشأن أي مرشح سيمنحه صوته، متمنياً حصول معجزة من شأنها قلب الموازين الحالية.

من جانبه، قال إبراهيم إنه لم يحدد ذلك بعد لعدم قناعته بالمرشحين، مضيفاً لـ "الجريدة"، أن تصريحات ترامب تثير الرعب، في حين أن الأخطاء السياسية التي قامت بها كلينتون عندما كانت وزيرة الخارجية الاميركية لا تغتفر، مبيناً أنه أمام أمرين كلاهما صعب.

وعن رغبته في التصويت من عدمه، قال إنه بلا شك سيقوم بالمشاركة في العملية الديمقراطية لبلاده، إلا أنه لم يحسم خياره فقط، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن صوته الانتخابي سيكون أقرب إلى هيلاري، رغم عدم اقتناعه الكامل بها حتى الآن.

من جهته، أعرب ألبن عن خيبة أمل كبيرة لعدم وجود مرشح يلبي طموحه السياسي ليقود بلاده خلال الفترة المقبلة، مبيناً انه كان يفضل وجود العديد من الشخصيات الفعالة.

وقال ألبن إنه كان يود التصويت للمرشح الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز.

واستنكر توم والذي رفض التقاط صورة شخصية له، سوء الخيارات المتاحة للتصويت أمام الانتخابات الرئاسية المقبلة، مبيناً أنه لم يعرف بعد فيما سيقوم بالتصويت من عدمه لعدم قناعته الكاملة بعد بالمرشحين الموجودين.