طهران تعلن تدخلها الجوي بسورية والعراق

• بغداد تنفي
• قاسمي: لا وساطة مصرية مع الرياض
• تراشق إيراني - إماراتي

نشر في 27-09-2016
آخر تحديث 27-09-2016 | 00:02
ايرانيون يمرون بجوار صاروخ متوسط المدى وسط طهران أمس        (إي بي أيه)
ايرانيون يمرون بجوار صاروخ متوسط المدى وسط طهران أمس (إي بي أيه)
بعد تخليها عن سياستها الحذرة بشأن التصريح بدورها في الصراع المسلح الدائر ببعض الدول العربية، كشف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، في تصريح هو الأول من نوعه بشأن استخدام طهران القوة الجوية خارج حدودها، أن بلاده استخدمت طائرات من دون طيار بعيدة المدى في ضرب من وصفهم بـ "الإرهابيين" في سورية والعراق.

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، أمس، عن باقري القول في كلمة له خلال مراسم بدء العام الدراسي الجديد ل‍جامعة الدفاع الوطني للدراسات العليا، إن "إيران تمتلك تكنولوجيا إنتاج طائرات من دون طيار بعيدة المدى قادرة على قصف أهداف بدقة إصابة تبلغ مترا مربعا واحدا"، مضيفا: "هذه الطائرات المسيرة استخدمت في ضرب أهداف للإرهابيين في سورية والعراق".

وأشار باقري إلى أن تكنولوجيا الطائرات المسيرة القادرة على قصف أهداف بمساحة متر مربع واحد "نادرة ولا يمتلكها الكثيرون، إلا إننا نمتلكها، والروس يسعون وراءنا بقوة للحصول عليها"، وتابع بالقول: "بطبيعة الحال، لربما يمتلك الأميركيون والصهاينة هذا النوع من التكنولوجيا".

في غضون ذلك، نفت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، أمس، أن تكون طائرات إيرانية قد شاركت في قصف مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش" في العراق.

وقال عضو اللجنة اسكندر وتوت إنه "لا صحة لوجود طائرات ايرانية تقصف داعش في العراق"، مضيفا: "نرحب بتنفيذ طائرات الدول الصديقة عمليات قصف ضد داعش، بشرط أن يكون هناك تنسيق مع القيادة العراقية".

ظريف والمملكة

إلى ذلك، شن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، هجوما جديدا على السلطات السعودية، وقال إن المملكة "تعتبر شرعيتها وبقاءها مرتبطان بدعم الولايات المتحدة الأميركية لها".

ورأى ظريف أن توافق الرياض مع واشنطن "مرتبط بحاجة الأولى إلى الأمن الذي يأتيها من الخارج لا من الداخل". وعقد الوزير الإيراني مقارنة بين شعور بلاده بالأمن، وعدم شعور دول المنطقة التي تشتري السلاح بكثافة به، وعلل ذلك بـ "أنها تفتقد للديمقراطية، ولأن الشعب ليس معها".

وأضاف ظريف أن "الأجانب يعلمون أنه إذا اعتمدنا عليهم، فسيجبروننا على الركوع، ولكن إذا وُجد الشعب في ساحات الانتخابات والعلم والاقتصاد، فلن تؤثر أي عقوبات على إيران. إن العقوبات تهدد معيشة الشعب، لكن ليس بوسعها إبعاد الشعب عن تطلعاته ومعتقداته".

جاء ذلك في إطار حرب من التصريحات بين القوتين الإقليميتين، منذ تأزم علاقتهما بعد إعدام الشيخ الشيعي، نمر النمر، ما أثار احتجاجات عنيفة في إيران أدت إلى حرق واعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران، وردت الرياض على ذلك بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران وطرد دبلوماسييها، كما صعدت قضية الحجاج الإيرانيين الأزمة الدبلوماسية بين الدولتين، إذ قاطعت إيران الحج في موسم هذا العام.

في هذه الأثناء، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أمس، إجراء أي محادثات سياسية من قبل إيران مع السعودية، موضحا أنه لا توجد علاقة ومحادثات سياسية بين البلدين، لافتا الى أن طهران تعتمد المحافل الدولية من أجل إعلان مواقفها تجاه الرياض.

وقال قاسمي خلال مؤتمر اسبوعي عقده في طهران، إن "السعودية مازالت تواصل مواقفها غير المسؤولة وتسعى إلى تخريب علاقات إيران مع جيرانها ودول المنطقة".

وفي ما يخص رد فعل السعودية تجاه اللقاء الثنائي الاخير الذي جرى بين وزيري خارجية إيران ومصر، قال قاسمي إن "لقاء وزراء البلدين على هامش اجتماع الجمعية العامة جرى في إطار اتصالات ومشاورات إيران وكان حول قضايا المنطقة"، موضحا أن اللقاء يمكن أن يكون ركيزة لمزيد من العلاقات بين البلدين.

هجوم على بن زايد

من جانب آخر، دخلت إيران في تراشق مع دولة الإمارات، ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الأول، وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى "النظر بواقعية والكف عن تكرار الاتهامات الواهية التي لا أساس لها من الصحة".

وكان بن زايد دعا طهران، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى الكف عن القيام بدورها السلبي في المنطقة، وقال إن "طهران مازالت مستمرة في تقويض أمن المنطقة ودفعها إلى شفا المصيبة عبر الخطاب الملتهب والتدخل في شؤون الدول وتسليح الميليشيات"، مؤكدا أن الإمارات لن تتخلى أبدا عن حقها في السيادة على جزرها الثلاث، وتدعو إيران إلى إعادة الحقوق إلى أصحابها.

ورداً على تصريحات بن زايد، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "محاولات وزير الخارجية الإماراتي الرامية إلى تصدير الأزمة في ما يخص زعزعة الأمن الإقليمي، تأتي في الوقت الذي تركت أبوظبي سياساتها التقليدية لمصلحة اللاعبين المتطرفين والمحرضين للحروب في المنطقة، وبدل أن تبادر إلى تهدئة التوترات، تحرض علي تعميق الخلافات واتساع نطاق الحروب".

وأضاف أن الجزر الثلاث "هي جزء لن يتجزأ من الأراضي الإيرانية".

نصف الحل

في المقابل، دعت الإمارات إيران إلى "الاعتراف بتدخلاتها" في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن الإنكار الإيراني للتدخل في شؤون دول المنطقة أصبح "مسخا".

وشدد على أن التعرض الإيراني لكلمة الشيخ عبدالله بن زايد "لا يغير الحقائق"، معتبرا أن طهران "يتيمة ووحيدة" في الاعتقاد.

وأضاف قرقاش على "تويتر"، أن "نظام الشاه احتل جزر الإمارات الثلاث، والاحتلال مازال قائما"، لافتا إلى أن "دول المنطقة مجمعة على أن السياسة الإقليمية الإيرانية أحد أهم عوامل عدم الاستقرار في العالم العربي، فيما طهران يتيمة ووحيدة في الاعتقاد بغير ذلك".

back to top