تناولت الكاتبة شذى يحيى مذكرات أحمد عرابي في منفاه بجزيرة سيريلانكا حول ضرب الأسطول الإنكليزي، لمدينة الإسكندرية الساحلية بمصر، عام 1882، وقوله: «لم يكن لديَّ الوقت لأعقد رباط حذائي»، بصوت يحمل في نبراته كثيراً من المرارة والألم، لم تخفف من أثرهما مرارة أعوام طويلة، نتيجة للخيانة والخديعة التي تسببت في هزيمة جيشه وفتح الباب على مصراعيه وقتها أمام الاحتلال الإنكليزي لمصر.وذكرت الكاتبة أنه حسب الصحف الإنكليزية، منذ جلاء بريطانيا الأول عن مصر عام 1803 بعد القضاء على الحملة الفرنسية، كانت تنظر بريطانيا بعين الشك إلى كل نشاط فرنسي في مصر، وتزايد حجم القلق البريطاني بعد حفر قناة السويس عام 1896، كون «السويس» أقصر الطرق إلى الهند درة التاج البريطاني، ولأن قيام أي حرب أوروبية داخل القارة مع السيطرة الفرنسية على القناة سيشكّل تمزيقاً لخطوط إمداد جيوش بريطانيا واقتصادها. وحرصت الحكومة الإنكليزية على أن تعد الرأي العام البريطاني لفكرة غزو مصر، فاستخدمت الصحافة للمرة الأولى في هذا الإعداد، وأطلقت عليه «الشأن المصري»، حيث أوعزت الحكومة البريطانية للصحف الموالية لها والمعارضة أيضاً أن تقوم بنوع من المناظرة بين المؤيدين والمعارضين لفكرة تدخل بريطانيا في الشأن المصري مبكراً، منذ عام 1877 للتغلب على أية معارضة للغزو عندما تحين اللحظة المناسبة، بحسب ما تناولته صحف «فورتنتلي» في أغسطس 1877، و{التايمز» عام 1882 و{البول مول غازيت» و{الفورتنيلي ريفيو» التي كان رئيس تحريرها جون مورلي، راديكالياً استعمارياً فتح أبوابها للراديكاليين أكثر من الليبراليين.
الثورة العرابية
تناول الكاتب عبد العزيز جمال الدين في مقاله «الثورة العرابية وتمصير النخبة المصرية» كيف كانت الثورة العرابية تعبيراً عن تمصير النخبة المصرية، فكان الضباط المصريون، من رفاق عرابي الذين بدأت اجتماعاتهم السرية عام 1876، يمثلون جوهرياً هذا الزاد المصري الجديد، الذي صعد في بنية الدولة والجيش، من أبناء الفلاحين، مترافقاً ومتزامناً مع موجتين عارمتين جديدتين، موجة سياسية صاعدة، شكلت الحركة الدستورية والحزبية، وموجة ثقافية منحت الاثنتين معاً زخماً فكرياً جديداً، كان أبرز وجوهها آنذاك كل من رفاعة الطهطاوي وعبد الله النديم.ذكريات
في باب «ذكريات» في المجلة، تناول الكاتب هشام قاسم رسائل العتاب بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وزوجته تحية كاظم، أثناء مشاركته في حرب فلسطين عام 1948، والتي حواها الجزء الأول من أوراق عبد الناصر الخاصة، التي أعدتها كريمته الدكتورة هدى عبد الناصر، في كتاب في أجزاء عدة طرحته وزارة الثقافة المصرية، ضمن سلسلة مكتبة الأسرة.تكشف الرسائل مشاعر إنسانية دافئة بين الزوجين، خاصة بالأشواق والود والعتاب، تؤكد في الوقت نفسه أن من يحمل مهمة ثورية لتغيير مجتمعه، يحمل أيضاً في الوقت نفسه مشاعر إنسانية رقيقة نحو المرأة.كذلك تناولت المجلة موضوعات عدة، من بينها ذكريات الحج للمؤرخ عبد الحميد بك العبادي، للكاتب عرفة عبده علي، والتي تناولت رحلته الأولى إلى الحج عام 1938، وكان حريصاً على تدوينها في كتابه «رحلة العمر»، وعلى تسجيل مشاهداته بأسلوب شيق ممتع، مجسداً التجاذب بين الوجوه والأمكنة، والمشاعر والرؤى التي تكتنز رحلة الحج المقدسة.وتناول الشاعر المصري أحمد عنتر مصطفى، في باب فنون، مرور 35 عاماً على رحيل الموسيقار والملحن المصري رياض السنباطي بعنوان «الصوفي العاشق»، الذي وصف فيها السنباطي قصة حياته بقوله: «قصة حياتي باختصار هي أم كلثوم»، حيث امتزجت حياتهما معاً، وأعطى كل منهما عمره للآخر فنياً، وكل منهما نشأ في كنف والده البسيط في ريف الدلتا، متخذاً من الإنشاد الديني والغناء حرفة ومهنة، واكتسبا ثقافة موسيقية شرقية الطابع وروحية السمات، ذات وجدان وتراث صوفي شعبي.