بات مؤكداً أن الدخان الرئاسي الأبيض لن يخرج من جلسة الانتخاب اليوم، إفساحاً في المجال أمام التفصيلات التي تتطلبها المرحلة المقبلة. وفي انتظار جولة الاتصالات الجديدة التي أطلقها زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، مساء أمس الأول، بلقائه وأركانه مرشحه لرئاسة الجمهورية رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، تتجه الأنظار إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أجمعت المواقف على أنه هو من يقف كحجر عثرة في وجه وصول رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون إلى بعبدا.

وقالت مصادر متابعة إن «انتخاب عون لن يحصل في ظل إصرار بري على الحصول على حصة كبيرة في الحكومة الجديدة، وهذا ما لن يقبل به عون، إذ إن التوافق على الحكومة ورئيسها أصبح تحصيل حاصل».

Ad

وأضافت المصادر أن «الحريري لن يعرقل التسوية بسبب قانون الانتخاب، خاصة أنه من المرجح حصول الانتخابات النيابية وفق قانون الستين الذي لا تمانعه معظم القوى الأساسية». وبينت أن «مسار التسوية الرئاسية سيظهر خلال الساعات المقبلة، بعد زيارتين سيقوم بهما الحريري في الساعات المقبلة لبري وعون ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل»، مشيرة إلى أنه «إذا كانت الأمور إيجابية بشكل نهائي من قبل الحريري فسيجد نفسه مضطرا إلى إقناع بري وإيجاد مخرج جيد للقبول بالسير بعون».

وكان لافتا أمس اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية، الذي لم يأت على ذكر دعم تيار «المستقبل» لفرنجية، على عكس الأسبوع الماضي. وأبلغ الحريري الكتلة، بحسب البيان الذي أصدرته، أنه بدأ «مشاورات مع كل الافرقاء السياسيين لتفعيل العمل بهدف تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، مستعرضا التطورات المتعلقة بهذا الموضوع، وعارضا الجهود الحثيثة التي يقوم بها. على أن تتابع الكتلة في اجتماعات مفتوحة قادمة هذه المستجدات مع الحريري».

وشددت الكتلة على «أهمية مشاركة جميع النواب في جلسة الغد، لممارسة واجبهم الدستوري في انتخاب رئيس البلاد، ومن أجل إنهاء الشغور في سدة الرئاسة»، معتبرة أن «هذا الشغور، الذي مازال يتسبب فيه حزب الله، وهو بالتالي يضع البلاد في أحوال وظروف بالغة الخطورة على مختلف المستويات الوطنية والأمنية والاقتصادية والمالية والمعيشية».

وأكدت «تمسكها بالثوابت التي طالما انطلق منها تيار المستقبل، وهي الثوابت القائمة على احترام اتفاق الطائف، واحترام الدستور الذي هو المرجعية الحصرية للممارسة السياسية في لبنان، والذي أصبح يحتضن جميع القواعد الميثاقية للوطن اللبناني، وهو الذي يؤكد على العيش المشترك المسيحي الإسلامي، وعلى السيادة والاستقلال، وعلى الحرية والتعدد في وجهات النظر والنظام الديمقراطي البرلماني». واعتبرت أن «انتخاب رئيس الجمهورية مازال هو المدخل الصحيح الواجب لحل اغلب المشكلات التي تعصف بلبنان في هذه المرحلة الخطيرة التي تعيشها المنطقة والبلدان المجاورة وعلى كل المستويات».

وإذ أشارت الى أن «استمرار مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس من قبل حزب الله وحلفائه اضرت بلبنان وبصورة مؤسساته وصدقية قياداته»، أملت أن «تعيد تلك القيادات النظر في هذه السياسات والمواقف السلبية، والاقبال على انتخاب الرئيس لكي يسهم اللبنانيون جميعا في صنع أمل جديد يمكنهم من التغلب على المشكلات المتجمعة من حولهم، والمبادرة إلى محاكاة الآمال للأجيال اللبنانية الصاعدة في أن تبني مستقبلها في لبنان بديلا عن الهجرة».